كمال الدالي.. محافظ خيب آمال أهالي الجيزة (تقرير)
الثلاثاء، 10 أبريل 2018 03:31 مإبراهيم الديب
مشكلات لاتنتهي، وأزمات تعصف بتاريخ أرض الحضارة، مأوى للمخالفات، وتلال القمامة تحتل صدارة المشهد، ظهير صحراوي مهمل، وآخر زراعي تم الاعتداء عليه.. الصرف الصحي يبتلع راحة المواطنين.. والمباني المخالفة تنهار فوق الرؤوس.. هنا «مدينة العطش» الجيزة سابقا.
انهارت الخدمات المقدمة للمواطنين على مر سنوات عدة، وارتفعت حدة الشكاوى بالوحدات المحلية والأحياء، والمديريات الخدمية، حتى وصلت بوابات ديوان عام المحافظة، وشهد العصر الذهبي للأزمات في عهد الدكتور خالد زكريا العادلي، المحافظ السابق، تفاقم لامثيل له في مشكلات الخدمات والبنية التحتية للمواطنين نتيجة انعزاله عنهم والتعامل من خلال تقارير مرؤوسيه، ومباشرتها من خلف مكتبه، الأمر الذي لم يمكنه من الاستمرار في منصبه إلا لعام واحد، ليعلن وزير التنمية المحلية آنذاك، أحمد ذكي بدر، تعيين اللواء محمد كمال الدالي، محافظا للجيزة.
تنفس أهالي مدينة الأزمات الصعداء، وتبسموا الأمل في تولي ابن الجيزة، والخادم في أراضيها سنوات عدة مسؤوليتها، واعتبروا أن بقدومه انتهت مشكلاتهم، وستصبح الجيزة كسابق عهدها المنقضي، مزارا للحضارة والسياحة، إلا أن الرياح جائت بما لاتشتهي السفن، وانغمس «الدالي» في العمل الروتيني كغيره ممن سبقوه إلى كرسي الجيزة، تاركا المواطنين في حيرة من أمرهم، يتسائلون عن العصى السحرية التي تخلصهم مما يعانوه.
اتخذ اللواء كمال الدالي، منهجا مغايرا لسابقه، الدكتور خالد زكريا العادلي، وبدأ في النزول للشارع لمعايشة مشكلات المواطنين على أرض الواقع، وطالت أقادمه أطراف الجيزة، إلا أن مشكلاتها لم تُحل وعلى رأسها الانقطاع المتكرر لمياه الشرب.
«مدينة العطش»
اشتهرت الجيزة في الآونة الأخيرة بتكرار انقطاع المياه، لاسيما في قلب المدينة «الهرم - فيصل - جنوب وشمال - كرداسة» وغيرها من المناطق التي اعتاد أهلها على تخزين المياه فجرا لتغطية احتياجاتهم اليومية، وانعدام وجود المياه لأيام دون أسباب واضحة تمكنهم من المشاركة في حل تلك الأزمة، وعلى الرغم من الإعلان المستمر من قبل شركة مياه الشرب والصرف الصحي عن انتهاء تلك المشكلة بافتتاح خط المياه الجديد بمدينة أكتوبر، والهرم، إلا أنهما لم يقدما تقدما ملحوظا للأهالي.
تلال القمامة
صداع مستمر في رأس قيادات المحافظة لسنوات طوال، مادفعها إلى التعاقد مع شركات أجنبية وعالمية لحل تلك المشكلة، وبعد تولي كمال الدالي مهام عمله بدأ في الإعلان عن وضع خطط عاجلة لحل مشكلة القمامة ومنها تقسيم الجيزة إلى قطاعات لجمعها من المنزل، والدفع بعدد أكبر من الصناديق بالشوارع لمنع انتشارها، وغير ذلك من الإجراءات التي كشفت تلال المقامة الغير منتهية بالشوارع والطرق الرئيسية عن فشلها والتي طالت حتى الشوارع السياحية كالهرم ومتفرعاته.
