«عياش والجنيدي والتميمي».. أيقونات النضال الفلسطيني
الأربعاء، 04 أبريل 2018 12:52 م
أصبح الطفل الفلسطيني في الصراع الدائر مع الاحتلال أيقونة نضال تمثل بكل صوره، معاناة الشعب الفلسطيني ومقاومته للانتهاكات الإسرائيلية، فقبل يومًا واحدًا فقط من إحياء يوم الطفل في الأراضي المحتلة بدا واضحًا أنه يعاني من عدم حصوله على حقوقه الإنسانية في العيش الكريم في وطنه وعلى أرضه في ظل استمرار الكيان الإسرائيلي بعدم الالتزام بالقانون الدولي وعدم احترام معاهدات حقوق الإنسان الدولية.
وترجمت صورة الطفل الفلسطيني محمد عياش وهو يجلس بالقرب من السياج الأمني مرتديًا الكمامة على وجهه ويضع «البصل» داخلها في يوم الأرض الفلسطيني الحالة العامة للأطفال في فلسطين، الذين افتقدوا لكل الحقوق المشروعة، كالأمان والاستقرار والدراسة و الترفية، مشاركين آبائهم وأمهاتهم المظاهرات للتعبير عن مقاومتهم للاحتلال ورفضهم للمستقبل الذي تفرضه إسرائيل المحتلة.
وأثارت صورة عياش جدلًا واسعا في الأوساط الدولية لاسيما وأن الطفل الذي لا يتعدى عمره عشر سنوات ارتدى كمامة بها بصل لعدم استنشاق الغاز المسيل للدموع الذي تستخدمه القوات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين المتظاهرين على حدود قطاع غزة، بهدف إبداء التحدي للاحتلال الإسرائيلي وإظهار القدرة على إيجاد البدائل.
اقرأ ايضًا : الاحتلال ينتقم من عائلة عهد التميمي.. اعتقال 10 من أقربائها بينهم أطفال ومصابين
ولم يكن عياش وما حملته الصورة من معاني كثيرة هي الوحيدة التي ترجمت الوضع الذي يعيشه الطفل الفلسطيني خلال السنوات الماضية، من حياة صعبة لا ترقي لئن يتطور ويمارس فيها الطفل حياته العمرية بطريقة طبيعية، حيث أصبحت صورة الطفل الفلسطيني فوزي الجنيدي التي تم تداولها على نطاق واسع في ديسمبر من العام الماضي، أثناء اعتقاله من قبل قوات الاحتلال، هي الأخرى أيقونة عالمية، تعكس جانباً من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والانتهاكات التي يتعرض لها الأطفال الفلسطينيون من قبل الاحتلال.
وعن حكاية صورة الطفل فوزي الجنيدي وكواليسها كان في طريقه لشراء بعض الاحتياجات المنزلية ، حيث كان هناك مواجهات بين بعض الفتية الفلسطينيين وجيش الاحتلال الإسرائيلي، وهناك تم اعتقاله من قبل 23 جندياً بعد ضربه وسحله في الشارع، ما أحدث صدمة وألم كبير لدى الشارع الفلسطيني.
اقرأ ايضًا: جنى التميمي.. ابنة خالة "عهد" التى وصفتها إسرائيل بـ"الخطر القادم علينا"
الطفلة عهد التميمي هي الأخرى أصبحت أسطورة فلسطينية تحولت إلى حقيقة على هيئة فتاة شقراء، ترى في عينيها بحر فلسطين كاملاً، وتحدي حيث مثلت شجاعتها اللا مُتناهية في المقاومة أيقونة استنطقت العالم بأكمله، لتصبح أعلى هاشتاج على موقع التواصل الاجتماعي تويتر في فترة لا تقل عن أسبوع بعد اعتقالها.
الإحصائيات هي الأخرى كانت جنونية كاشفة عن الجرائم اللاإنسانية التي ترتكبها سلطات الاحتلال، حيث رصد تقرير فلسطيني رسمي، الثلاثاء الماضي انتهاكات إسرائيل ضد الأطفال الفلسطينيين منذ بداية انتفاضة الأقصى في 28 سبتمبر 2000 وحتى الشهر الماضي، حيث استشهد أكثر من 3026 طفلًا، وجرح أكثر من 17 ألفًا آخرين، فيما اعتقلت قوات الاحتلال أكثر من 15 ألف طفل، وما يزال في سجون الاحتلال 300 طفل بحسب تقارير هيئة شؤون الأسرى، محتجزين في سجني مجدو وعوفر، بينما تحتجز الفتيات في سجن هشارون.
و تعتقل سلطات الاحتلال سنويًا أكثر من 700 طفل من كافة المحافظات الفلسطينية، وفي عام 2017 اعتقلت 1467 طفلًا في كافة محافظات فلسطين، ومنذ شهر ديسمبر 2017 ولغاية 28 مارس 2018، اعتقلت 371 طفلًا.
الإدانات الدولية رغم حدتها، لم تكن في حجم التطلعات المنتظرة التي يتمناها أطفال فلسطين لوقف معاناتهم، حيث دعا ممثل الاتحاد الأوروبي ورؤساء بعثات دول الاتحاد في الأراضي الفلسطينية إسرائيل اليوم إلى الالتزام بالقانون الدولي واحترام حقوق الأطفال الفلسطينيين، وقال بيان للاتحاد الأوروبي "شهدت الأشهر الأخيرة ارتفاعاً في عدد الأطفال الذين تم احتجازهم خلال الاحتجاجات في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية".
وأضاف البيان أن "الاتحاد الأوروبي قلق فيما يتعلق بالظروف والإجراءات التي تطبق أثناء الاعتقال والتحقيق مع واحتجاز الأطفال بما في ذلك الاعتقال الإداري"، وأشارت بعثات الاتحاد في بيانها إلى قضية الفلسطينية عهد التميمي التي حكم عليها الشهر الماضي بالسجن ثمانية أشهر.