منتدى الاعلام بدبى ..والسؤال الذى طال انتظاره

الجمعة، 06 أبريل 2018 04:14 م
منتدى الاعلام بدبى ..والسؤال الذى طال انتظاره
عادل السنهورى يكتب:

بدعوة كريمة من نادى دبى للصحافة التى تترأسه السيدة منى المرى لحضور منتدى الاعلام العربى، تابعت على مدى يومين فى الأسبوع الماضى جلسات المنتدى فى دورته السابعة عشرة.

المنتدى فى هذه المرة.. تنبه القائمون عليه الى المخاطر  التى تهدد " صناعة الاعلام" العربى برمته  وطرح المشاركون فيه من النخبة الاعلامية العربية السؤال الذى تأخر كثيرا على منتدياتنا ومؤتمراتنا الاعلامية العربية : " هل تنتهتى صناعة الاعلام..؟"  بعد ظهور وسائط اعلامية آخرى غير تقليدية منذ حوالى عشر  سنوات تقريبا بدأت فى النمو حتى تغولت وتوحشت وسيطرت على ما يسمى بالاعلام الجديد وطرحت مفاهيم ومعانى جديدة للاعلام تحت مسمى اعلام المواطن بعيدا عن الاعلام النمطى والتقليدى بأشكاله المختلفة المقروءة والمسموعة والمرئية.

وفى سنوات قليلة من ظهور هذه الوسائط والأدوات الاعلامية الجديدة مثل محرك البحث "السيد جوجل"  وملك التواصل الاجتماعى" الأخ فيسبوك" ثم أخيرا الأشقاء الصغار فى تويتر والواتس أب ويوتيوب وانستجرام وغيرهم. وبدأت تتبدل مفاهيم ومعايير الحصول على المادة الصحفية وتغيرت المعادلة الاعلامية العادية. فكافة مصادر الأخبار  من سياسيين وفنانيين ورياضيين واقتصاديين ومشاهير المجتمع بل والمؤسسات الحكومية خضعت لسلطة الاعلام الجديد واستغلت انتشار تلك الوسائل ولجأت اليها واستغنت عن مراسلى وسائل الاعلام ولم تعد فى جاحة الى " رؤيتهم البهية" فى كل صباح أو الاشتياق الى سماع أصواتهم الشجية فى الهواتف يوميا، فمن كان منكم فى حاجة الى الأخبار فلينتظر الفيسبوك أو الواتس أب. وبالتالى تحول المحرر الصحفى من دور البوسطجى القديم الى دور الناسخ الجديد من مواقع الهيئات والمؤسسات والشخصيات العامة.

المخاطر التى تطرق اليها عدد من المحاضرين نبهت وحذرت- وان جاء التنبيه متأخرا جدا- القائمين على صناعة الاعلام بضرورة الانتباه وايجاد حوائط صد دفاعية لحماية الصناعة برمتها من الاندثار والانهيار. فالتحولات الأخيرة المؤثرة أدت الى تراجع الصحافةالورقية بدرجة خطيرة الى حد يجعلنا نتوقع خلال سنوات قليلة جدا اختفاءها. فهل من المعقول أن دولة مثل مصر  بحجم سكانها الذى يقارب الـ100 مليون نسمة لا يزيد توزيع الصحف المقروءة فيها عن 400 ألف نسمة..!!

للاسف هذه هى الحقيقة التى يتجاهل أو يجهل القائمون على أمر صناعة الاعلام العربى أسبابها ودوافعها.

ودعونا نعترف أنه فى سنوات سابقة قليلة جدا خضعت وسائل الاعلام التقليدية للعبة الجديدة سواء رغم عنها أو برغبتها ، فأصبح السيد جوجل هو المتحكم فى لغة الكتابة الصحفية الجديدة  وتحول الأخ فيسبوك الى بنك عالمى ضخم عليك أن تدفع له حتى يراك القراء وحتى يفكر فيك المعلن.  فالكبار فى سوق الاعلان الذى هو قوت الصحافة الورقية أعلنوا امتناعهم تماما عن وضع اعلاناتهم فى الصحف الورقية وأن " السوشيال ميديا" هى صاحبة الاولوية فى الاعلان ثم الفضائيات ثم المواقع الالكترونية..بما يعنى أن الدور قادم حتى على المواقع الالكترونية ثم من بعدها االفضائيات. ومن يراقب المعايير والاشتراطات الأخيرة للفيسبوك يدرك أنه كشر عن أنيابه أمام الصحف والمواقع الالكترونية " فالدفع يا اما الحبس والمنع والكف عن النشر".

هل معنى ذلك أن الصناعة سوف تنتهى ويتشرد آلاف وملايين العاملين فيها فى الوطن العربى؟

بالتأكيد لا .. لكن ذلك يرتبط بعدة عوامل منها ما هو ذاتى لوسائل الاعلام التقليدية لبحث آلية التفكير المشترك لمجابهة سطوة وسيطرة وتوحش. والثانى تطوير أدوات العمل الصحفى والاعلامى لاخراج منتج اعلامى متميز  والتحول من الخبر الى التحليل والعمق والقصص الاخبارية الخاصة التى تجبر سادة الاعلام الجديد على نشرها والتعامل معها مجانا.

الأمر الأهم فى رأيي هو ضرورة تدخل الدول فى حماية صناعتها بوضع تشريعات وقوانين تجبر وحوش الاعلام الجدد على العمل وفق ضوابط وقوانين وتشريعات وعادات وتقاليد الدول العربية. فكما تحصل على المال عليها أن تدفع المستحق عليها تجاه الدولة.

منتدى دبى وضع يده على الجرح وعرضه للضوء فى دورته الحالية وعلى شيوخ وخبراء المهنة أن ينبهوا لما هو  قاااادم. فانتبهوا أيها السادة .. صناعة الاعلام تواجه مصيرها . فماذا أنتم فاعلون..؟

 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق