القتل البارد.. لأسباب تافهة أباء يقتلوا أطفالهم بسبب كيس شيبسي وواجب الحضانة وشاشة التليفزيون واطباء النفس والاجتماع المخدرات وغياب الوعي الديني السبب
الثلاثاء، 10 أبريل 2018 08:00 مهبة جعفر
بدم بارد وأعصاب هادئة يقتل الآباء فلذات أكبادهم دون أن يطرف لهم رمش، والبعض منهم يخطط لارتكاب جرائمهم بمنتهي الدقة، وكأن ذنب هؤلاء الأطفال أنهم خلقوا من صلب أباء نزعت من قلوبهم الرحمة، والأغرب في وقائع القتل هذه قيامها على أسباب تافهة تدل على إنعدام الإنسانية على اقدام الأمهات والأباء.
وترصد «صوت الأمة» في تقريرها ثلاث جرائم أنهت حياة الأطفال وتعليق الطب النفسي عليها.
يقتل طفلته بسبب واجب الحضانة
في ٢٠ اكتوبر 2017، انها عامل، بماسورة بلاستيكية، حياة الطفلة «علا»، البالغة من العمر 5 سنوات، بعد فشله في المذاكرة لها وعدم قدرتها على أداء الواجب فقرر أن يأدبها بطريقته، وانهار عليها بالضرب بعد تعاطيه العديد من الأقراص المخدرة، والتي أفقدته الوعي ليظل يضرب الطفلة حتي لفظت أنفاسها.
جاءت البداية بتلقي قسم شرطة بولاق الدكرور، إخطارا من المستشفي بوصول طفلة مصابة بكدمات وعلامات زرقاء بجسدها، وأنها فارقت الحياة فور وصولها، وتم القبض علي الأم والأب لمعرفة الحقيقة.
قالت الأم أمام النيابة، أنها جلست مع الطفلة لكتابة الواجب وبجوارها والدها «عماد.خ»، حيث بدأت الطفلة تخط بيدها الحروف المكلفة بكتابتها بكراسة الحضانة، لكنها كانت تشكو من عدم إجادتها الكتابة طالبة المساعدة، حتى انتاب والدها حالة من الهياج، مهددا إياها بالضرب والتأديب، ومؤنبها لعدم قدرتها على أداء الواجب المكلفة به.
لم يتمالك الأب نفسه، وأحضر ماسورة مياه بلاستيكية سميكة، وانهال على ابنته الصغيرة ذات الجسد الضئيل بالضرب، حيث سدد لها عدة ضربات بأنحاء جسدها، لم تتمكن والدتها من الدفاع عنها وحمايتها، فبدأت الطفلة تصرخ وتستغيث عل مجيب ينقذها من يد والدها، الذي تخلى في تلك اللحظات عن أبوته وإنسانيته، إلا أن الأب أكمل جريمته حتى بدأت الطفلة تفقد قدرتها على التحمل، وهدأ صوت استغاثتها وصراخها حتى سكت تماما، وتوقف قلبها عن النبض.
تروي الأم: حملنا الطفلة ونقلناها إلى مستشفى بولاق الدكرور العام، إلا أن الأطباء أكدوا وفاتها، فأبلغ الأطباء نقطة شرطة المستشفى، وتحفظ عليه رجال المباحث بعدما كشف التقرير الطبي وجود شبهة جنائية، وأن الإصابات التي لحقت بها وراء مفارقتها الحياة.
واضافت والدة الطفلة أن والدها وراء مقتلها لاعتدائه عليها بالضرب، وانتقل ضباط قسم شرطة بولاق الدكرور إلى المستشفى، وبمواجهة المتهم اعترف بتفاصيل الجريمة التي ارتكبها في حق ابنته، وعثر رجال المباحث على أداة الجريمة، التي تبين أنها عبارة عن ماسورة مياه بلاستيكية، قطرها نصف بوصة، فتم التحفظ عليها، وذكر المتهم عقب القبض عليه، أنه اعتدى عليها بالضرب لعجزها عن كتابة واجب الحضانة، قائلا: «حاولت اذاكر لها الواجب، لكن مبتفهمش، وكان قصدي اضربها علقة مش أقتلها»، لتأمر النيابة بتشريح جثة الطفلة، والتصريح بدفنها.
قتلت طفلتهما بسبب شاشة تليفزيون
لم تشفع دموع الطفلة ملك صاحبة 5 سنوات، لدي والدتها وابيها ليرحموا ضعفها، فهي مازالت طفلة تلهو بالمنزل ولم تقصد كسر شاشة التليفزيون، لتقم الأم بتعذيبها وتقيدها بالأحبال، لتنهي حياتها وتضعها بجوال وتلقي بها في الشارع لتنهشها الكلاب الضالة.
