محمد صلاح.. كيف نصب نفسه فرعونا في 5 سنوات؟
الأربعاء، 11 أبريل 2018 12:45 م
نجح اللاعب الدولي محمد صلاح، لاعب فريق ليفربول أمس الثلاثاء، في إعادة التوازن لفريق الريدز في الدقيقة 56 من الشوط الثاني، بإحراز هدف التعادل في مرمى مانشيستر سيتي ليقضى على آمال جوارديولا في عبور ربع نهائي دوري أبطال أوروبا من بوابة الريدز.
محمد صلاح أحرز الهدف، بعد تمريرة قصيرة أعطاها لساديو ماني، الذي استلم الكرة بمراوغة مدافع السيتي أوتاميندي، لكنه تعثر في منطقة «الجزاء» لترتد الكرة لـ «مو صلاح» مجدداً والذي استطاع مراوغة الحارس إيديرسون مواريش، ليسجلها بثقة.
الهدف أربك حسابات «السيتيزن» وباتوا بعده مطالبين بتسجيل 4 أهداف حتى يحصلون على بطاقة التأهل.
احتفى صلاح بالهدف احتفاءً لفت أنظار متابعيه على عكس عادته، فوقف ناظرا للجماهير باسطا ذراعيه في عزة وشموخ، بعدما كان يجري تجاه «منطقة الكورنر» فاتحا ذراعيه، ثم سرعان ما «يتزحلق» ثانيا ركبتيه أسفل منه مستغلا «أرضية الملعب».
انتظر الجميع انتهاء المباراة لصالح «ليفربول» وتحول التواصل الاجتماعي إلى ساحة نقاش حول طريقة احتفال محمد صلاح، تلخص الحديث في أنها «عزة وشموخ» بعد هدف قضى على آمال المدرب الإسباني بيب جوارديولا، الذي لطم وجهه بعد الهدف الثاني للمهاجم البرازيلي روبرتو فيرمينيو في الدقيقة 77.
ورغم أن بعض دراويش ليونيل ميسي قالوا أن احتفال صلاح الأخير أشبه باحتفال لاعب البارسا، الذي قضى ليلة حزينة أمس بخروج فريقه أمام روما من ربع نهائي دوري الأبطال.
غير أن مراقبون قالوا إن الصورة أظهرت تحولا كبيرا في شخصية محمد صلاح، واكتسابه شخصية البطل، على عكس سنوات مضت في رحلة احتراف بدأت مع بازل السويسري.
في أواخر 2012 كان ظهور اللاعب المنتقل إلى بازل - حديثا آنذاك - من صفوف المقاولون العرب، بعد صفقة أتمت في أبريل وبدأت في يونيو.
لم ينتظر محمد صلاح طويلاً ليسجل أول أهدافه في الدوري السويسري، ففي الأسبوع الثاني من منافسات الدوري، وأمام نادي لوزان سجل محمد صلاح الهدف الأول له والثاني لفريقه، مؤكداً فوز بازل باللقاء بنتيجة 2-0.
بدا صلاح داخل أرضية الملعب «متوجسًا» يلعب بحذر ويحتفل على وهن، يلعب بديلا غير أساسي، يشارك أحيانا، يستبعد كثيرا، واستمر الحال هكذا في تشيلسي، لكن انتقاله من البلوز إلى فورنتينا الإيطالي على سبيل الإعارة، كانت نقطة تحول دفعت به تجاه المجد إلى روما، والذي اشتراه في موسمه الثاني له بعدما كان على سبيل الإعارة.
موسم 2016 كان من أفضل مواسم صلاح، حيث استطاع إحراز 19 هدف في الموسم، جاور خلاله الكبار فازداد ثقلا وثقة، واختفت خيفته بشكل تجاوز 80 %، وازداد فرحا بأهدافه التي كانت سبب التحاقه بنادي العاصمة الإيطالية بمبلغ 15 مليون يورو مبتعدا تماما عن تشيلسي الذي لم يكن مرضيا لطموحه وآماله.
رغم نجاحات محمد صلاح، كان رأي المحترف المصري السابق أحمد حسام ميدو، في ديسمبر 2016 أن «صلاح» لا يمتلك «كاريزما» داخل الملعب، نافيًا: لم أقل إنه لا يمتلك كاريزما النجم، وأن ذلك من منظور كروي بحت، فالكاريزما هي مثل الموهبة يولد الشخص بها، ولا يكتسبها من أحد.
ولفت إلى أن صالح سليم لم يكتسب الكاريزما فهو قيادي الطبع، لافتا إلى أن الكاريزما التي يتحدث عنها هي أن يكون اللاعب قياديًا في الملعب، لافتا إلى أن اللعب في إيطاليا أثر في طريقة لعب محمد صلاح، وتحسن كثيرا.
في 22 يونيو 2017، نتيجة لتألق محمد صلاح في موسمه الأخير مع روما، أعلن نادي ليفربول الإنجليزي عن تعاقده معه بصفقة تاريخية على جميع المستويات، بلغت 42 مليون يورو (36 مليون جنيه إسترليني)، إضافة إلى 8 ملايين يورو تدخل من ضمن بند المكافآت.
2017 كان العام الأفضل لمحمد صلاح على الإطلاق، فتوج بأحسن لاعب أفريقي في مسابقتين للكاف ولوكالة الأنباء البريطانية BBC، إضافة لفرض شخصيته في المنتخب المصري، في كأس الأمم الأفريقية، وتصفيات كأس العالم التي صعد فيها المنتخب بهدف صلاح في مرمى الكونغو إلى كأس العالم روسيا 2018 بعد غياب 28 عامًا.
5 أعوام تحولت خلالها شخصية صلاح من خائف إلى بطل يفرض شخصيته، بشهادة كبار مدربي ولاعبي العالم، خاصة بعدما كثر الحديث عن انتقاله النادي الملكي الأسباني ريال مدريد.
تأكد نضوج شخصية محمد صلاح في مباراة مصر والبرتغال بطريقة لعب الهدف الذي أحرزه، فبات يحزر أهدافا بأقل مجهود، ينهي مبارايات لصالحه، تهتز الفرق بخروجه، تغيب الجماهير عن مباريات فريقه حال غيابه.
«شخصية محمد صلاح» الأمر اختلف خلال 5 سنوات، فرانك لامبارد أسطورة تشيلسي السابق، أكد أن أداء اللاعب المصري أشبه بالنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي لاعب برشلونة، وذلك في تصريحات لـ «بي تي سبورتس».
يقول لامبارد: «عندما نشاهد ميسي ننبهر بالأماكن التي يختارها في الملعب، صلاح بدأ يكرر نفس الأمر ويتمركز في الأماكن المثالية التي تعطيه فرصة الاستحواذ على الكرة أمام المرمى، وعندما جاء إلى تشيلسي لم يحصل على فرصة كاملة لأنه حصر نفسه في دور الجناح فقط ووقتها كان هناك كثير من اللاعبين الجيدين مثل أدين هازارد الذي يمتلك عامل خبرة جيدة عن صلاح».