ويبقى الأمل سر النجاح للمصريين

الجمعة، 30 مارس 2018 01:57 م
ويبقى الأمل سر النجاح للمصريين
أحمد نجيب كشك يكتب:

لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس، هذه المقولة لم يستطع أحد أن يكذبها أو يثبت معنى معاكس لها، فالأمل هو إكسير الحياة الذي يبعث فيها القوة والعزيمة، ويهبها الصبر في أحلك وأصعب المواقف والظروف، ولولا الأمل في الغد المشرق لمات الإنسان كمدا وحزنا في كل مصيبة أو ضائقة تقابله في حياته.

وليس العقل والفطرة فقط الذين يدعون إلى الأمل بل كل الأديان والكتب السماوية وعلى رأسهم الشريعة الإسلامية، فترى الدعوة للتحلي بهذا الخلق واضحا جليا، ويفهم ذلك جيدا المتدبر لقصص الأنبياء والسيرة العطرة لهم ولنبينا صلى الله عليه وسلم، فيجد الكثير من المواقف التي ترشدنا إلى ضرورة التمسك بهذا الخلق العظيم، فمن نوح عليه السلام الذي أخذ في بناء سفينة وهو يسكن الصحراء في مخالفة صريحة لكل قواعد العقل والمنطق، ولكنها الثقة في الله والأمل في غد ينتصر فيه على أعدائه، إلى أن جاء أمر الله تعالى فما نجاه إلا الأمل، ونبي الله يعقوب عليه السلام الذي أخذ زمنا طويلا في انتظار يوسف عليه السلام، ولا يعينه على الصبر إلا الأمل في الله بأن يرزقه لقاءا به بعد طول غياب، إلى أن جمعهم الله تعالى في النهاية، وهذا نبي الله تعالى يعقوب عليه السلام الذي مات أبناؤه وخسر أمواله وأصدقاؤه، وهجره القريب والغريب وأصابه المرض والوهن الشديد، ومع ذلك يتوعد امرأته بعقابها حينما يشفيه الله تعالى لا لشيء إلا لقلبه المليء بالأمل في كرم ورحمة الله تعالى حتى عافاه الله وشفاه وعوض صبره خيرا، وهذا نبينا صلى الله عليه وسلم في هجرته وهو مطارد من كفار قريش وقد أخرجوه من دياره وأهله، ويعد سراقه بسواري كسرى!! أملا في وعد الله ونصره وهكذا كانت حياته كلها صلى الله عليه وسلم يملأها الأمل دائما.

ولذلك فإن على المصريين بعد أن انتهوا من معركة الإنتخابات، التي سطروا فيها أروع ملحمة أمام اللجان والصناديق، بقلوب يملؤها الوطنية وحب وعشق هذا البلد العظيم، أن يتحلوا ويتمسكوا بالأمل الصادق المقرون بالإخلاص والصبر والعمل والتوكل على الله تعالى مع الأخذ بكل الأسباب المتاحة والوسائل الممكنة للوصول إلى غد أفضل ومستقبل مشرق من أجل أبناءنا وأحفادنا، بعيدا عن هؤلاء المتشائمين والمخذلين والمثبطين من أعداء هذا الوطن، وأن يكون شعارهم في الفترة القادمة قول الله سبحانه:(مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَاكِيمُ)، وكما يقول الشاعر:(يعيشُ بالأملِ الإِنسانُ فهو ** إِذا أضَاعَه زالَ عنه السعيُ والعملُ)، فاللهم ارزقنا الأمل في غد أفضل، وأعنا على الصبر عليه، واحفظ مصرنا وجيشنا، وارزقنا الأمن والأمان والرخاء والسلام وسائر بلاد الإسلام.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق