استخلاص الجزيرة العربية من المصادر الكلاسيكية في 17 كتابا بمكتبة الإسكندرية
الأحد، 08 أبريل 2018 11:32 صالإسكندرية - محمد صابر
أقيمت على هامش فاعليات معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب في دورته الرابعة عشر ندوة بعنوان "الجزيرة العربية في المصادر الكلاسيكية" بحضور الدكتور عبد الله عبد الرحمن والدكتور السيد جاد.
أوضح عبد الله عبد الرحمن أن مشروع الجزيرة العربية في المصادر الكلاسيكية هو مشروع تم بالاتفاق مع مركز دارة الملك عبدالعزيز بالمملكة العربية السعودية وجامعة الإسكندرية ومكتبة الإسكندرية بهدف حصر المصادر الكلاسيكية "الإغريقية والرومانية" المدونة والنقوش والرسوم الصخرية وتوثيقها وترجمتها من لغاتها الأم إلى اللغة العربية، وإنشاء بيبلوجرافيا للأعلام والأماكن الواردة فيها، وإعداد قائمة بالمصادر والمراجع، ثم تهيئتها للباحثين والباحثات في تاريخ الجزيرة العربية من خلال نشرها بنصها الأصلي ونص الترجمة في سلسلة ضمت سبعة عشر كتاب تحت اسم المشروع.
وصدر مشروع الجزيرة العربية في المصادر الكلاسيكية على يد 38 باحث ومترجم في 17 كتاب باسماء تريانوس ، ثيوفراتوس، ديودوروس الصقلي، استرابون، بلينيوس، يوسيفوس،الطواف حول البحر الايثري، بطلينوس وكلاوديوس، بلوتارجوس، ديوكاسيوس، أميانوس، بروكوبيوس، وحاولوا جمع من كتب مقتطفات النصوص اليونانية الشعرية والنثرية.
وأكد عبد الله أن المشروع لم يكن ذا عائد مادي ضخم وكان ضربة حظ موفقة للمجلس العلمي حيث أجمع الأعضاء على أهميته.
قال "إن آلية عمل المجموعة حيث لم يترجموا المكتبة الكلاسيكية كاملة بل حددوا الكتب التي لها علاقة بالجزيرة العربية حيث جمعوا حوالي خمسمائة أو ستمائة نص ومجع مختلف نظرا لضخامة المجلدات فهناك مترجم يشمل 36 مجلد أو أكثر وترجمتها ليست أمر سهل".
أضاف "حاولنا التركيز على ما يتعلق بالجزيرة العربية وحددنا العناصر التي نحتاج إليها من النصوص الأصلية التي يجب أن ترفق مع الكتاب لنضع لها تعليقات مهمة وقائمة بالمصادر والمراجع التي اعتمدنا عليها وقائمة مختارة عن أهم المصادر الأساسية التي تتواجد بالجزيرة العربية".
واستطرد "اخترنا مجموعة متميزة وحددنا من الكلمات التي يمكن أن ترد عن قواعد المعلومات المتوفرة بالنسبة للباحثين وتم جمع النصوص وفصل الأخطاء والمراجعة النهائية التي استغرقت حوالي 6 شهور وبدأت بعدها مرحلة الترجمة التي لم نجد بها معاناة لأن معظم من ترجموا كانوا من الإسكندرية والقاهرة من المدارس الكلاسيكية وملمين باللغة اليونانية".
تزامنت الراحل بعدها وبدأ التعليق والترشيح والتأريخ وكانت الأصعب والأكثر كلفة لأن بعض التعليقات لم تأتي في الوقت المحدد ثم مرحلة المراجعة والنصوص التي سحبت وترجمت طلبنا من الدكتور فهد أن يكون هناك ترجمة لها فإستعنا بالمعهد اليوناني بأثينا وصححوا الأخطاء لأن هناك نصوص أدرجت دون ترجمة واستبعدوها واعادة تصحيح النصوص وبعدها مرحلة التحكيم والطبع تفاوتت الجهود أرسلنا التعليقات للمحكمين الذين افادونا أكثر من الباحثين.
