«جماعة الإخوان».. تاريخ ملطخ بالدم والخيانة والمؤامرات

الأحد، 08 أبريل 2018 04:00 ص
«جماعة الإخوان».. تاريخ ملطخ بالدم والخيانة والمؤامرات
حسن البنا
كتب - أحمد عرفة

90 عاما مرت على جماعة الإخوان الارهابية التى تأسست فى 22 مارس 1928، مرت فيها الجماعة وقياداتها بالعديد من المتغيرات ما بين السجن والظهور على الحياة السياسية، وتغيير المرشد العام، وثورة الشعب المصرى عليهم ومقتل بعضهم، إلا أن الـخمسة أعوام الأخيرة هى الأسوأ لدى التنظيم الارهابى منذ نشأته.
كان عام 2012 هو العام الذى انتظره الجماعة منذ عام 1928، حيث شهد وصول الجماعة الارهابية إلى الحكم الذى استمر لمدة عام واحد فقط انتهى فى عام 2013، والذى تعتبره الجماعة هو العام الاسوأ لها، والذى شهد السقوط الكبير فى اعقاب ثورة 30 يونيو بانهيار حكم الإخوان بعدما خرج الشعب المصرى إلى الشوارع والميادين مطالبين بالإطاحة بمحمد مرسى، رافعين شعار «يسقط يسقط حكم المرشد».
 
منذ ذلك التاريخ والجماعة تتعرض لأزمات متلاحقة، خاصة بعد فض الاعتصامات المسلحة فى رابعة العدوية والنهضة، والقبض على مرشدهم محمد بديع، فى أغسطس 2013، حيث بدأ ينفرط عقد الجماعة الارهابية بشكل كامل، لتنقسم لجناحين ويبدأ انخراط شبابها فى التنظيمات الإرهابية، بل إن القيادات الكبرى بالتنظيم والمعروفين إعلاميا بـ «عواجيز الإخوان»، فقدوا السيطرة على الكوادر.
 
ولأول مرة تظهر فضائح الإخوان علانية من عمليات نصب وتزوير، ليس على لسان أعدائهم بل على لسان شبابهم الذين كشفوا جرائم هذا التنظيم سواء بحق وطنهم أو بحق قواعدهم، كما شهدت الجماعة سلسلة من الانشقاقات بين أعضائها.
 
التنظيم أيضا الذى كان يروج أمام الغرب أنه ينبذ العنف، هو نفسه الذى اتجه شبابه إلى إنشاء حركات وخلايا نوعية تؤمن بحمل السلاح قادها محمد كمال، عضو مكتب الإرشاد الذى أعلنت وزارة الداخلية مقتله فى أكتوبر 2016، كما خرجت من رحم الاخوان بعض الحركات الارهابية الأخرى مثل «المقاومة الشعبية وحسم ولواء الثوار»، التى يعتبرها عدد من الدول الأوروبية جماعة إرهابية على رأسهم المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، كما بدأت دول عربية تتخذ مواقف ضد الإخوان على رأسها المملكة العربية السعودية التى اعتبرتهم جماعة إرهابية، بجانب انقسام الجماعة لجماعتين، جناح يقوده محمود عزت ومعظمه هارب فى لندن وإسطنبول والجناح الآخر يضم شباب الجماعة ويقودهم قيادات داخل مصر وفى قطر.
 
 الاغرب من ذلك أنه ولأول مرة يكون الرجل الأول للإخوان غير معروف، فتارة تخرج الجماعة لتؤكد أن محمود عزت هو القائم بأعمال مرشد الإخوان، المختفى منذ عزل محمد مرسى، وتارة أخرى يخرج شباب الإخوان ليؤكدوا أنه تمت الإطاحة بمحمود عزت وأن المرشد المؤقت للجماعة من الشباب، لتستمر حالة التيه والشتات التى يعيشها التنظيم الارهابى.
 
ولعل حالة التشتت التى تعيشها الجماعة الارهابية الآن هى نفس الحالة التى عاشتها الجماعة فى ستينيات القرن الماضى، سواء بالقبض على عدد كبير من قياداتهم، أو القبض على مرشدهم سواء حسن الهضيبى، فى خمسينيات القرن الماضى، أو محمد بديع، مرشد الجماعة الحالى، وإن كان الوضع مختلفا الآن، فلأول مرة ينقلب شباب الإخوان على قياداتهم، وتبدأ عناصرهم فى الانخراط فى التنظيمات الإرهابية على رأسها داعش، وهو ما اعترف به قياداتهم، علاوة على الفيديوهات التى بثها التنظيم الإرهابى نفسه.
 
