سيناء تنتخب الرئيس تحت خط النار ..
أهالى شمال سيناء: تحدينا الإرهاب وأرسلنا رسالة للعالم كله بأننا رمز الصمود
السبت، 31 مارس 2018 05:00 مرسالة الجبهة يكتبها من سيناء: محمد الحر
على مدار ثلاثة أيام تواصلت الانتخابات الرئاسية، لم تتوقف خلالها طوابير المواطنين من اهالى سيناء وهم يحتشدون امام اللجان بكل مدن ومراكز شمال سيناء، فى اروع صور التحدى للإرهاب والإرهابيين وليرسلوا رسالة للعالم أجمع بأن أهالى سيناء هم رمز للصمود والوطنية والشجاعة، وليؤكدوا أن الإرهاب لن يثنيهم عن أداء واجبهم ووقوفهم خلف الدولة المصرية ومؤسساتها. وضرب الاهالى المقيمون فى مدن الشيخ زويد ووسط سيناء ورفح وبئر العبد والعريش أعظم صور الصمود، واشتدت عزيمتهم خلال مشاركتهم بعرس الوطن وكسروا حاجز الخوف الذى يريد الإرهابيون غرسه فى قلوبهم لإحداث الوقيعة والفتنة بينهم وبين جيشهم وشرطتهم.
استقبلت لجان الانتخابات الرئاسية بمدن شمال سيناء، على مدى ثلاثة ايام متواصلة الناخبين الذين بدءوا التوافد بكثافة على مقار الاقتراع للإدلاء بأصواتهم فى الانتخابات الرئاسية، منذ ساعات الصباح الاولى حتى اخر موعد لاغلاق اللجان.
وتصدر السيدات وكبار السن المشهد الانتخابى فى شمال سيناء، حاملين أعلام مصر، والذين حرصوا على الخروج من منازلهم سواء بواسطة كراسى متحركة أو بالحمل على الاعناق والنقل بواسطة سيارات الاسعاف، الى اللجان للادلاء باصواتهم فى صناديق الاقتراح فى مشهد انسانى وبطولى نال احترام واستحسان الجميع.
وفى مدينة بئر العبد، غرب شمال سيناء، بدأ توافد الناخبين على اللجان الانتخابية من مختلف القبائل مع اللحظات الأولى لفتح باب التصويت فى طوال أيام الانتخابات الرئاسية، كما قامت المحافظة بتوفير مقاعد متحركة داخل اللجان، حيث شهدت لجان مركز ومدينة بئر العبد حشودا كبيرة وغير مسبوقة لحرصهم الشديد على الإدلاء بأصواتهم فى الانتخابات الرئاسية.
وترأس اللواء السيد عبدالفتاح حرحور، محافظ شمال سيناء، غرفة العمليات الرئيسية للانتخابات الرئاسية بديوان عام المحافظة، والتى ضمت ممثلين عن الجيش الثانى الميدانى، وكل الأجهزة الأمنية، والمديريات والمجلس القومى للمرأة وعدة مؤسسات أخرى.
وقال الدكتور نعيم جابر، منسق عام قبائل شمال سيناء، لـ«صوت الأمة» إن هناك ملحمة سطرها أهالى الشيخ زويد ورفح والعريش فى الانتخابات الرئاسية، والمواطنون كانوا حريصين للوصول إلى المقرات الانتخابية للإدلاء بصوتهم.
وأكد نعيم، أن المرأة السيناوية لها سجلات مشرفة عن وطنيتها وشجاعتها وإصرارها على تحقيق الأمن والاستقرار للحفاظ على الأرض، وتثبت للعالم بأكمله بأن المرأة السيناوية هى حارسة لحدود مصر.
وأضاف أن شمال سيناء شهدت تغيرا ديمغرافيا خلال السنوات الثلاث الماضية، لافتًا أن هناك بعض وسائل الإعلام كانت تقوم بتضليل إعلامى خلال الفترة الماضية، بتصوير أن شمال سيناء هى بؤرة إرهابية وإجرامية، ولكن هذا الكلام غير صحيح على الإطلاق، وهذا المشهد الانتخابى يثبت أن أهالى سيناء لديهم وطنية كبيرة ولا تسمح لأحد أحد أن يشكك فى وطنية المصريين.
