رعب فى قطر من استهداف الإرهابيين لـ «الدوحة» بعمليات إرهابية بعد نشرها قائمة المطلوبين أمنياً
السبت، 31 مارس 2018 01:00 معنتر عبداللطيف
- القائمة خلت من «القرضاوى» مفتى الدم بالجماعة الإرهابية ■ المعارضة القطرية ترى أن القائمة المعلنة رضوخ من الدوحة لأحد مطالب دول الرباعى العربى
تصنيف قطر 19 شخصا و8 كيانات على قائمتها للإرهاب، أثار الكثير من الجدل، ففى الوقت الذى اعتبر الحساب الرسمى للمعارضة القطرية فيه أن القائمة التى أعلنتها الدوحة مؤخرا، تعد رضوخا لأحد مطالب الرباعى العربى، قالت صحيفة «العرب اللندنية»: إن القائمة تعد أول قائمة للإرهاب تصدرها قطر منفردة بموجب قانون أصدره تميم بن حمد آل ثانى بشأن مكافحة الإرهاب فى يوليو 2017، حيث سبق أن أصدرت قطر قائمة للإرهاب بموجب القانون نفسه فى 25 أكتوبر الماضى، ولكن ضمن إطار إجراء جماعى اتخذته كافة الدول الأعضاء فى مركز مكافحة تمويل الإرهاب الذى يضم عدة دول من بينها الولايات المتحدة الأمريكية ودول مجلس التعاون الخليجى.
فيما رأى مراقبون أن إصدار قطر قائمة للإرهاب جاء بعد تلويح أمريكى بأنها ستقطع علاقاتها بالدول التى تدعم الإرهاب خلال زيارة ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان لواشنطن، ما دعا الدوحة لأن تأخذ هذا القرار تقربا من البيت الأبيض، فيما قال وزير الدولة للشئون الخارجية الإماراتى أنور قرقاش، عبر حسابه على موقع «تويتر»: «أصدرت وزارة الداخلية القطرية قائمة للإرهاب تضمنت 19 شخصاً و8 كيانات، وتضمنت القائمة 10 أشخاص ممن تم إدراجهم سابقاً فى القوائم الثلاثة التى أصدرتها دول المقاطعة، بعيداً عن المكابرة قطر تؤكد الأدلة ضدها وأن دعمها للتطرف والإرهاب جوهر أزمتها».
من ناحيتها قالت صحيفة «البيان» الإماراتية فى افتتاحيتها، بعنوان «قطر تدين قطر»، إن إصدار وزارة الداخلية القطرية قائمة الإرهاب لم يكن مجرد إعلان عادى بل كان اعترافاً رسمياً وفعلياً باتجاهين، الأول الإقرار بصواب دول المقاطعة الأربعة، لا سيما أن القائمة تضمنت شخصيات وكيانات سبق وأن وضعتها الدول الأربعة فى قوائم الإرهاب، والاتجاه الثانى الإقرار بتورط النظام القطرى فى دعم الإرهابيين من خلال غض الطرف عن تحركاتهم والتأخر فى تسميتهم طيلة هذه الفترة.
ولفتت الصحيفة، إلى أن 11 قطرياً من أصل 19 مطلوباً و6 كيانات قطرية من أصل 8 على القائمة، ما يعكس التصاق النظام القطرى فعلياً بالإرهاب لكن المكابرة تمنعه من إعلانها غير مدرك أن التأخير يؤكد الأدلة ضده، ولا ينفيها ويعزز أى خطوات تتخذها دول المقاطعة لحماية نفسها، مشيرة إلى أن الموقف القطرى يؤكد انعدام الثقة بأى مواقف يتخذها نظام الحمدين بذريعة ضرب الإرهاب بل على العكس إن الإعلان المتأخر أشبه بعملية شراء وقت للإرهابيين للتمكن من الفرار والاختباء، واختتمت الصحيفة افتتاحيتها مؤكدة أنه بعد نحو 10 أشهر من المقاطعة لا يمكن القبول بمجرد «كبش فداء» تقدمه قطر لنيل صك براءة عن جرائم دعمها للجماعات والتنظيمات الإرهابية مطالبة قطر بالالتزام بتنفيذ المطالب الـ 13 وليس مجرد ذر الرماد فى العيون.
فيما قالت صحيفة الخليج فى افتتاحيتها تحت عنوان «قطر والإرهاب صنوان.. فهل ينفصلان؟»: إن قطر ثبّتت نفسها مجدداً فى قائمة الدول الراعية للإرهاب التى تحتضن قادته وتنظيماته فى داخل قطر وخارجها، مؤكدة أن الإعلان الصادر عن وزارة الداخلية القطرية جاء ليضيف دليلاً جديداً على أن الدوحة لم تعد قادرة على الاستمرار فى الكذب على العالم وعلى مواطنيها ورضخت فى نهاية المطاف للمنطق الذى لطالما تمسكت به دول المقاطعة وشملت حينها شخصيات وكيانات ظلت الدوحة تتستر عليها، وتناور بطرق ملتوية لحمايتها والتنصل من دعمها لها.
