سافر وسابها.. سابته يسافر

وقبل أن يرحل كانت تعتقد أن في رحيله, متنفس جديد لها.. فهو مصدر القلق الدائم والصداع الذي لا ينتهي..

وقبل أن يتركها كان تركه لها هو, تنفس رئتيه من جديد لأوكسجين الحياة.. فهي الشكوي والشوكة التي تؤلم ظهره..

ولذلك كان قرارهما بالإنفصال (دون طلاق ) بحجج كثيرة يزينون بها قرار سفره بعيدا عنهما ..

وظلوا هكذا .. ظآنين أنها حياة أفضل لكليهما ..

حتي مرور سنوات, فإذا به يتسكع خلف فتيات يصغرنه بسنين..باحثا عن صورتها –دون وعي - التي أحببها دوما..تلك التي إغتالتها بصوتها الحاد ونقدها ونظرات غضبها ولومها الدائم عليه..

وهي تستمتع بنظرات إعجاب غيره بها وكأنها تُكمل شيئا ما ينقصها كان من المفترض له أن يُكمله هو, قتله بكثرة إنتقاده لها ورفضه لما آلت إليه أحوالها وكونها مثل هبوب العاصفة في هجومها ..

فصارا يدوران في (حلقة مفرغة ) ..

وإنتهوا إلي القرار بالهرب ..

قد يُفلح مرة, ولكن هل يُفلح علي الدوام ؟

***

هل الحل عندما تحتدم المعركة ولغة عدم التفاهم داخل المنزل, أن تهربا خارجه ؟

إهرب, وإهربي كيفما شئتما ولكن .. هناك وقت آت سيضطركما إلي حتمية المواجهة ..فلماذا لا تكون قبل هروبكما الكبير ؟

***

(لا شيء سهل في الحياة )

 كلها تحتاج لبذل مجهود ودفع بالتي هي أحسن وقراءة كتب ومعرفة أحدث الأبحاث العلمية وأخذ كورسات تدريبية ..

تلك الحقيقة تنطبق وبشدة علي العلاقات الإنسانية ..

(لا شيء أيضاً مضمون )

ذلك أيضاً أمر ينطبق عليها

***

قد ترفض كل ما سبق .. لك كامل الحق .. وإرفضيه أنتِ أيضا ولكن.. وأنتما تقررا ذلك إعلما أنكما في ألم كبير لن ينتهي بل ستتراكم سنون التعاسة  مُضعِفة عضلات إرادتكم الحرة  يوما وراء يوم ..

***

والحل ؟

 إبدأ (إبدئي ) بشجاعة, أمرا واحدا ..

وإبتعد (إبتعدي ) بذكاء عن (أربع أشياء ) تماما لمدة شهر واحد ..

***

ما ستبدأ به هو : (مواجهة نفسك )

إكتب كل العيوب التي تقولها عنك زوجتك ولا تراها فيك .. غيّر من  زاوية رؤيتك .. قد تكون علي حق وقد لا تكون . .فما هو ردك المنطقي لو لم تكون ؟ وما هي خطتك في إصلاح العيوب التي لمست مناطق ضعفها زوجتك ؟

إكتبِ كل العيوب التي يراها فيكي زوجك وطالما حدثكِ عنها .. إتبعي نفس ما في الجملة السابقة لفتحي ..

(في مواجهة النفس نصف الحل.. لو قررتما ذلك معا, لكن نفذوه كلا منكم بمفرده )

لا تتكلم كثيرا فقط جملة :

-أنا قررت أفكر في اللي قولته (قولتيه ) عن عيوبي..

وإذا واجههك شريكك بنفس الإمتعاض, لا تهتم .. أنت علي ميعاد مع معركة ليست أبدا سهلة, معركة إصلاح منزلك من داخله ..هذا أمر يتطلب صبرا ووقتا وتسلحا بالله .

***

وما ستبتعد عنه هو ما يُعرف ( بالقتلة الأربع ) :

1-إبتعد تماما عن لومك عليها (لومك عليه )..

اللوم يشبه سوط لاذع تنهال به علي مشاعر شريك حياتك مردياّ إياها قتيلة .. أنت (أنتِ ) سر وجودكما معا في الأساس هو أن تشدوا من عضد بعضكم البعض لا أن تفتوا في عضدكم بسوط اللوم..و إستبدله بجمل مثل :

-حصل خير .. إيه يعني كلنا بنغلط .. مافيش مشكلة ..

كل الحياة عادات .. سهل إكتساب العادات الإيجابية لو فقط قررنا ..

2-إبتعدا عن النقد  اللاذع ..

يمكنك دوما أن تقول لشريك حياتك ما تشاء ولكن إجعل حديثك ناعم منطقي بادئا إياه بتقديرك لما يمنحه شريكك في علاقتكما ثم سجل إعتراضك ونقدك بلطف من يريد الإصلاح وليس من يمسك بمعول هدمه لذاته قبل ان يكون  لشريك حياته ..تذكر العلاقة الزوجية إذا لا يخرج منها أبداً طرف واحد خاسر ..إما تنجحا معا وإما العكس ..

3-إبتعد عن (التعميم الغاضب )

 تلك الجمل التي تقتل الروح والتي تبدأ بإحتداد في الصوت مع نظرات غضب وجمل بدايتها :

-(أنت, أنتِ ) ..

 ونهايتها :

-(حياتي معاكي (معاك ) بقت لا تطاق ..

سيطر علي حالة غضبك و قبل أن تبث  سمومه لشريك حياتك, إكتبه في ورقة أو في (نوتس )  الموبايل .. وستندهش بعد كتابتك لما كتبته أن كلماته فظة للغاية ولا تقام بعدها علاقات بسهولة .. لا ترسلها أبدا لشريك حياتك فقط قطعها أو إمحيها من علي موبايلك  وإصبر حتي تهدأ تماما ..

أعد صياغة كتابة ما اغضبك ولكن وأنت هاديء .. الآن إقرأه واندهش من الفرق ..هنا بلغ ما كتبته لشريك حياتك ..

4-إبتعد عن مقارنة شريك حياتك بغيره ..

الجمل مثل :

-شايف الرجالة !! مع مصمصة شفايفك ..

والأخري مثل :

-شايفة الستات يا هانم!! وتلك  النظرة المحطمة لأحاسيس زوجتك الرقيقة والممتلئة بندبك لحظك العاثر بكونها زوجتك ..

ذلك لا يقتل العلاقة فحسب,  بل يمحيك من الوجود في حياتها .. يمحيكي من الوجود في حياته ..

***

بالتأكيد تكلفة (مواجهة ) المشاكل كبيرة وقد تستهلك طاقتك بأكلمها بعض الوقت, ولكنها دوما -مهما بدت باهظة – أقل تكلفة من الألم المزمن الناتج عن (هروبك المستمر ) منها ..

 لا تترك المشاكل الصغيرة تتراكم دون مواجهة ..ولا أنتِ أيضاً..

والقرار لك و لها !!