وشهدت مدينة بئر العبد غرب مدينة العريش، إقبالا منقطع النظير خلال اليوم الثالث للانتخابات الرئاسية، وسجل ابناء قبائل الاخارسة والبياضية والعقايلة والدواغرة والسماعنة حضور لافتا وغير مسبوق رغبة منهم فى المشاركة بالعرس الوطنى وتعبيرا عن واجبهم تجاه بلدهم.
وقال الشيخ عيادة آل زايد، شيخ قبيلة الاخارسة ببئر العبد إن كل أبناء القبيلة، من رجال وشباب ونساء، توافدوا على اللجان وأدلوا بأصواتهم فى صناديق الاقتراع بقرى بالوظة والأحرار ورمانة و6 أكتوبر، واثبتوا ولاءهم وانتماءهم للوطن.
وقال المهندس سامى الهوارى إن مناطق شرق العريش وقرى الروضة والتلول وسلمانه والسادات، حقق أبناء قبيلة الدواغرة والنجاح ببئر العبد حضورا كبيرا من خلال احتشادهم أمام وداخل اللجان رافعين شعار «لا صوت يعلو فوق صوت الوطن».
وحسب يسرى الهرش ومحمد زقزوق شهدت قرى رابعة والخربة وقاطية والجناين واقطيه والكرامة وأم عقبة زحف أبناء قبائل البياضية والسماعنة والعقايلة الى اللجان، وسط إقبال تاريخى للإدلاء بأصواتهم لانتخاب رئيس مصر القادم.
واحتفل أبناء «قبيلة الأخارسة» بمنطقة رمانة التابعة لمدينة بئر العبد، اليوم الأربعاء، بآخر أيام العرس الوطنى بالمزمار والطبل البلدى والزغاريد.
وقال سليم محمود احد رموز قبيلة الأخارسة بقرية رمانة بشمال سيناء، إن أبناء القبيلة احتشدوا على مدار الأيام الثلاثة للانتخابات الرئاسية وأدلوا بأصواتهم فى صناديق الاقتراع، إيمانا منهم بأهمية المشاركة فى هذا العرس الوطنى الكبير.
وأعرب «محمود» عن فرحة أبناء قبيلة الخارسة بالمشاركة فى هذه الملحمة الوطنية لاختيار رئيس مصر القادم، وتعبيرا عن فرحتهم أطلقوا احتفالاتهم على أنغام الموسيقى الوطنية والمزمار البلدى، فيما أطلق عدد من نساء القبيلة الزغاريد ابتهاجا بهذه المناسبة السعيدة.
وواصل تدفق أهالى وابناء قبائل شمال سيناء على لجان الانتخابات الرئاسية، الأربعاء، ولليوم الثالث على التوالى للإدلاء بأصواتهم فى لجان الاقتراع، ولم يمنعهم تساقط الأمطار عن توجههم الى اللجان.
واحتفل عدد من أهالى مدينة ومركز بئر العبد، بعد الإدلاء بأصواتهم فى الانتخابات الرئاسية 2018، على أنغام « تسلم الأيادى»، فى آخر أيام العرس الوطنى.
وقال الحاج محمد حسن هندى، إن من حق أبناء سيناء أن يعبروا عن فرحتهم باختيار رئيس مصر القادم فى هذه الأجواء الوطنية والديمقراطية، مشيرًا إلى أن سيناء قالت كلمتها اليوم فى صناديق الاقتراع.
وتفقد نصر الله محمد نصر الله، رئيس مركز ومدينة بئر العبد ومساعده محمد عيد لجنة قرية « الروضة « وعدد من قرى شرق المدينة للاطمئنان على سير العملية الانتخابية.