العشوائيات
يعيش على أرض الجيزة أكثر من 13% من سكان العشوائيات بمصر، في أكثر من 30 منطقة داخل حدودها، ويتم التعامل من قبل قيادات المحافظة مع هذا الملف ببطء شديد يتسبب في زيادة تلك الرقعة، وهو الملف الذي أكد المحافظ أنه سيتم تحقيق طفرة كبرى به خلال عام 2018، وعلى رأسه عشوائيات «عزبة حرب» وغيرها.
الباعة الجائلين
أكبر التحديات التي يواجهها كمال الدالي، وذلك لارتباطه بالأجهزة الأمنية كونه أحد أعلام الأمن بالجيزة، الأمر الذي رأى البعض أنه سيمكنه من تحقيق سيطرته وفرض سطوته على «مافيا الشارع» والتخلص نهائيا من مظاهر التجمعات وافتراش الشوارع والأرصفة والأزقة بالبضائع وعدد المقاهي والمحال التجارية، وبالفعل شنت الجيزة خلال فترة تولي «الدالي» العديد من الحملات للقضاء على الإشغالات وتم تطهير عدة شوارع منها، إلا أنها مازالت تحتل شوارع وميادين أخرى منها «ميدان الجيزة»، والذي سرعان مايتحول إلى «سويقة» عقب كل حملة إشغالات، وهو الأمر الذي يتطلب سرعة تنفيذ نقل هؤلاء الباعة إلى الباكيات التي تم تخصيصها لهم بالأحياء المجاورة.
الصرف الصحي
ابتلعت شبكات الصرف الصحي ملايين الجنيهات الفترة الماضية في محاولات لتطويرها وحل مشكلاتها، إلا أن غول العشوائيات والبناء المخالف يسير بسرعة البرق بالتوازي مع الخطط الروتينية للمسؤولين لحل تلك المشكلة مايتسبب في تفاقمها وغرق الشوارع في مياه طفح الصرف الصحي، والتي وصلت إلى محيط وأفنية المدارس، وتشهد تلك الأزمة ذروتها فترة الشتاء وهطول الأمطار لاسيما مع قلة الاهتمام بمصارف مياهها، والاعتماد على الدفع بسيارات الشفط وجمع المياه يدويا للتخلص منها.
المرور
وتمثل المواقف العشوائية العامل الأول وراء مشاكل التكدس المروري والازدحام بالشوارع بالتوازي مع الباعة الجائلين، دون وجود تدخل فعلي من الإدارة العامة للمرور، بالتنسيق مع المحافظة، ومديرية الأمن لفرض السيطرة عليهم وإجبارهم على التواجد داخل المواقف المخصصة لهم، وضرورة الانتهاء من أعمال مشروع أنفاق جامعة القاهرة، والتي كان من المفترض لها الانتهاء قبل عام مضى، وهي الفترة التي امتجت إلى يناير المنقضي، ثم أعلن اللواء محمد كمال الدالي، عن الانتهاء منه ديسمبر المقبل، وفتح ملف مشروع الحافلات السريعة التي أطلقه الدكتور خالد زكريا العادلي، ولم يخرج للنور حتى الأن، كما أنه تم إيداعه «قائمة الانتظار» للمشروعات الخدمية.
المدن والمراكز
تحصل مدن ومراكز الجيزة على نصيب الأسد من الإهمال المضاعف بالنسبة لما يشهده قلب المدينة، ويتم تداوله والحديث عنه بشكل يومي علة الانتهاء منه، فلا وجود للمارفق الأساسية، والبنية التحتية حيث تعمل الغالبية العظمى من قرى الجيزة بنظام الكسح وبيارات الصرف الصحي، والمياه الجوفية، بالإضافة إلى افتقارها للطرق الممهدة، وشبكة وسائل المواصلات، والمستشفيات الأدمية.