هل يقود المسرح ثورة ثقافية من الميادين لإصلاح حال الشارع المصري؟
السبت، 14 أبريل 2018 06:00 مهناء قنديل
المسرح هو أبو الفنون، لم يأت هذا الوصف من فراغ، وإنما يعود إلى كون المسرح أحد أهم أدوات التأثير في ثقافة ووجدان الشعوب.
ولعل أبرز دليل على هذه الحقيقة، هو أن المجتمع المصري، لم يشهد تراجعا، وترديا سلوكيا وأخلاقيا، إلا بعد انهيار المسرح، كمًّا من حيث عدد الأعمال التي يعرضها سنويا، وكيفًا من حيث المضمون الذي بات فاقدا للاتصال مع أهداف ومتطلبات الشارع.
وخلال الفترة الأخيرة، بدأت المياه الراكدة في الجريان، وحاول عدد من الفنانيين المسرحيين الشباب، تجاوز العقبات التي تواجههم ماليا، وإنتاجيا، واتجهوا إلى الشارع، للتلاحم معه، عبر تقديم عروض متميزة، في الميادين التي تشتهر بكثافة الرواد، فهل يقود هؤلاء الشباب ثورة ثقافية تصلح حال الشارع المصري؟
الفكرة ابتكرها الدارسون في مدرسة التمثيل المسرحي، التابعة لمنظمة «ناس» الأهلية المستقلة، بهدف إتاحة الفن المسرحي للعامة، والتواصل مع طموحاتهم، وأهدافهم، ومناقشة القضايا التي تهمهم.
المارة في الميادين التي تستضيف هذه العروض المثيرة، يحتفون بها بشدو، ويلتفون حولها، ولا يغادروا قبل انتهاء العرض، مبدين إعجابهم الشديد بالفكرة، وبما يقدمه هؤلاء الشباب للبسطاء.
مصطفى وافي، مدير «ناس»، أكد أنهم يحرصون على تقديم عروض تلمس رغبات الجماهير البسيطة من أبناء الشعب، مشيرا إلى أن الهدف الرئيس لأعمالهم، هو مخاطبة هذه الفئة، التي لم تعد قادرة على التواصل مع المسرح التقليدي، لارتفاع أسعار تذاكره، وبُعد القضايا التي يناقشها عن هموم الناس.
وأوضح أن «ناس»، تمتلك مدرسة تتجاوز الفجوة بين المسرح، وأهداف المجتمع، من خلال تدريب العارضين على مختلف فنون الأداء، موضحا أن مدرستهم ترعاها جمعية النهضة العلمية والثقافية جزويت، التي أسسها مجموعة من المفكرين في 1998، بهدف تنمية الوعي في المجتمع المصري من خلال الفنون.
ولفت إلى أنه يتم الاستعانة بمدربين أجانب، في المدرسة، من أجل التجاوب مع تنوع جنسيات الطلاب، كاشفا عن أن عدد المقبولين في المرة الواحدة يصل إلى 30 طالبا، مقابل مصروفات رمزية.
وأوضح أن «ناس»، نظمت عروضا متنوعة، استهدفت عددا من المناطق الفقيرة بالقاهرة والمحافظات مثل: المنيا، وأسوان.