ورافق رئيس مدينة بئر العبد خلال جولته الميدانية داخل المدينة والقرى الشرقية العقيد أحمد سيد الحاكم العسكرى بمنطقة بئر العبد، وخاصة لجان قرى الروضة وسالمانه والسادات ومدرسة بئر العبد الابتدائية.
والتقى رئيس المدينة بمعمرة سيناوية كانت تدلى بصوتها فى صناديق الاقتراع بلجنة مدرسة بئر العبد الابتدائية، وسط احتفاء كبير بها من المواطنين والجهات الرسمية.
فيما واصل أبناء قرية الروضة فى شمال سيناء مشاركتهم بقوة فى انتخابات الرئاسة، وشهدت لجنة مدرسة آل جرير الابتدائية وسط القرية فى ثالث أيام الانتخابات، حضور من تبقى من أسر شهداء مسجد الروضة ولم يدلوا بأصواتهم.
وكان اللافت للانتباه إقبال عدد كبير من السيدات وهن من أرامل وأمهات شهداء الحادث الإرهابى الذى شهدته القرية فى أواخر نوفمبر من العام الماضى وراح ضحيته 311 شهيدا من أبناء القرية أثناء أدائهم صلاة الجمعة.
ووصل لمقر لجنة الانتخاب التى تم إحاطتها بحراسات أمنية مشددة، عدد كبير من الناخبين بعضهم وصل مترجلا منفردا وآخرين فى جماعات، بينما التزمت السيدات المشاركات بوقارهن البدوى أثناء المشاركة فى أداء الواجب الانتخابى، وحضرن فى مجموعات وعلى عجل كانت تدلى كل سيدة بصوتها وتعود لمنزلها.
وقالت «أم أحمد» وهى سيدة فقدت زوجها ووالدها، فى الحادث الإرهابى، إن مشاركتهن فى الانتخابات من أجل أن يعبرن عن حضور ذويهن من الشهداء، مضيفة أن الشهداء لم تغب أرواحهم عن المشهد الانتخابى، فهم حاضرون بقوة وأرواحهم تنادينا كل لحظة أن علينا سرعة الثأر لهم.
وقال سليمان أبو شميط، مدير إدارة بئر العبد التعليمية وأحد قيادات القرية الشعبية، إنه منذ اليوم الأول للانتخابات ولجنة القرية تسجل حضورها القوى، مشيرًا إلى أن ذوى الشهداء كانوا فى صفوف المقدمة، ومن تعذر حضوره فى أول يوم جاء فى اليوم الثانى والثالث.
وأوضح أبو شميط، أنه معروف أن لجنة قرية الروضة فى كل انتخابات تشهد طقوسا ومراسم خاصة، حيث ينصب بيت شعر وفيه تقام أفراح وتستقبل الناخبين بالقهوة، ولكن من كان يقوم بهذا الدور هم شباب ورموز فقدناهم فى الحادث الإرهابى، وأوقفنا هذه المرة هذا التقليد واكتفينا بالمشاركة بقوة بالحضور فى صمت والإدلاء بأصواتنا ثم العودة للمنزل.
كما تم التكاتف ومساعدة أرامل الشهداء وأسرهم فى الحضور بتوفير وسيلة نقل لهم مناسبة، وأكد عدد من الحضور وهم من مصابى الحادث الإرهابى، رفضوا ذكر أسمائهم، على أنهم قطعوا مسافات طويلة وصولا للجنة الانتخابات.
وأشاروا الى ان هدفهم أن يبقى صوتهم حاضرا وقويا ومتحديا لكل إرهاب على أرض سيناء، ورسالة أنهم لم ينالوا شرف الشهادة ولكنهم على إصرار ويقين أن الحرب على الإرهاب حليفها النصر وإرساء قواعد الأمن والأمان فى ربوع محافظتهم، وعودة قريتهم كما كانت آمنة مستقرة.
بينما قطع أسامة جابر عبدالله أحد أبناء مدينة العريش، «كفيف»، مسافة 5 كم متنقلا من حى العبور جنوب شرق العريش وصولا لمقر لجنته فى مدرسة احمد عبدالعزيز وسط مدينة العريش.