كوبر والمنتخب وماذا بعد معسكر مارس
الخميس، 29 مارس 2018 07:13 م
تباينت ردود الأفعال والإنطباعات العامة لكل متابعي منتخب مصر، بمجرد انتهاء معسكر مارس الإعدادي لنهائيات كأس العالم روسيا 2018، مابين الرضا عن الأداء في مباراة البرتغال، والقلق بعد لقاء اليونان الأخير، والذي شهد تشكيلة معظمها من البدلاء، بهدف استقرار الجهاز الفني علي اللاعب رقم 2 في كل مركزبقائمة الـ23 النهائية، وباعتبار القوام الأساسي للفريق معروف للجميع.
كوبر والبدلاء لهم بعض الأعذار في تراجع المستوي بمباراة اليونان، فمن ناحية هناك صعوبة لانسجام مجموعة من اللاعبين تلعب مع بعضها لأول مرة، و وقوعهم تحت ضغط اختبار قد يكون الأخير، مما أدي لظهورأغلبهم بصورة غير مرضية.
ومن ناحية أخري الجهاز الفني لا يمتلك رفاهية الوقت للتجارب، نظراً لعدم توافر لقاءات ودية منذ مباراة توجو مارس 2017، والسنة الماضية كلها كانت ارتباطات رسمية في تصفيات إفريقية، والمعسكر القادم لا يتحمل سوي التركيز علي القوام الأساسي قبل المونديال.
مكاسب عديدة خرجنا بها من معسكر مارس، وأبرزها الإحتكاك القوي بمدارس مختلفة أوربية، واكتشاف عناصر دولية جديدة مثل محمد الشناوي حارس المرمي، وتثبيت عناصر أخري بديلة لأقدامها بالمنتخب مثل عمرو وردة، و عودة مهاجم الفريق الأساسي مروان محسن للمشاركة بعد غياب للإصابة، وتجربة طريقة لعب جديدة أقرب إلي 4-4-1-1 في أجزاء بمباراة البرتغال، والإطمئنان علي المنظومة الدفاعية الجماعية للفريق، إضافة لاستمرار سلبيات الخلل في التعامل مع الكرات العرضية، والأخيرة تعتبر إيجابية لمحاولة تصحيحها قبل اللقاءات الرسمية.
أما بعد ..فالقادم هو الأهم، وأعني بذلك كيفية تخطيط الجهاز الفني لتطوير المنظومة الهجومية للمنتخب، سواء المنظمة أو المرتدة، ولا أقصد هنا اللعب باندفاع هجومي، فكوبر لن يتخلي عن استراتيجيته الدفاعية، علي غرار غيره من المدربين مثل فلسفة الأرجنتيني سيميوني مع اتليتكو مدريد مثلاً.
تصوري أكبر مشاكل المنتخب هي سرعة فقد الكرة بعد استخلاصها، وظهرت في فشل العديد من الهجمات المرتدة بمباراتي البرتغال واليونان، والمفترض أنها السلاح الهجومي الأساسي وفقاً لأسلوب اللعب المعتاد للفريق، والمطلوب التدريب عليها، وإجادة تنفيذها من خلال 3 أو 4 نقلات علي الأكثر، للوصول للمرمي من أسرع طريق.
كوبر مطالب أيضاً بتطوير فكرة الاحتفاظ بالكرة وتدويرها لفترات أطول في الهجوم المنظم، لمنح الفريق متنفس في الترحيل الجماعي من الدفاع للهجوم، وخاصة أن منتخبنا يعاني في استخلاص الكرة، لعدم قوة منظومة الضغط الجماعي بوسط الملعب، واعتماده علي تراجع الخطوط للدفاع المتأخر عند منطقة الجزاء.
المنتخب يعاني أيضاً من غياب ردة الفعل بعد التأخر في النتيجة، وهو ماوضح في معظم المبارايات المهمة الرسمية والودية مثل لقاءات تونس برادس، واوغندا بكمبالا، واليونان بسويسرا، ولم يتمكن الفريق من تحويل خسارته لفوز إلا أمام الكونغو في الجولة الأولي بتصفيات المونديال، وبالتالي علي كوبر البحث عن سيناريوهات لتلك المواقف سواء بتعديل في طريقة وأسلوب اللعب أو إقحام عناصر قادرة علي صناعة الفارق.
كوبر مطالب أيضاً بالاستقرار علي مجموعات الدفاع في الجانب الأيمن للمنتخب، لتوفير مجهود نجم الفريق محمد صلاح للشق الهجومي، مع وضوح اعتماد معظم المنافسين لتكثيف الهجوم من الجانب الأيسر، مثلما حدث في مباراة البرتغال، وقبلها لقاء تونس بتصفيات كاس افريقيا.
وأخيراً كيف سيتعامل كوبر مع غياب ثاني أهم عناصر الفريق عبدالله السعيد، عن المشاركة في المبارايات مع الأهلي، في ظل الأنباء المتداولة مؤخراً عن تجميده لباقي الموسم، علي خلفية أزمة توقيعه للزمالك، وهل يوجد مجال لتوفيق الأوضاع للصالح العام، أو دراسة جهاز المنتخب لفكرة بديلة بإقامة معسكر مبكر للاعب مع المحترفين بالدوري السعودي، والذي سيينتهي قبل التوقف الدولي القادم بعدة أسابيع.
في كل الأحوال أتصور أن الفترة المقبلة تتطلب تضافر كل جهود الأندية مع اتحاد الكرة، ومن قبلهم الإعلام خلف المنتخب الوطني، لمساندته في مشواره نحو تشريف الكرة المصرية، والبحث عن التواجد بشكل قوي وسط الكبار في المونديال.