وترجع تفاصيل الواقعه لتاريخ ٢ ابريل ٢٠١٨، عندما تلقى رجال مباحث قسم شرطة الخليفة بلاغا من الأهالى يفيد بالعثور على جثة طفلة في العقد الأول عمرها، حوالي 5 سنوات، مقيدة اليدين والقدمين داخل جوال بداخله حجر كبير، بجوار البحيرة الكبريتية بمدينة الفسطاط.
وبالفحص والتحرى تبين أن والدة الضحية وزوجها وراء الجريمة، وتم إلقاء القبض على المتهمين، وبمواجهتهما، زعما بارتكاب الواقعة بعد أن تناولت الطفلة للأدوية بطريق الخطأ، مما أسفر عن وفاتها، وخشية من اتهامهما بقتلها، قاما بوضعها داخل جوال به حجر كبير وتقيدها وإلقائها بالنيل لإخفاء معالم الجريمة.
٧سنوات سجن لاب قتل طفلته بسبب كيس شيبسي
في ٧ إبريل، عاقبت محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بالتجمع الخامس، معاقبة «رمضان. ح»، كهربائي، بالسجن المشدد لمدة 7 سنوات، وذلك لاتهامه بضرب طفلته الصغرى 8 سنوات، حتى الموت بمنطقة مصر القديمة.
ووجهت النيابة للمتهم كما جاء بأمر الإحالة، تهمة ضرب المجني عليها نجلته ندى 8 سنوات، مع سبق الإصرار والترصد، بأن عقد العزم وبيت النية على التعدي عليها، وما أن ظفر بها حتى رطم رأسها بحائط المسكن محل الواقعة، وأعقب ذلك ضربها بعصا فأحدث بها الإصابات التي أودت بحياتها، ولم يكن قاصدا من ذلك قتلها ولكن الضربات أفضت إلى موتها، وذلك بسبب عدم سماعها حديثه وإصرارها على شراء «شيبسي» رغم رفضه.
غياب الوعي الديني والتربية الخطأ سر الجريمة
ومن جانبها قالت الدكتورة سامية الساعاتي أستاذ علم الاجتماع بكلية البنات بجامعة عين شمس، أن القتل من ابشع الجرائم الإنسانية وهو أول جريمة يشهدها الكون، لذا فقد شدد الله من القصاص من القتلة ولكن من أسوء الجرائم التي تنتشر في الفترة الأخيرة قتل الاطفال على أيدي آبائهم بطريقة بشعة، تؤكد فقدانهم للرحمة وأنهم تربوا بصورة خاطئة حولتهم لشخصيات عدائية تمتلئ بالعدوانية وتجد متعتها في الضرب.
وتضيف الساعاتي، أن افتقاد الآباء للحس الديني يزيد من هذه الجرائم فقد حرم الدين ضرب الأطفال الصغار الذين مازالوا لا يعوا معنى تصرفاتهم، فالضرب يؤذي الطفل ولا ينفعه، لذا فقد حس على ضرب الأطفال بشكل خفيف في سن العاشرة لامتناعهم عن أداء الصلوات الخمس.
واوضحت الساعاتي، أن ضرب الأب او الأم، يؤكد على وجود خلل ما في علاقاتهم بأبناءهم وأنهم لا يسلموا لأداء هذه المهمة، فالأم هي المدرسة الأساسية للطفل تعلمه وتهذبه وتقومه عندما يغلط وكذلك الأب، فمهمته ليس جلب الأموال فقط ولكن أيضا المساعدة في تربية الأطفال ومتابعة سلوكهم خاصة مع انتشار التكنولوجيا التي أثرت علي الجيل الصاعد.
تناول المخدرات هو السبب
فيما أكدت الدكتور هاشم بحري أستاذ علم النفس، إن مرتكب هذه الجرائم سواء الأم او الأب لا يكون في حالته الطبيعة، ويقوم بذلك تحت تأثير المواد المخدرة، فمتعاطي المخدرات يقع تحت تأثيرات جسدية ونفسية كبيرة وبخاصة الجوانب النفسية، حيث يتسبب في هلاوس سمعية أو بصرية أو حسية علاوة على تهيؤات فالمدمن لديه مبالغة في إدراك المسافات والأحجام، ويكون على قدر كبير من التوتر واللامبالاة الشديدة ولديه اندفاعية شديدة لارتكاب الجرائم نتيجة للهلوسة السمعية أو البصرية.
وأوضح بحري، أن المدمن يكون في حالة هياج شديد لأنه يكون في حاجة لجرعة المخدرات ويرتكب أي جريمة سواء السرقة أو القتل أو الحصول على الأموال بشكل أو بآخر، للحصول على جرعته.