في ثاني أيام منتدى الإعلام العربي.. نشوى الرويني: الأخبار المزيفة أداة لهدم الدول
الأربعاء، 04 أبريل 2018 03:53 م
أكدت الإعلامية نشوىالرويني خطورة الأخبار الكاذبة، ونشر المعلومات المضللة من قِبل وسائل إعلام موجهة، تسعىلتحقيقمصالحمحددة اعتمادا على محتوى وهمي يستهدف وحدة الشعوب ونشر التعصب والإرهاب، مشيرة إلى قدرة الجمهور على الفرز والتعرف على المحتوى المفتعل والغير حقيقي، وهو ما يفسر التراجع الحاد في شعبية القنوات الإخبارية التي تبث الكذب والتحريض، وصعود قنوات أخرى اتخذت من المصداقية سبيلًا للوصول إلى عقل المتلقى.
كما أكدت الرويني خلال إحدى جلسات الــ 20 دقيقة ضمن منتدى الإعلام العربي وحملت عنوان "بروزالوهميوسقوطالموثوق" إلى شروع بعض الدول وفي مقدمتهم دولة الإمارات العربية المتحدة في سنّ تشريعات لمكافحة ظاهرة الأخبار الملفقة، واستشهدت بأمثلة من العالم حيث طالبت القيادات الإعلامية في انجلترا مجلس العموم البريطاني بالتصدي لتلك الظاهرة، وفي فرنسا قالت وزيرة الثقافة الفرنسية فرانسواز نيسن أنه سيتم اتخاذ إجراء قضائي لوقف نشر الاخبار المزيفة، مشيرة إلى عمل بلدان أخرى مثل الفلبين وألمانيا والبرازيل وماليزيا على محاربة تلك الظاهرة من خلال إطار قانون يحكمها ويعاقب مروجيها.
وعرضت الرويني نتائج دراسة أمريكية حول تعامل الجمهور مع الأخبار المزيفة، والتي حللت 126 ألف خبر على "تويتر" من عام 2006 حتى العام 2017 وتم بثها عبر منصات التواصل بواسطة ثلاثة ملايين شخص، وأوضحت الدراسة أن تلك الأخبار يعاد تغريدها بنسبة تزيد 70% عن الأخبار الحقيقية، وأن القصة المزيفة تصل إلى 1500 شخص بمعدل ستة اضعاف القصة الحقيقية، كما أظهرت النتائج أن الجمهور يعتبر الأخبار المزيفة أكثر "عاطفية" عن الأخبار الحقيقية.
كما أوضحت الدراسات أنه يتم البحث عن مصطلح "أخبار مزيفة" ما بين 70 ألف إلى 180 ألف مرة في الشهر الواحد، وأن شهر الانتخابات الرئاسية الامريكية في العام 2016 شهد تسجيل أكثر من 159 مليون زائر لمواقع إخبارية مزيفة نصف اخبارها غير حقيقية.
وأشارت إلى حاجة الجمهور إلى تعلّم التحليل النقدي والتأكد من مصداقية الاخبار من خلال التحقق من الموقع الناشر للخبر، وتوجه القائمين عليه، وما إذا كانوا يطبقون المعايير المهنية أكاديميًا وصحافيًا، إضافة إلى ضرورة معرفة مصدر محتوى الخبر عند نشره لأول مرة، وهل يعكس جهد في البحث والاستشهاد بحقائق وأسماء وأرقام، أم أنه مجرد معلومات ملفّقة.
وذكرت الرويني بعض الأمثلة لقصص إخبارية مزيفة أنتجتها بعض القنوات بهدف التضليل والخداع وفي مقدمتها ما قمت به قناة الجزيرة من تحريف لتصريحات قائد القيادة المركزية الامريكية، فيما يتعلق بحرب اليمن وبعد اكتشاف القيادة للتحريفوضعت تصريح الجزيرة المفبرك وأرفقته بالتصريح الصحيح ما دفع بمدير القناة إلى الاعتذار بشكل رسمي متعللًا بأنه خطأ في الترجمة.
كما أشارت إلى معاناة قناة "بي بي سي" البريطانية من تزييف موقعها باللغة الفارسية من قبل إيران، ما دفع هيئة الإذاعة البريطانية من تقديم شكوى رسمية للأمم المتحدة حول هذا الأمر وما ينتج عنه من تحريف للحقائق والاخبار التي لا تمت للقناة بأية صلة.
ولفتت الرويني إلى بعض المواقع المضللة التي تستغل حاجة الناس لتبث سمومها في إطار خبري معلوماتي يستهدف مصالح خاصة وموجّهة، عبر استخدام أسماء وإصدارات مشابهة لمواقع عريقة مع تغيير بسيط قد لا يلحظه المتابعون العاديون، وهو ما يدعو الإعلام إلى العمل على توعية الجمهور للتحقق من تلك المواقع قبل تداول ما تبثه من أخبار.
واختتمت الإعلامية نشوى الرويني حديثها بالإشادة ببعض التجارب العربية الناجحة في مجال مكافحة الاخبار الكاذبة، مثل مركز "صواب" في دولة الإمارات، و"هيئة مكافحة الشائعات"ومركز"اعتدال" السعوديين، وموقع "ده بجد" الذي يشرف عليه شباب مصريون.