بعد فتوى تحريم تناول «الفسيخ».. الدين بيقول إيه؟

الإثنين، 09 أبريل 2018 11:22 ص
بعد فتوى تحريم تناول «الفسيخ».. الدين بيقول إيه؟
فسيخ
كتب- حسن الخطيب

تزامنا مع احتفال المصريين بأعياد الربيع وشم النسيم، وما يصاحبها من طقوس مثل أكل الفسيخ والملوحة والرنجة والأسماك المملحة، فقد عادت من جديد فتوى الأكل الحلال والحرام، فيما يخص الفسيخ والملوحة، خاصة وأن غالبية المصريين يعتبرون أكلها أمرا مهما في تلك المناسبة، اعتيادا للطقوس التاريخية منذ عهد الفراعنة.

وأكثر من يتحدث عن تلك الفتاوى التيار السلفي، لكن هذه المرة ينضم إليهم عدد من علماء الأزهر، فيما تشترط دار الإفتاء مشروعية أكل الفسيخ والملوحة بشرط أساسي، وإلا فيكون أكلها حراما.

وبقراءة الفتاوى التي جاءت في مشروعية أكل الفسيخ والملوحة، نجد أن فقهاء المذاهب الأربعة ذهبوا إلى طهارة الصغير من الفسيخ والملوحة، لأنه معفو عما في بطنه لعسر تنقيته مما فيه، وأما الكبير، فقد اختلفوا فيه على قولين: الأول أنه طاهر، وبه قال الحنفية، والحنابلة، وبعض من المالكية.

أما القول الثاني فإنه يرى بنجاسته، وبه قال جمهور المالكية والشافعية خلافا للسيوطي، وسبب الخلاف يرجع إلى أن الفسيخ  والملوحة غالبا لا يستخرج ما في بطنه، إضافة إلى ما يخرج منه بعد تمليحه هل هو دم أم لا، وإذا كان دم فهل هو طاهر أم نجس.

فالقائلون بطهارته قالوا إن السمك طاهر، وكذلك ميتته، ما في جوفه، وما يسيل منه، والأصل فيه الطهارة، كما اعتبر الأحناف أن الخارج من السمك ليس بدم، لأنه لا دم له عندهم.

أما القائلون من المالكية بطهارته فيرون أن الفسيخ طاهر، لأنه لا يملح ولا يرضخ إلا بعد الموت، والدم المسفوح لا يحكم بنجاسته إلا بعد خروجه، وبعد موت السمك إن وجد فيه دم يكون كالباقي في العروق بعد الذكاة الشرعية، فالرطوبات الخارجة من بعد ذلك طاهرة لا شك في ذلك.

وأما المذاهب القائلة بنجاسته، فقد عللوا ذلك لنجاسة ما في جوفه عندهم، ولسيلان الدم من بعضه إلى بعض، فهم يعترون أنه دم مسفوح، وان ما شربه من الملح بعد انفصاله نجس، بل يرون أن كل سمك مملح ولم ينزع ما في جوفه فهو نجس.

أما في العام 2010 فقد خرجت فتوى من لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، أفتاها الشيخ عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى السابق، قال فيها بتحريم تناول الفسيخ بسبب الرائحة الكريهة التى تنبعث منه وطريقة تخليله المتردية، وما يسببه من أمراض عديدة.

واستند الأطرش على تلك الفتوى بالقاعدة الشرعية التى تنص على أن الله تعالى أحل لكم الطيبات وحرم عليكم الخبائث وبالتالى كل ما يحدث الضرر بالإنسان حرمه الله، وإنما من الأفضل أن يتناول المواطنين الأسماك الطازجة فى هذا اليوم.

أما دار الإفتاء فقد أصدرت فتواها في هذا الأمر، حيث أفتت بأن أكل الفسيخ جائز شرعا ما لم يترتب على أكله ضرر، لافتة إلى أن الاحتفال بشم النسيم "مباح"، وكذلك الخروج إلى المتنزهات والأماكن العامة بشرط الالتزام بآداب الإسلام، مشيرة إلى أن المشاركة فى يوم شم النسيم والخروج للحدائق العامة والمتنزهات وشم الزهور والورود التى تتفتح، أمر مباح، مضيفة أن هذه الأمور تأتى من باب العادة، ويجوز المشاركة فيها.

الدكتور محمد الشحات الجند عضو مجمع البحوث الاسلامية، قال بأن أكل الفسيخ والملوحة، والأسماك المملحة جائز ولا شي فيه، بشرط السلامة، فإذا علم منه الضرر صحيا أو علم فساد الأكل فهنا لايجوز أكله، مبينا بأن الإنسان نفسه سوف يعزف عن أكلها بحال معرفة فسادها.

وأوضح عضو مجمع البحوث الإسلامية، بأن مايقال من أن أكلها حرام فهو من قبيل الاجتهاد، لكن مع توافر الاشتراطات الصحية والمراقبة من السلطات المختصة يصبح الأمر لاشيء فيه، بل أكلها جائز.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق