عندما تطير السمكة

الجمعة، 30 مارس 2018 06:49 م
عندما تطير السمكة
سمر جاد تكتب:

لقد خلقنا الله مختلفين.... نتشابه أحياناً ولكننا لا نتطابق.فكل منا متفرد بطريقة أو بأخرى.
 
ثم نأتى نحن فنمحو هذا التفرد ونقضى عليه بكل بساطة.فنحن نطلب من أبنائنا بل و نُصر على أن نجعلهم نسخاً متطابقة منا.
 
ونقارنهم طوال الوقت بما كنا عليه فى مثل سنهم. و فى ذلك ظلم مضاعف لهم فى ظل عالم متغير لم يعد كعالمنا الذي نشأنا فيه.
 
ويتمادى بعض الآباء فى ذلك حتى أنهم يجبرون أولادهم على تحقيق ما لم يسطيعوا هم تحقيقه.
 
فمن أراد أن يكون طبيباً مثلاً ولم يستطع، نجده يدفع بإبنه الى كلية الطب، حتى وإن لم تكن تلك رغبة الإبن.
 
وقبل أن نطلب من أبنائنا أن يكونوا مسئولين عن قراراتهم، يجب أن نترك لهم حرية الإختيار.
 
ولكن قبل أن نترك لهم الخيار, يجب أولاً أن نُعلمهم أهم معايير إتخاذ القرار.
 
فالخيار يكون سهلاً عندما نعرف أنفسنا جيداً؛عندما نعرف مواقع تفردنا ومواقع ضعفنا،فلقد رحم الله إمرئ عرف قدر نفسه.
 
فلا نطلب من السمكة أن تطير ثم نصفها بالفشل، وبالتالى نهدر إمكانياتها الحقيقية ونصيبها بالإحباط.
 
فلنُتح لأبنائنا إذن فرصة إكتشاف تلك البصمة الفريدة  لكل منهم.
 
فلنضعهم نصب أعيننا و نوجههم فى الاتجاه الأفضل لهم ،وليس الأفضل لنا.
 
دعونا لا نمنعهم من تحقيق أحلامهم فى سبيل تحقيق أحلامنا نحن.
 
و يُعد أهم مثال على إهدار الكفاءات، هو توزيع طلاب المرحلة الثانوية على الجامعات الحكومية من خلال مكتب التنسيق. وهو ما جعل  من هذه المرحلة،  شبحاً يؤرق جميع الأسر المصرية الحريصة على مستقبل أفضل لآبناءها.
 
لماذا لا نضع حلاً نهائياً لتلك المشكلة و نغلق  مكتب التنسيق للأبد؟!
 
فليس بالمجموع  وحده نستطيع أن نًفرق بين الفنان و العالم خاصة تحت ضغوط الأهل والمجتمع فى تلك المرحلة ، والتى قد تأتى بنتائج عكسية. فنجد أمثلة لطلاب من المتفوقين يقعون فى فخ الضغوط النفسية الرهيبة لتلك المرحلة ويفشلوا فيها.
 
ويفقد التعليم مغزاه الحقيقى فبدلاً من أن يكون العلم مرادفاً لحب المعرفة  وغذاءاً للعقل، يصبح سيفاً على رقاب أحلام أولادنا، هذا إن أعطيناهم الفرصة لاكتشافها بالأساس!!
 
فلم لا يكون هناك اختبارات للقدرات الخاصة بكل كلية لاكتشاف الأنسب من المتقدمين لتلك الكلية مع اعتبار نتائجهم المدرسية طوال سنوات الدراسة فى المواد المؤهلة لتلك الكلية.
 
 
ألن يكون ذلك أكثر عدلاً؟
بل من الممكن أن نفعل ما هو أفضل... فيكون فى المدارس متخصصين- تابعين لجهة واحدة لضمان الحياد-مهمتهم اكتشاف مواهب كل طفل وبالتالى يتم توجيهه للتخصص فى مجال تفوقه.
 
و بعد اكتشاف مناطق القوة فى كل طفل,يمكن تكثيف الدراسة فى هذا المجال لزيادة فرص نبوغه.
 
وبالتالى نساعد على ظهور نجيب محفوظ جديد...و جمال حمدان جديد....ومصطفى مشرفة جديد. 
 
نحن شعب عبقرى إن أتيحت لنا الفرصة، و أصبح الشخص المناسب فى المكان المناسب له.
 
فمع كل اكتشاف علمى أو فلكى جديد, نجد أننا قد توصلنا إليه قبل سبعة آلاف عام.
 
فلنعود بالزمن الى الوراء إذن، إلى ذلك الزمن الذهبى... و لنقود العالم من جديد بالعلم و بالتوظيف الأمثل لثروتنا البشرية الهائلة.
 
حينئذ ستكتشف السمكة أنها تستطيع الطيران.....

 

تعليقات (2)
كلام جميل وكلام معقول
بواسطة: د. احمد ضيف
بتاريخ: الجمعة، 30 مارس 2018 09:11 م

اعتقد ان ماتقوله الكاتبه شئ جميل جدا ومنطقى لأقصى درجه .... لكن هناك اكثر من مشكله: - ان اكثرنا كأباء وامهات غير مؤهلين لإحداث تغيير ايجابى فى شخصية ابنائنا. - لا اعتقد ان عندنا من يستطيع ان يطور التعليم واسلوب التوجيه الجامعى بحق .... فكل مانراه من محاولات تطوير تبعدنا كثيرا عن الطريق الصحيح. - نحن نعتقد (وخاصة اولى الأمر) اننا نستطيع ان نغير الى الأفضل بدون الاستعانه بأهل العلم والقدره حتى وان كانوا من الدول الأخرى. ..... استاذه سمر لقد اثرت موضوعا ذو شجون ....

المشكله والحل
بواسطة: منال سعد
بتاريخ: الأحد، 01 أبريل 2018 05:46 ص

لقد مست الكاتبه مشكله تؤرقنا جميعا وأرجوا من الله ان يتمكن من بيدهم الحل ان يضعوا الاستراتيجيه الناجعه للمشكله التى لو اعملنا فيها الفكر قليلا لوجدناها ام المشكلات فى هذا البلد الذى نحبه ونتمنى ان يستيقظ ويخطو فى طريق الاصلاح والنمو .... يارب.

اضف تعليق