ووأوضح أن المراحل الأخيرة من الإخراج والتدقيق تميزت بالطول والطباعة لم تستغرق أكثر من ستة أشهر والسبب في ذلك أنهم عملوا على كتاب هيرودوت قبلها واستفادوا من الجدول الزمني فكانت المراحل سلسة ولم تأخذ وقتا طويلا، وحاولوا توحيد المصطلحات في جميع الكتب وهناك اختلاف الجهود بين الباحثين والكتاب، وكان العمل الجماعي أساس لنجاح المشروع.
وأشار إلى أن المشروع بدأ منذ أن كان طالب دكتوراه وحصل على كتب مترجمة من مصادر كثيرة وأول مرة خطر في ذهنه عام 2005 عندما وقع نظره على كتاب لأحد المتميزين المصريين وهو محمد صقر خفاجة وظل الموضوع في ذهنه حتى وقت الطرح من قبل الدار وبعدها تأكد من جدية التفكير بعد ورشة عمل في الرياض وبعدها في الإسكندرية.
ولفت إلى أن المصادر الكلاسيكية هي مكتبة فخمة وكتب ضخمة كما توجد بمصر سجلات وكتابات كثيرة وعندما نتحدث بشكل عام عن الكتب نجد بداية الكتابة في العصر اليوناني وعندما نقارن الكتابات مع الشرق الأدنى نجد معلومات مقتضبة عن الجزيرة العربية حتى النقوش قليلة بعضها من تقارير البعثات الاساسية.
وأكد عبد الله أن مكتبة الكلاسيكية تختلف فهناك سجلات قدمت وصف مهم عن الجزيرة العربية ومنتجاتها وموانئه فعندما نقارن بين المصادر الكلاسيكية والكتابات في النشاط التجاري مثلا ومنها الكتابات الآشورية والمسمارية وحملات بلاد بوند والضرائب التي تفرض عليهم ندرك أهمية هذه المصادر شبه المغيبة عن العالم العربي.
وقال عبد الله "أن أهمية المصادر الكلاسيكية للجزيرة العربية بدأت بصلة الجزيرة العربية بغيرها من الدول سواء بشكل مباشر أو عن طريق العمل مع المجموعات الأخرى من المصريين أو الآشوريين وكان بالأكثر التعامل في المجال التجاري وتعدى بعد ذلك لأمور سياسية وبالتالي تعرفوا على العرب وجلب المنتجات وارتبطوا بها مثلما ارتبطت بها الشعوب الأخرى".
وأضاف "كانت الكتابات الفعالة من عصر المؤرخ هيرودوت من القرن الخامس قبل الميلاد وهو الذي قدم وصف مفصل عن الجزيرة العربية وبعض الجوانب الدينية والبيئية بالجزيرة العربية فكان أول من ذكر ديانات الجزيرة العربية بمصداقية كبيرة جدا".
وأكد أن التطور المعرفي في الجزيرة العربية أخذ طابع علمي بعد ذلك وكانت واحدة من الأشياء الهامة وقها إرسال كتاب مع العجلات الحربية حيث دونت به معلومات علمية خاصة بالجزيرة العربية لاكتشاف كيفية غزو الجزيرة العربية وجميع العوامل التي أدت إلى ذلك وجميعها سجلت ودونت ووجدت بمكتبة الإسكندرية.
وكانت الحدود الزمانية والمكانية للجزيرة العربية تنفد إلى الشمال وحتى جنوب تركيا والساحل اللبناني والسوري ومعظم المناطق التي عاش فيها هؤلاء السكان لهم ارتباط بالجزيرة العربية بشكل كبير باعتبار أن الفترة القرن السابع هي البعثة النبوية قبل الإسلام لذلك فهي قوية جدا.
وقال الدكتور السيد جاد "كانت فكرة متميز ولها قدرة متميزة في المصادر الكلاسيكية هو وبعض الأشخاص الآخرين، استمتعت بالعمل والمجهود المبذول في هذا العمل كنا نراجع المراجعات والمسافات بين الكلمات وقرأنا أكثر من مرة لنتابع خلف بعضنا البعض".
وتمنى أن تكون الفائدة بقدر المجهود والتعب المبذول فمثلا ترجمتة كتاب استرابون وبعد قياسها على وزن الفعل دققنا بشكل كبير جدا العمل ثمرة المشروع.