المفتى: الوالدين سروجودنا.. والتعامل معهم بعطف من أنواع العبادة
الجمعة، 06 أبريل 2018 09:18 م
قال الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية: إن فضل الأم والأب على أبنائهما عظيم، فهما سبب لوجودنا فى الحياة.
وأكد مفتى الجمهورية اليوم الجمعة فى لقائه الأسبوعى فى برنامج "حوار المفتى" على قناة "أون لايف" أنه لا مانع شرعًا من تخصيص يوم للاحتفال والاحتفاء بالوالدين، ولا يوجد نص شريف يمنع ذلك، ومن يستشهد على عدم جواز ذلك بترك النبى صلى الله عليه وسلم لهذا الأمر فهذا ليس دليلًا على المنع؛ لأنه لم يرد نص ينهى عن ذلك، بل الترك هنا فيه دليل على الإباحة، واستشهد فضيلته بمشاهدة أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها للأحباش وهم يحتفلون بأعيادهم فى وجود النبى صلى الله عليه وسلم قائلاً أليس هذا دليلاً على مشروعية الاحتفال بعيد الأم.
مشيرًا إلى أن الدين الإسلامى وكل الرسالات السماوية أوصت الأبناء بطاعة الآباء وحسن معاملتهم.
حيث إن التذكير ببر الوالدين جاء فى القرآن مقرونًا بعبادة الله تعالى؛ فقال سبحانه وتعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}؛ فاقتران برهما بالعبادة دليل على عظم وأهمية هذا التكليف، وعلينا أن نضع هذا التكليف الإلهى موضع الأهمية.
وتابع مفتى الجمهورية أن النظر إلى الوالدين وإلى المصحف وإلى الكعبة من صنوف العبادة لله تعالى، فالإحسان إلى الوالدين نوع من رد جميلهما على الإنسان.
وأوضح أن الأم أشد تعبًا من الأب فى مرحلة التربية؛ لذا كان لها النصيب الأكبر من وصية النبى صلى الله عليه وسلم ببر الوالدين لما تلاقيه من تعب ومشقة فى الاهتمام بهم، فعن أبى هريرة عنه قال: "جاء رجلٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك.
وبين المفتى أن طاعة الوالدين هى نوع من أنواع الجهاد خاصة فى كبرهما، فقد جاء شاب إلى النبى صلى الله عليه وسلم يستأذنه فى الجهاد فقال له: أحى والداك؟ قال: نعم، قال: ففيهما فجاهد.
وأضاف أقول لأبنائنا بأن الأب والام فى مرحلة السن الكبيرة يحتاجان إلى أبنائهم فكونوا عونا لآبائكم فى هذه المرحلة، ولا يجوز أن أؤذيهم بما يخدش المشاعر حتى لو كان كلمة أف لأن أذى مشاعر الوالدين محرم.
واختتم لقائه بقوله إن رضا الله تعالى من رضا الوالدين لذا يجب الحرص كل الحرص على طاعة الوالدين طاعة لله حال حياتهما، ويكون بر الرجل بأبيه وأمه بعد موتهما بالدعاء لهما والتصدق عنهما وقراءة القرآن عنهما، وزيارتهما فى قبرهما وصلة أصدقائهما وصلة رحمهما.