الأزهر قبلة العلماء والزعماء.. لماذا يحرص رؤساء الدول على زيارة الأزهر الشريف؟
الجمعة، 13 أبريل 2018 02:00 صكتب: حسن الخطيب
يحرص قادة وزعماء ورؤساء دول العالم الذين يزورون مصر، على زيارة الأزهر الشريف، ولقاء الإمام الأكبر شيخ الأزهر، حتى أصبحت طقوسا دبلوماسية، يقوم بها أي مسؤول يزور مصر، حتى اصبح الأزهر قبلة الزائرين والقادة والزعماء.
وشهد الأزهر خلال الفترة الماضية العديد من الزيارات الرسمية لكثير من الرؤساء والملوك والزعماء العرب والأجانب، وذلك بهدف تعميق التواصل الفكري والديني بين الأزهر الشريف والشعوب المختلفة.
لماذا الأزهر
والسر يرجع في ذلك إلى أن الأزهر الشريف هو قبلة المسلمين العلمية، ومحراب المسلمين الفقهي، وهو المرجعية الإسلامية السنية الأولى، فمنه يؤخذ ومنه يستقى العلم والفقه، كما أن تاريخ الأزهر الشريف، ودوره في نشر الإسلام والسلام في ربوع العالم، يجعل منه قبلة حضارية ينهل منها شعوب العالم.
ولا يخفى على أحد كان الدور الذي يقوم به الأزهر الشريف في مواجهة الإرهاب والتيارات الفكرية الإرهابية المتطرفة والمتشددة، وذلك بسلاحه الإسلام الوسطي الصحيح، الذي يعد السلاح الأول لمواجهة أي عناصر تكفيرية أو متشددة، وعلماءه يقومون بدور الجندي في ساحة القتال، فيقومون بنشر المعرفة والفكر والإسلام الوسطي البعيد عن التطرف والتشدد.
كما أن للزيارة أبعاد أخرى، منها الأبعاد السياسية، حيث يهدف زوار الأزهر من الرؤساء والقادة إلى استغلال النزعة الدينية التي تغلب علي الشعب المصري في توطيد العلاقات بين مصر ودول العالم، خاصة الشعوب الإسلامية.
زعماء في الأزهر
خلال الفترة القليلة الماضية، كان أبرز من زاروا الأزهر الشريف من زعماء وقادة الدول، الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين، حيث زار الإمام الأكبر بمقر مشيخة الأزهر الشريف، وعقدا معا لقاءا تناول عددا من القضايا العربية الإسلامية، وسبل التعاون بين مملكة البحرين والأزهر الشريف في نشر الوسطية والاعتدال والتأكيد على أهمية دور الأزهر في محاربة الفكر المتطرف.
ومن الزعماء الذين زاروا الأزهر أيضا خلال الفترة الماضية، الرئيس ميشال عون، رئيس الجمهورية اللبنانية، حيث أكد لشيخ الأزهر أن لبنان تقدر الأزهر الشري الذي يمثل رافدًا مهما للثقافة في المنطقة العربية بما يمتلك من تاريخ في التعايش المشترك بين كافة أطيافه ومكوناته، كما زار الامام الأكبر قبل ذلك رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في العام 2015.
المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، زارت هي الأخرى مصر، وكان من قبلها السفيرة الأمريكية، وممثلة الأمم المتحدة والتقوا الإمام الأكبر شيخ الأزهر.
وحرصت ميركل على لقاء شيخ الأزهر الشريف، وذلك بهدف التأكيد على العلاقات الوطيدة التى تجمع مصر وألمانيا بصفة عامة والأزهر بصفة خاصة، وشكر شيخ الأزهر المستشارة ميركل على أريحيتها الكريمة تجاه الإسلام والمسلمين حين شاركت في مظاهرات برلين المنددة بالإسلاموفوبيا، وقالت ميركل حينها إنه شرف عظيم أن تكون ضيفة على أعلى مرجعية سنية فى العالم.
البابا فرنسيس الثاني بابا الفاتيكان ومرجعية الأقباط الفاتيكان، كانت له زيارة شهيرة للأزهر الشريف، حيث عقد مع شيخ الأزهر مؤتمرا عالميا للسلام، والتقى بشيخ الأزهر، الذي رحب به وعبر عن تقديره لاستجابته وزيارته التاريخية لمصر والأزهر الشريف.
كما زار شيخ الأزهر الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، والذي حرص خلال زيارته للأزهر على افتتاح الجامع الأزهر الذي تم تجديده بمنحة من المملكة العربية السعودية، واليوم يزور الأزهر الرئيس البرتغالي خلال زيارته لمصر.
ويعلق الدكتور محمد مهنا مستشار شيخ الأزهر، على تلك الزيارات واسبابها، حيث يؤكد على أن حرص قادة وزعماء ورؤساء دول العالم على زيارة الأزهر الشريف، يعكس مدى أهمية الدور الذي يقوم به الأزهر الشريف، والذي يدعوا غلى السلام والتسامح بين الشعوب.
وأوضح مستشار شيخ الأزهر، بأن الأزهر الشريف بما يمتلكه من مقومات علمية ودينية، جعلت منه جسرا يمتد بيننا وبين العالم، وذلك لدوره في نشر الوسطية والاعتدال، ومواجهة الأفكار الإرهابية والمتطرفة، وهو مايجعل منه قبلة للزائرين من قادة وزعماء دول العالم.