منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تجتمع للبحث في قضية سكريبال
الأربعاء، 04 أبريل 2018 01:07 م
تعقد منظمة حظر الاسلحة الكيميائية الأربعاء اجتماعا في لاهاى بطلب من موسكو بعد يوم واحد على اعتراف مختبر بريطانى بانه لا يملك أدلة على ان المادة التي استخدمت في انكلترا ضد عميل روسى مزدوج سابق جاءت من روسيا.
من جهتها، اتهمت موسكو الأربعاء الاستخبارات الأميركية والبريطانية بتسميم سكريبال ودعت الدول الغربية إلى الحوار بدلا من اسلوب العقاب، لتجنب أزمة تشبه أزمة الصواريخ الكوبية بينما طالب الكرملين "بالاعتذار".
وقال الناطق باسم الكرملين ديمترى بيسكوف ان "نظريتهم لن تتأكد باى حال لانه من المستحيل ان تتأكد". واضاف ان "وزير الخارجية البريطانى الذي اتهم الرئيس (فلاديمير) بوتين ورئيسة الوزراء عليهما بشكل أو بآخر مواجهة زملائهما في الاتحاد الاوروبى (.) وعليهما بشكل أو بآخر تقديم اعتذاراتهما إلى روسيا".
ويجتمع ممثلو الدول ال41 الأعضاء في مقر المنظمة الذي يتمتع باجراءات أمنية مشددة، عند الساعة العاشرة (08، 00 ت غ) لمواجهة دبلوماسية جديدة في واحدة من أسوأ الازمات بين روسيا والغرب بعد الحرب الباردة.
وطلبت موسكو عقد الاجتماع "لمناقشة الادعاءات المتعلقة بحادث سالزبري" الذي ادى إلى سلسلة إجراءات واجراءات انتقامية بين روسيا وبريطانيا وحلفائها الغربيين.
وتزامنا مع الاجتماع، قال الوفد البريطانى إلى المنظمة في تغريدة على تويتر الأربعاء "إن اقتراح روسيا لاجراء تحقيق مشترك بريطاني/روسى في حادث سالزبرى هو محاولة لتحويل الانتباه" مضيفا انه "(.) أيضا اسلوب للتضليل يهدف إلى التهرب من القضايا التي على السلطات الروسية ان تجيب عنها".
وبعد أيام من تسميم سيرغى سكريبال وابنته يوليا في الرابع من مارس في سالزبرى (جنوب غرب انكلترا)، وجهت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماى اصابع الاتهام إلى موسكو التي نفت أي علاقة لها بالحادثة.
وتعليقا على طلب موسكو لهذا الاجتماع، قالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان ان "هذه المبادرة الروسية تكتيك جديد لابعاد الانظار وتهدف إلى تقويض عمل منظمة حظر الاسلحة الكيميائية".
وكانت لندن طلبت من المنظمة "التحقق من تحليل الحكومة" البريطانية. وزار خبراء المنظمة المملكة المتحدة للحصول على عينات من المادة التي استخدمت في تسميم سكريبال لتحليلها في مختبرات دولية مستقلة.
- لا دليل -
ويأتى اجتماع المنظمة بعدما أقر المختبر البريطانى الذي قام بتحليل المادة المستخدمة في تسميم الجاسوس السابق في انكلترا، الثلاثاء بانه لا يملك دليلا على ان هذه المادة مصدرها روسيا.
وقال غارى آيتكنهيد رئيس المختبر العسكري البريطانى في بورتون داون "تأكدنا من ان الغاز هو نوفيتشوك وتأكدنا انه غاز للاعصاب من النوع العسكري"، لكن "لم نتمكن من تحديد مصدره". واضاف ان تصنيع هذا الغاز يتطلب "أساليب متطورة للغاية (.) وقدرات جهة تابعة لدولة".
وسارعت الحكومة البريطانية إلى الرد وقالت متحدث باسمها في بيان "نعلم بان روسيا سعت خلال العقد الاخير إلى وسائل لانتاج عناصر سامة بهدف تنفيذ اغتيالات وانتجت وخزنت كميات محدودة من نوفيتشوك".
وتعتبر لندن ان مسؤولية روسيا عن تسميم سكريبال هي "التفسير الوحيد المنطقي" رغم نفى موسكو المتكرر.
لكن رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسى سيرغى ناريشكين صرح الأربعاء ان تسميم سكريبال يشكل "استفزازا فاضحا" من قبل الأجهزة الخاصة البريطانية والاميركية.
وقال ناريشكين في مؤتمر دولي حول الأمن في موسكو "حتى في حالة الاستفزاز الفاضح الذي جرى مع سكريبال وابنته والمفبرك بشكل فاضح من قبل أجهزة بريطانيا والولايات المتحدة، لا يتردد جزء من الدول الاوروبية في اللحاق بلندن وواشنطن دون ان يرف لها جفن".
واكد أن على موسكو ودول الغرب أن تتجنب خطر تصعيد الأزمة الحالية بينها إلى مستوى يشبه أزمة الصواريخ الكوبية.
وقال "من المهم وقف المزايدات غير المسؤولة، ووقف استخدام القوة في العلاقات بين الدول لتجنب وصول الأمور إلى أزمة صواريخ كوبية ثانية" في اشارة إلى أزمة عام 1962 بين الاتحاد السوفياتى والولايات المتحدة التي كادت أن تتسبب بنشوب حرب نووية.
واضاف "على الأسرة الدولية العودة إلى حوار سليم لا يرتكز على الاهداف الانانية لاطراف محددين بل على قيم حقيقية يتقاسمها كل الذين يحترمون المعايير الدولية".
وفي المجموع، أعلنت المملكة المتحدة وحلفاؤها وخصوصا في الاتحاد الاوروبى وحلف شمال الاطلسى طرد أكثر من 150 دبلوماسيا روسيا من اراضيها. وقد ردت روسيا باجراءات مماثلة بحق عدد مماثل من دبلوماسيى هذه الدول.
فبعدما طردت في 17 اذار/مارس 23 دبلوماسيا بريطانيا واغلقت القنصلية البريطانية في سان بطرسبورغ والمجلس الثقافى البريطانى في روسيا، طلبت موسكو السبت من لندن تقليص طاقمها الدبلوماسى باكثر من خمسين شخصا لتكون البعثات الدبلوماسية "متساوية" من حيث العدد.
ولا يزال سكريبال وابنته في المستشفى في سالزبري. واعلن المستشفى ان الوضع الصحى للابنة "يتحسن سريعا" و"لم تعد في وضع حرج" بخلاف والدها.
وكان المحققون البريطانيون اعلنوا ان الجاسوس السابق وابنته اصيبا للمرة الاولى بغاز الاعصاب في منزل سكريبال.