ولفتت الصحيفة، إلى أن قطر لم تعد قادرة على إبداء مزيد من المكابرة والعناد اللذين أعمياها عن رؤية الحقيقة وعن جوهر الأزمة التى تعيشها داخلياً وخارجياً، فيما تأكد العالم صدق ووجاهة المطالب التى أعلنتها الدول الأربعة المقاطعة منذ اندلاع الأزمة فى الـ 5 يونيو العام الماضى، من أبرزها قطع علاقة قطر بكل التنظيمات الإرهابية فى مقدمتها جماعة «الإخوان» و«جبهة النصرة».
كالعادة كابرت قطر فى الاعتراف برضوخها لمطالب دول الرباعى العربى، حيث قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية القطرية لولوة راشد الخاطر، فى تغريدة على «تويتر»، إن التعامل مع المدرجين تماشيا مع قرارات مجلس الأمن فى لوائح الإرهاب تم منذ سنوات وأن الجديد هو نشر أسماء المدرجين فقط.
اللافت أن قائمة الكيانات والأفراد التى أعلنتها قطر خلت من أسماء كثيرة تصر دول الرباعى العربى على تسليمهم وعلى رأسهم يوسف القرضاوى الذى يعد بمثابة المرشد الحقيقى لجماعة الإخوان الإرهابية أو كما يطلق عليه البعض «مفتى الدم».
القائمة القطرية ضمت شخصا أجمعت عليها قطر والدول العربية بدعم الإرهاب وهو عبدالرحمن عمير راشد النعيمى، وهو مدرج على قوائم الإرهاب الأمريكية منذ عام 2014، وأشرف على جمعية قطر الخيرية المدرجة على قوائم الإرهاب، كما تورط فى تحويل ملايين الدولارات فى العراق وسوريا واليمن، وأسس بنك قطر الإسلامى المسئول عن تمويل القاعدة، ويعد النعيمى حلقة وصل بين الدوحة والجماعات الإرهابية بالخارج، حيث تحول من معارض قوى إلى أداة فى يد تنظيم الحمدين عقب خروجه من السجن، وكان قد اعتنق فكر الإخوان وعمل على نشره بجامعة الدوحة حيث كان يعمل أستاذا بها.
وفى فضيحة من العيار الثقيل كشف موقع قناة العربية أن مبارك محمد بن سعد بن على العجى، ورد اسمه من بين 19 اسما فى القائمة القطرية للإرهاب، والتى تم الإعلان عنها من قبل وزارة الداخلية، تبين أنه هو الاسم ذاته الذى سبق ذكره فى قائمة الدول الداعية لمكافحة الإرهاب فى 2017، كان فى اليوم التالى من بين العدائين القطريين المشاركين فى أحد الماراثونات فى وسط الدوحة.
كما جاء ضمن القائمة القطرية عبدالله محمد سليمان المحيسنى، وهو من قام بجمع التمويلات للجهاديين السوريين علانية من قطر، كما أشاد بمتبرعى قطر لمساهمتهم فى شراء صواريخ وتهريبها لتسليح جبهة النصرة، ليتم إدراجه على قوائم الإرهاب فى أمريكا.
من بين الكيانات التى أدرجتها قطر ضمن قوائم الإرهاب، جمعية الإحسان الخيرية، وهى تتعاون مع مؤسسة قطر الخيرية لتمويل فرع تنظيم القاعدة فى شبة الجزيرة العربية، ويرأسها عبدالله البزيدى المدرج على قوائم الإرهاب العربية، وعقب وضع اسمها ضمن قوائم الإرهاب من قبل دول الرباعى العربى طالبت جمعية «الإحسان» الدول الأربع ومعها الحكومة اليمنية رفع اسمها وأسماء قيادتها من قائمة الإرهاب مؤكدة أنها تعمل بترخيص حكومى وأنها ركزت جهودها منذ نحو 25 عاماً، على رعاية المجتمع وتنميته، خصوصاً الفئات الضعيفة، ورعاية الأيتام وبناء المساجد والمستوصفات الطبية وحفر الآبار، وغيرها الكثير من المشاريع الإغاثية والخيرية.. وفق قولها. اللافت أن جمعية الإحسان كانت قد تأسست عام 1992 بمدينة المكلا وتمتلك فروعاً فى عدد من المدن الرئيسية اليمنية، وتمولها جهات عديدة منها مؤسسات وهيئات قطرية، وتتخذ من محافظة حضرموت، جنوب شرقى اليمن، مركزاً لها وأُنشئت منذ نحو 25 عاماً، بترخيص من الحكومة اليمنية.
كما ضمت القائمة القطرية أيضا اسم خالد سعيد فضل راشد البوعينين، وهو متهم بتمويل الإرهابيين فى سوريا، والتعاون مع منسقى القاعدة المدرجين على لائحة الإرهاب، وعمل كنقطة اتصال لحملة جمع الأموال فى قطر لصالح جبهة النصرة.
رغم أن قائمة قطر ضمت العديد من الأسماء من قبيل سعد محمد شريان الكعبى، وهو مدرج على قوائم أمريكا والأمم المتحدة للإرهاب وقام بجمع الأموال والفدية بالنيابة عن تنظيم القاعدة فى سوريا، إلا أن القائمة خلت من شخصيات وأسماء من قبيل مفتى الدم يوسف القرضاوى وربما هى الخطوة المقبلة للدوحة للتخلى عن أعضاء الجماعة الإرهابية بتسليم بعضهم إلى دول الرباعى العربى وطرد آخرين خارج قطر.