شارع البورصة بوسط القاهرة ينتظر يد الإنقاذ.. عندما أوشك الإهمال قتل كل جميل بداخله
السبت، 14 أبريل 2018 06:00 ص
تمتلك القاهرة تاريخيا تليدا لا يتوقف عند العصور الفرعونية، والقبطية، والإسلامية فقط، بل إن سنوات عمر القاهرة التي تتجاوز ألف عام تضم آثارا فاطمية، وأيوبية، وعلوية خديوية، والجانب الأخير على وجه الخصوص، يبدو واضحا في وسط المدينة حيث المباني رائعة التصميم والشوارع التي تم تخطيطها وفق أحدث الطرز الأوروبية، مع بدايات القرن الـ20.
وعلى مدار العقود الخمسة الأخيرة، شهدت منطقة وسط القاهرة، حالة إهمال أوشكت أن تقتل كل جميل فيها، ولا سيما في الشوارع التي امتلأت عن آخرها بالإشغالات، وأشهرها شارع البورصة، الذي طمست المقاهي معامله حتى صار يستغيث منتظرا يد الإنقاذ لتنتشله من بحر الإهمال الذي أغرقه.
وإعمالا بالحكمة التي تقول: "أن تأتي متأخرا أفضل من ألا تأتي"، وجدت الجهود التي أعلنت محافظة القاهرة، عن بدئها لإنقاذ تاريخها من الضياع، ترحيبا كبيرا، خاصة أنه عقب إعلان اللواء محمد حنفي، رئيس حي عابدين، انتهاء تطوير المرحلة الأولى من هذه المنطقة المهمة، وسيتم افتتاحها الأربعاء المقبل، ضمن احتفالات اليوم العالمي للتراث.
وأوضحت الوزارة على لسان مسؤوليها، أن أعمال التطوير مستمرة، وسيتم البدء فورا في المرحلة الثانية، التي تشمل منطقة «البورصة»، وما تضمه من نحو 20 عقارا أثريا.
وكشف مسؤولو المحافظة، أن أعمال التطوير ستشمل مربع منطقة البورصة من شوارع قصر النيل، وصبري أبوعلم، والقاضي الفاضل، وعلوي، بهدف الحفاظ على المنطقة وآثارها الرائعة.
وتضم منطقة البورصة، 23 عقارا بدء بالفعل العمل على تطوير 17 منها بتمويل من البنك الأهلي المصري، بتكلفة قدرها 5 ملايين جنيه، تحت إشراف اللجنة العليا للتراث.
ويشمل التطوير رفع كفاءة 12 ألف متر مربع بشوارع المشاة في المنطقة، استكمالا لجهود الحفاظ عليها، لطرازها المعماري الخديوي الجميل.
وتضم منطقة البورصة، مربعا صغيرا للمال والأعمال، يحتوي على المبنى التاريخي للبورصة المصرية، وعدد من البنوك، أبرزها مبنى البنك المركزي القديم، والمقر الرئيسى للبنك الأهلي المصري، بالإضافة إلى مقر بنك قناة السويس، وعدد من المباني الاقتصادية المهمة، لكن هذا المربع سيتحول إلى منطقة ثقافية وفنية ضمن مشروع كبير لتطوير المنطقة.
ويعد من أهم معالم المنطقة فندق «كوزموليتان»، الذي احتضن عمالقة الأدب والفن على مقاعده، وتحت أضوائه رسمت لوحات وكتبت قصائد وروايات، وكان ملتقى الأدباء الكبار أمثال: نجيب محفوظ، وعبد الرحمن الأبنودي، وأمل دنقل.
بني هذا الفندق عام 1923 على يد المعماري الإيطالي ألفونسو ساسوو، وذلك تحت اسم «متروبوليتان»، ويعد هذا الفندق آخر ما أبدعه «ساسوو»، في مجال المعمار، كواحد من أشهر مصممي المباني الرائعة، إيطالية الطراز.
ويتكون مبنى الفندق من 6 طوابق، بالإضافة إلى «روف»، ويضم 84 غرفة، و6 أجنحة فندقية عالية المستوى.