أزمة قلبية أم خار جسده.. كيف مات المسيح؟
الجمعة، 30 مارس 2018 04:13 م
«وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا، مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا».. هكذا قال الكتاب المقدس عن المسيح وعن عملية «صلبه»، وبينما تتشح الكنيسة القبطية الأرثوذكسية غدا السبت، بالسواد في أولى أيام أسبوع الآلام، تظل معاناة المسيح أمرا حير كل محبيه.. معاناة لا زالت العقول والقلوب شغوفة بمعرفتها ومعرفة: كيف توفي المسيح؟ هل هي أزمة قلبية نتيجة الصلب؟ أم خار جسده أمام آلام التعذيب؟
ويبدو أن شغف الحقيقة دفع كلية الطب في ولاية أريزونا لنشر تقريرا في مجلتها العلمية عام 1982، حمل بعض الإجابات، فالتقرير تحدث عن عذابات المسيح التي تعرض لها، وعن كيف كانت عملية الصلب؟، وامتد التقرير لكشف ما أين جاءت عقوبة الصلب؟ ومن اخترعها لتكون عقابا للبشر.
بحسب التقرير، فإن الصلب طريقة اخترعها الفرس في عام 300 ق.م، قبل أن يبرع الرومان في استخدامها، فطريقة الإعدام كانت مخصصة في الأساس كعقاب لأبشع الجرائم التي يرتكبها الإنسان، فالصلب هي أكثر الطرق تعذيباً و ألماً قد اخترعها الإنسان على مدار التاريخ، ما جعل الأطباء يطلقون على تلك الآلام الرهيبة مصطلح: excruciating.
يقول التقرير، إن المسيح جرد من ملابسه واقترع عليها الجنود؛ فبعد الصلب دقوا المسامير ليصلبوه، وتسبب هذا بأن جسده قد اتخذ وضعاً تشريحياً يستحيل معه اتزان الجسم، فركبتيه أصبحتا مثنيتين بـ 45 درجة وأجبر جسده على أن يحمل وزنه على عضلات الفخذين وتلك العضلات ليست في وضعية صحيحة، فلن تستطيع تحمل وزن الجسم إلا لمدة دقائق ينتج عنها تقلص عضلي شديد جداً.
وفي خلال دقائق معدودة من الصلب حدث خلع في مفصل الكتف- ولا يزال الحديث على لسان التقرير، وبعده بفترة وجيزة حدث خلع في مفصلي الكوع و المعصم، ونتيجة لخلع تلك المفاصل فإن طول الذراع بهذا أصبح أكثر بـ9 بوصات (14.5سم) عن الطول الطبيعي للذراع، كما هو موضح على الكفن المقدس، وبعد الخلع الذي حدث في مفاصل الأكتاف و الكوع والمعصم فإن ارتكاز وزن الجسم قد انتقل إلى العضلة الأمامية المغلفة للقفص الصدري المسماه بالـ pectoralis major.
بخلاف أفلام هوليوود فإن الضحية في تلك الأفلام يكون نشيط جدا، أما في الحقيقة فإن المصلوب عليه أن يتحرك للأعلى وللأسفل لمسافة 12 بوصة (18سم) لكي يتمكن من التنفس وعدم إبقاء هواء بداخل الرئتين، بالإضافة لهذا يزداد الخلع بمفاصل الرسغ والكوع والكتف بالذراعين، ويزداد الشد أكثر فأكثر على ضلوع القفص الصدري ما يجعل التنفس أكثر صعوبة، وفي خلال دقائق قد عانى المسيح ازدياد ضيق التنفس وفي خلال كل هذا فهو مجرد من ملابسه أمام قادة اليهود والجموع واللصوص على كلا الجانبين وكلهم يصرخون ويشتمون ويضحكون عليه وأمه تقف وتشاهد هذا.
مع ازدياد معدل ضربات القلب أصبح نبضه يصل إلى 220 ضربة في الدقيقة الواحدة وهو أكثر بكثير عن المعدل الطبيعي للإنسان وهو 60 ضربة في الدقيقة، فلم يشرب المسيح شيئاً منذ 15 ساعة أي منذ الساعة الـ6 مساء يوم الخميس، بالإضافة إلى جلده البشع المبرح الذي تسبب تقريباً في قتله، كان ينزف من كل جسمه نتيجة الجلد بالإضافة إلى إكليل الشوك و المسامير في يديه ورجليه والتمزقات التي تعرض لها جسده نتيجة الضربات و سقوطه المتكرر أثناء حمله للصليب و سيره به- على حد قول التقرير.
ويضيف التقرير: وصل ضغط الدم إلى 80 على 50 وهو أقل من المعدل الطبيعي لإنسان في نفس عمره وهو 120 على 80، بهذا كله أصبح جسده يعاني من صدمة من الدرجة الأولى بالإضافة إلى انخفاض حجم الدم hypovolemia و التنفس السريع tachypnea وتسارع و ازدياد ضربات القلب tachycardia والتعرق الغزير hyperhidrosis، واستمرت هذه العملية من الآم مختلفة حتى قال السيد المسيح آخر كلماته: «قد أكمل وأسلم الروح».