الدنيا ربيع
الجمعة، 13 أبريل 2018 03:16 م
أتذكر عندما كنت صغيرة....كنت أنتظر المطر الخقيف فى الخريف ...و المطر الكثيف فى الشتاء.
ثم يأتى الربيع برائحة الزهور وتتخلله رائحة الرنجة والفسيخ فى أعياد شم النسيم وأخيراً يأتى الصيف بعد طول انتظار، بشمسه المشرقة وسماءه الصافية.
ولقد تعلمت من تغير الفصول الوضوح..فالأمور بالنسبة لى إما بيضاء أو سوداء.
ثم كبرت لأجدها تُمطر فى الصيف تارة ويشتد المطر فى الخريف تارة أخري. كبرت و وجدتنى أشم الأتربة بدلاً من الزهور فى الربيع...بل إن الفصول جميعها تجتمع أحياناً فى اليوم الواحد.
هل اختلط الأمر على الفصول كما يختلط علينا جميعاً أحياناً؟!
أم أنها أصبحت تعكس صورة الواقع من حولنا؟!
ذلك الواقع الملئ بالمفاجآت...الواقع الغير مفهوم ....الواقع الذى لا يجعلنا نميز أحياناً هل ما
نراه هو عيناً فى الصحراء أم مجرد سراب؟
ولأننى أحب الوضوح والصراحة فلم أحب أبداً السياسة..لأنها ببساطة فن الخداع..وأنا لا أجيد هذا الفن بتاتاً ولا أُريد.
ولم أحب التاريخ كذلك...ربما لأن الحقائق تعتمد على من يروىها...هل هو الجانى أم المجنى عليه؟
ولعل من أكثر الحقائق التى صدمتنى عن الحياة أن ألوانها لا تقتصر على الأبيض والأسود..وهى للأسف ليست "بمبي" كذلك- كما كانت تحاول أن تقنعنا "السندريلا".
فالحياة فى الواقع هى درجات عدة من الرمادى...قد تقترب أحياناً من الأبيض و قد تقترب من الأسود.
وكما علينا أن نتقبل تقلبات الجو خلال اليوم الواحد ونتعامل معها كما هى، علينا كذلك أن نتقبل حقيقة أن الحياة مليئة بالصعوبات.فلقد قال تعالى (لقد خلقنا الإنسان فى كبد).
فكيفية تعاملنا مع التغيرات التى تطرأ فى حياتنا إنما تحدد جودة تلك الحياة.وكما قال د.أحمد خالد توفيق" لا أخاف الموت .... أخاف أن أموت قبل أن أحيا"...فالاستسلام واليأس موت...والسلبية و الانعزال موت....
فلنعتبر من التغيرات فى الجو من حولنا و لنصبح أكثر مرونة وأكثر إصراراً على أن نرى الجانب المشرق فى كل يوم نحياه.
سننجح مرة ...و نفشل مرات..ولكن طالما القلب ينبض فلنحاول.ويوماً ما سيأتى ربيعنا وتتفتح الورود فى حديقةعمرنا."فلا يأس مع الحياة".