ماذا لو لم تثبت لندن تورط موسكو في تسميم الجاسوس الروسي؟ (تحليل)
الثلاثاء، 03 أبريل 2018 07:13 م
إجراءات عديدة انطوت على الاتهام البريطاني لروسيا بشأن ملف تسميم الجاسوس، كان أبرزها ما اتخذته بريطانيا نفسها ضد روسيا من طرد 23 دبلوماسية، وتجميد حسابات روسية في البنوك البريطانية، بل أيضا التلويح بورقة عدم المشاركة في كأس العالم.
الحساب الرسمي لشبكة "سكاي نيوز" الإخبارية، نقل عن وكالة الصحافة الفرنسية، تأكيدها بأن مختبر بريطاني يؤكد عدم وجود دليل على أن غاز الأعصاب الذي استهدف العميل الروسي السابق في بريطانيا مصدره روسيا.
الإجراءات البريطانية ضد روسيا لم تتوقف عند هذا الحد، بل أيضا ردت روسيا على هذا الإجراء بطرد دبلوماسيين بريطانيين، بل إن القضية شغلت العالم أجمع، وشارك فيها دول عديدة سواء من الاتحاد الأوروبي، أو الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وإستراليا، وانقسمت الدول الأوروبية لجناحين جناح يؤيد الإجراءات البريطانية، وجناح أخر يتضامن مع روسيا.
18 دولة أوروبية أيضا تضامنت مع بريطانيا وطردت دبلوماسيين روس، وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية أقدمت على طرد 60 دبلوماسيا، لترد موسكو على هذه الإجراءات بطرد دبلوماسي الدول التي اتخذت إجراءات ضد روسيا.
ما خرج به المختبر البريطاني، سيقلب العالم رأسا على عقب، وسيضع بريطانيا في موقف لا يمكن أن تحسد عليه، حيث سيترتب حال أقرت منظمة مكافحة الأسلحة الكيميائية نتيجة المختبر البريطانية، أن تعالج لندن كل الخطوات التي اتخذتها ضد روسيا، بل أيضا سيترتب عليها إصلاح ما تم إفساده بين روسيا ودول في الاتحاد الآوروبي.
قد تفقد بريطانيا حال أثبت عدم وجود دليل على أن غاز الأعصاب الذي استهدف العميل الروسي السابق في بريطانيا مصدره روسيا، الكثير من وضعها أمام دول الاتحاد الأوروبي، الذين وضعهم لندن أمام مواقف محرجة، وسيتعين على الاتحاد الأوروبي تقديم اعتذارات لموسكو بل والبحث عن كيف يمكن معالجة التوتر الذي حدث.
قد تكون بريطانيا قد تسرعت في إجراءاتها، وكان ينبغى أن تنتظر حتى تخرج منظمة مكافحة الأسلحة الكيميائية وتثبت تورط روسيا، بل إن موسكو نفسها دعت لاجتماع مع أعضاء المنظمة سيجرى غدا الأربعاء لتبرئة ذمتها، ففي كل الأحوال ستكون بريطانيا أمام موقف محرج للغاية أمام العالم حال ثبت عدم تورط روسيا في تسميم الجاسوس الروسي السابق.