كان التنظيم قد بدأ عملياته الارهابية عقب قيام حسن البنا بتأسيس التنظيم الخاص فى منتصف ثلاثينيات القرن الماضى، وجعل أحمد السكرى مسئولا عنه ليخرج السكرى نفسه بعد فصله من الإخوان ويفضح حقيقة هذا التنظيم، حيث قام بسلسلة من الاغتيالات بحق منذ عهد الملك فاروق، وحتى الآن، بدءا من اغتيال رئيس الوزراء محمود فهمى النقراشى، والقاضى أحمد الخازندار، وحتى الأعمال الإرهابية التى تشهدها مصر الآن والتى تتورط فيها عناصر الجماعة وحركاتها المسلحة.
 
وخلال عهد حسن البنا مارسوا العديد من العمليات الإرهابية، وتورط فى جمع الأسلحة لاستخدامها ضد أعدائه بل كانت عناصر التنظيم الخاص فى ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضى تتدرب فى معسكرات على استخدام السلاح، وتسبب هذا فى النهاية فى اغتيال النقراشى والخازندار، ثم مقتل مؤسسهم حسن البنا.
 
وفى عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، لم يتوقف إرهاب الإخوان وسعت لتدبير حادث المنشية عام 1954 لاغتيال الرئيس جمال عبدالناصر، حيث تم بعدها القبض على قياداتهم ومرشدهم الثانى حسن الهضيبى، كما تورط التنظيم مرة اخرى فى محاولة اغتيال عبدالناصر عبر تنظيم 65، الذى قاده القيادى الإخوانى سيد قطب، الذى قال قبل لحظات من إعدامه إنه كان يتمنى نسف القناطر الخيرية.
 
وفى عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، ورغم خروجهم من السجن، ومشاركتهم فى الحياة العامة، إلا عناصر الجماعة لم يتوقف إرهابها، بل خرج منهم شخصيات قادت الجماعة الإسلامية وتنظيم الجهاد لتتورط فى اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات.
 
 وفى عهد الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، سعت الجماعة لاستغلال البرلمان كبوابة لعودتها للمشهد السياسى سواء عبر تحالفات سياسية أو حزبية، أدت إلى مشاركتهم فى برلمان 2005 بـ88 عضوا، حيث تواكب ذلك مع قيام الجماعة بالعرض العسكرى الذى قام به طلاب الجماعة فى الأزهر، فى نفس الوقت بدأت الجماعة تتغلغل فى الجانب الاقتصادى وتنشأ الشركات فى محاولة منها لتطبيق ما اسماه مؤسسهم حسن البنا، «استاذية العالم».
 
 عقب ثورة 25 يناير، بدأت الجماعة التخطيط للوصول إلى الحكم بشتى الطرق، سواء من خلال السيطرة على البرلمان، أو الاعتماد على عناصرها فى الحشد باعتبارها أنها كانت فى تلك الفترة أقوى جماعة منظمة، ولم تكن الأحزاب السياسية لديها القدرة على التنظيم مثل الجماعة، لتنتهى هذه الفترة بوصول محمد مرسى لكرسى الحكم رغم إعلان الجماعة بعد 25 يناير 2011، أنها لا تنوى الدفع بمرشح فى الانتخابات، إلا أنها «كعادتها» لم تف بوعودها، حيث استمر حكم الجماعة لمدة عام تعرضت مصر خلالها لحالة من التدهور الاقتصادى والسياسى، وظهر الاختلاف واضحا بين المصريين من جهة «والأهل والعشيرة» من جهة أخرى.
 
بعد سقوط حكم الإخوان على يد الشعب المصرى عقب ثورة 30 يونيو، أظهرت الجماعة حقيقتها الإرهابية، وبدأ التنظيم فى تشكيل خلايا نوعية هدفها استهداف رجال الجيش والشرطة، حيث خرج من رحم الإخوان العديد من الحركات الإرهابية على رأسها حركة مقاومة الشعبية، وحركة مجهولون، وحسم، ولواء الثورة وغيرها من الحركات التى تبنت عمليات إرهابية شهدتها مصر، لتدخل الجماعة فى نفق مظلم لم تستطع أن تخرج منه حتى الآن.
 
