تحدى من عايروه بـ«قصره».. قصة أشهر حداد كريتال بالشرقية (صور وفيديو)

حينما تقع عيناك عليه تجده وسط الحديد والنار وأدوات الحدادة  تكاد، تراه بصعوبة نظرا لقصر قامته، الأبتسامة لا تفارق وجهه تحدى أحمد الشهير بـ"أبوعلى" المحبطين له، والذين يتخذون من قصر قامته مجالا للسخرية، والاستهزاء منه فخرج إلى العمل محاولا الكسب من "عرق جبينه"، ورغم مشقة وصعوبة المهنة التى اختارها إلا  أنه نجح وتميز فى أعمال الكريتال ونال ثقة الجميع،"أبوعلى" يعمل جميع اشكال الحدادة والكريتال، ويعتبره المحيطين به وأهالى بلدته الألفة فى هذه المهنة وهو ماعبر عنه  لصوت الأمة قائلا:" محدش بقى بيملا عينى فى الشغلانة دى".

 

فى إحدى قرى مركز بلبيس بمحافظة الشرقية، يعيش «أحمد على» 37 عامًا، حياة بسيطة مثله مثل الكثيرين؛ يحمد الله على ما أتاه ويتمنى ألا يصل به الحل لسؤال الناس ومد يديه لمواجهة أعباء الحياة،أحمد لم يقف قصر قامته عائقا أمام تنفيذ احلامه، أصبح ذو هيبة وكلمة مسموعة وسط الصنيعية، والمحيطين به والمتعاملين معه، كلمته ومواعيده كما يصفها عقد ملزم.

 

"مازال  الأمل يراوده فى ان يجد فتاة احلامه ذات القامة الطويلة، لم ينقطع عنه يوما ذلك الأمل يقول:"مش هتجوز غيربنت طويلة ومتعلمة تمسك حسابات الورشة،وأنا هخليها ملكة متوجة"، ويستأنف أحمد حديثه قائلا:" أول قصة حب عشتها كانت مع فتاة طويلة، وكانت فى المدرسة، ومحصلش نصيب، ومش هييأس هلاقى واحدة طويلة ترضى بقصرى يوما ما".

 

وتتلخص كل أمانيه في أن يغنيه الله عن الاحتياج لغيره «كنت الأول بتضايق من اللى  بيتريق عليا، أنا مبقيتش أركز مع حد خلاص، والجميع يعرف مكانتى فى المهنة».. بهذه الكلمات لخص  أحمد لـ"صوت الأمة" معاناته اليومية في العمل بمجال الحدادة. يقول أحمد  إن مأساته مع القصربدأت مبكرا: «وانا فى الابتدائى كان العيال بيضحكوا عليا بسبب قصرى علشان كدا مكملتش تعليمى، ولكنى بفضل الله بقيت أشوف نظرة الإعجاب، وهما بيتفرجوا عليا وأنا بشتغل فى الحديد".

 

 ما جعله يستغيث: «الشغلانة زي ما الكل عارف يوم فيه وعشرة مفيش، وخايف يجى عليا يوم مبأش قادر اشتغلها».

وتابع: «نفسي صوتي يوصل للمسئولين، واللي يصعب عليه حالي منهم يسعى يكون لي معاش يغنيني عن سؤال الناس أو شغلانة.. أنا مش طالب حسنة من حد، خاصة بعد ما الرئيس السيسى أنصفنا، وبقينا معترف بينا كمعاقين، ضمن لـ 5%».