الحرب العالمية الثالثة..رسائل بوتين الأخيرة !
الأربعاء، 11 أبريل 2018 12:33 م
وسط اللغط المثار بشأن الحرب العالمية الثالية التى ستندلع من سوريا وأصبحت قاب قوسين أو أدنى من الدول العربية بالمنطقة ، بعث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين برسالة شديدة اللهجة إلى الإدارة الأمريكية ، وهى الرسائل التى لم تكن عبر دوائر دبلوماسية معهودة.
خلال مشاركته فى احتفالية بمناسبة مرور 75 عاما على تأسيس المركز الوطنى الروسى للبحوث «معهد كورتشاتوفسك» أمس الثلاثاء قال الرئيس الروسى فلاديمير بوتين أن «خبراء عشرات المراكز البحثية الروسية، شاركوا فى تطوير الأسلحة الروسية الاستراتيجية الجديدة، التى لا نظير لها فى العالم».
واستمر« بوتين» فى التأكيد على رسالته قائلا «لقد شاركت عشرات المؤسسات ،ومكاتب التصميم والمراكز العلمية فى إنتاج الأسلحة الحديثة، بينها معهد كورتشاتوفسك ».متابعا «أنه لا تملك أية دولة مثل هذه الأسلحة اليوم».
بدا واضحا من المفردات التى استخدمها بوتين فى حديثه عن نوعية الأسلحة المتطورة التى تمتلكها إلا روسيا أنه يؤكد مدى جاهزية موسكو لخوض حربا فى مواجهة أمريكا بالشرق الأوسط، وقد سبق ذلك اعلانه فى مارس الماضى عن تطوير أحدث أنواع الأسلحة القادرة على تجاوز نظام الدرع الصاروخى والدفاع الجوي، وذلك خلال رسالته إلى الجمعية الفيدرالية.
فى العام الماضى قرر بوتين زيادة عديد الجيش الروسي من عسكريين ومدنيين إلى أكثر من مليون عنصر ما بين ضابط وجندى ومدنى، ما يؤكد أن روسيا كانت تدرك - وفق تقارير أجهزة استخباراتها- أن حربا وشيكة قد تندلع بينها وبين أمريكا فى سوريا.
البعض يستبعد الخيار العسكرى بين دولتين بحجم روسيا وأمريكا، وهو الاحتمال الذى يظل واردا ولوبنسبه ضئيلة ، فالحروب السابقة بين القوى العظمى لم تضع فى اعتبارها سقوط ملايين الضحايا ، أو حتى خراب دول وفناء البشرية نفسها ، فالحرب هى خيار حسم معركة القوة بين قطبين يتنافسان على مناطق النفوذ ليس فى الشرق الأوسط فقط بل فى مناطق كثيرة بالعالم.
لجؤ أمريكا إلى لعبتها القديمة- المكذوبة-- بزعم ضرب النظام السورى لما تسميه واشنطن بالمعارضة المسلحة بالأسلحة المحرمة دوليا ، سبق واحتلت بنفس هذه اللعبة العراق، والآن حان دور سوريا لتفتيت دولة بمثابة شوكة فى ظهر ربيبتها إسرائيل .
السؤال هل روسيا مستعدة لدفع ثمن الحرب الباهظ فى سوريا ؟ ، من خلال استعدادات الجيش الروسى ،وقوته المخيفة، وخريطة تحالفات كبيرة مع موسكو بالمنطقة وخارجها ، فضلا عن ثأر قديم وصراع خفى كانت قد انتصرت فيه أمريكا ولو إلى حين بتفكيك الاتحاد السوفيتى ،يصبح اقدام روسيا على حرب مع أمريكا وراد جدا ، فموسكو بقيادة بوتين تأهبت لهذه اللحظة واستعدت لها منذ زمن ولم يبق إلا إعلان الزمان بعد أن اتفق الجميع على المكان !
أمريكا تعول على حلفاء تقليديين لها، حال اندلاع الحرب المقبلة ، فى حين يظل دور الصين ، هو الذى سيحسم الصراع ، فى حرب لن يكون للأسلحة التقليدية دورا إلا فى بدايتها، وستعود بالبشرية إلى ما قبل العصر الحجرى .