 فى هذا السياق، قال إبراهيم ربيع، القيادى السابق بجماعة الإخوان، إن الجماعة بعد مرور 90 عاما انكشفت مخططاتهم وعلمت بعض الشعوب العربية أجندتهم التى تأسس من أجلها وهى تفكيك الهوية الوطنية، وفك الارتباط بين الوطن والمواطن، وإشاعة الفوضى الثقافية والسياسية والاجتماعية تمهيدا للفوضى العامة، وعليه يسهل السيطرة على الدول وإعادة تقسيمها لتظل إسرائيل هى القوة الإقليمية الوحيدة فى المنطقة.
 
وأضاف القيادى السابق بجماعة الإخوان، فى تصريحات لـ«صوت الأمة»، أن مصير هذا التنظيم الديناصورى هو نفس مصير الديناصور وهو الانقراض لأن نظرية انقراض الديناصور فى عدم سيطرة عقله الصغير على جسمه المتضخم، والإخوان لا يُبقيهم إلا سيل متجدد من الأكاذيب ينسون الهزائم الكبرى وينشغلون بالأوهام الجديدة، يتنقلون من بلد لبلد كأنهم مكلفون بإفساد البلدان وتدمير الأوطان، فقد دمروا أفغانستان وعطلوا الجزائر وأجهزوا على الصومال، وقسموا العراق وأضاعوا سوريا وخربوا ليبيا وجعلوا اليمن شقيا.
 
 وتابع القيادى السابق بجماعة الإخوان: طالما تم ضربهم فى معقل التأسيس والقيادة فى مصر وانفض عنهم الظهير الشعبى فنهايتهم حتمية.
من جانبه قال طارق البشبيشى، القيادى السابق بجماعة الإخوان، إن وضع الجماعة الآن مآساوى ومزر، فالنشأة بدأت فى مصر والانهيار أيضا فى مصر، وظل الإخوان طوال تاريخهم يبشرون الناس بالحلم حتى أتوا فكانوا كابوسا.
 
وأضاف القيادى السابق بجماعة الإخوان، فى تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»، أن قلب التنظيم فى مصر، وحكم الإخوان أكبر دولة عربية فانكشفت خدعتهم وظهرت حقيقتهم ورأى الشعب المصرى تلك الجماعة بلا قناع، فهم عصابة من المتآمرين التى تسعى فى الأرض فسادا من اجل مصالحها الشخصية. وتابع القيادى السابق بجماعة الإخوان: «بعد مرور عشرات السنين على خداع الشعب المصرى، ثار الملايين فى شوارع مصر كأنها لم تثر من قبل، وتطيح بهم وبمشروعهم الخبيث وتنقذ البلاد من التفكك والحرب الأهلية». واستطرد القيادى السابق بجماعة الإخوان: لن ينسى المصريين هذه الجرائم بعد مرور 90 عاما ووصلت العلاقة بين الشعب المصرى والجماعة الارهابية إلى طريق مسدود وهو ما يعنى نهاية هذا التنظيم. وفى ذات السياق، قال سامح عيد، المنشق عن الجماعات الإخوانية والباحث فى شئون الحركات الإسلامية، إنه من الصعب التحدث عن انتهاء الإخوان فى الوقت القصير، لأنهم مازالوا قادرين على امتصاص الصدمات، وهو ما ظهر طوال تاريخهم بدءا من الملك فاروق ومع عبدالناصر والسادات، مؤكدا أن تواجدهم داخل السجون واستخدامهم للمظلومية قد يطيل أمدهم فى الفترة القادمة.
 
وأضاف المنشق عن الجماعات الإخوانية لـ«صوت الأمة»، أن التنظيم الدولى أصيب بتصدعات ضخمة ولن يستطيع العودة مرة أخرى كما كان، إلا أنه على مستوى التنظيم المصرى استطاع أن يتأقلم، وقام بإرسال 50 ألفا إلى دول الخليج من الطبقة الوسطى، و5 آلاف من الطبقة العليا بماليزيا وقطر وتركيا، وقادرين على التواجد، مشيرا إلى أن التنظيم تعرض للخلل لكنه يظل قائما.
تاريخ الجماعة الإرهابى دفع رؤساء مصر إلى محاولة كشف مخططاتهم للرأى العام، بدءا من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وصولا إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى.
 
كما عمل الرئيس عبدالفتاح السيسى على كشفهم فى احد خطاباته، عندما اشار إلى النظرة العدائية التى ينظر بها الإخوان للشعب المصرى، حيث أكد أن أحد أكبر قيادات الإخوان قال له «يا نحكمكم يا نقتلكم» وذلك فى 21 يونيو، مؤكدا أن مصر تواجه أخطر تنظيم سرى فى العالم، متابعا: «إحنا عارفين إحنا بنتعامل مع مين».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق