احترام الكبير واجب
الإثنين، 02 أبريل 2018 09:13 م
الأخلاق لا تباع ولا تشترى، وانما الإنسان الذي تربى في بيت أبيه على الأخلاق والإحترام هو فقط الذي لا يدخل مكان إلا ويجبر أصحابه على إحترامه وتقديره، وليس ذلك فقط بل تجدهم يسارعون بالدعاء لهذا الأب وهذه الأم على تلك التربية الفاضلة.
ومن الأخلاق التي دعى لها الإسلام ومن قبله كل الأديان، إحترام وتقدير وتوقير كبير السن، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم:( ليس منا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صغيرنا ويوَقِّرْ كبيرنا ويأمُرْ بالمعروفِ وينْهَ عنِ المنكَرِ(، فالكبير هو رجل تقدم في العمر ووهنت قوته وأصابه الضعف ويحتاج إلى مزيد رعاية واهتمام من كل من هم حوله، وإلا أصبحنا كالحيوانات في الغابة يأكل القوي الضعيف فيها ويموت الضعيف من قله الزاد والطعام.
والحقيقة أننا أصبنا بصدمة حينما سمعنا بدعوة من أناس يدعون الأخلاق والتدين، وهم بدعوتهم هذه أثبتوا أنهم أبعد ما يكونوا عن ذلك، حيث جاءت دعوتهم للانتقام من كبار السن وتعذيبهم وصب جام غضبهم عليهم في المواصلات والشوارع والطرقات وفي كل مكان، لا لشيء إلا لوقوفهم أمام اللجان ومشاركتهم في الانتخابات الرئاسية، وهذا يمثل أشد أنواع الانحطاط الأخلاقي والديني، فليس من المعقول أن ننحي الأخلاق جانبا لمجرد إختلافنا سياسيا، ولا مبرر ولا سند لمثل ذلك أبدا، بل هذا مما يرفضه الدين فضلا عن العقل والمنطق والفطرة السليمة.
وفي مقارنة سريعة بين أخلاقهم ودعوتهم وبين أخلاق الإسلام نجد عجبا عجابا، فها هو النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي خلفه بعض المنافقين في المدينة، ومع ذلك كان يأمربالتخفيف في الصلاة ويقول:(أيكم أم الناس فليخفف فإن فيهم الصغير والكبير والضعيف وذا الحاجة)، ولم يعذبهم في الصلاة بسبب نفاقهم، وفي فتح مكة أتى أبو بكر رضي الله عنه بأبيه يقوده إلى النبي صلى الله ليدخل في الإسلام وقد كف بصره وما زال كافرا فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم قال:(هلا تركت الشيخ في بيته حتى أكون أنا آتيه؟).
إن هذه أخلاقنا التي تأمرنا باحترام وتوقير الكبير، وأما غير ذلك فكما قال صلى الله عليه وسلم:(ثلاثٌ لا يستخفُّ بِهِم إلَّا مُنافقٌ: ذو الشَّيبةِ في الإسلامِ وذو العلمِ وإمامٌ مُقسطٌ)، فاللهم ارزقنا حسن الخلق واهدنا لما تحبه وترضاه.