الانتخابات الرئاسية..طقوس الفرح !

الخميس، 29 مارس 2018 09:37 ص
الانتخابات الرئاسية..طقوس الفرح !
عنتر عبداللطيف يكتب :

تركت جماعة الإخوان الإرهابية العملية الانتخابية برمتها في انتخابات الرئاسة، وتشبثت بمشهد واحد، وهو رقص المصريين أمام اللجان، تعبيرا عن فرحهم بهذا العرس الديمقراطي ، وهى الانتخابات الثانية التي جرت عقب ثورة 30 يونيو الخالدة .

أقول رقص المصريون أمام اللجان ولا أقول رقصت المصريات ، لأن الجميع شاركوا في التعبير عن حالة الفرح ، حتى الأطفال كان لهم نصيب منه  .

يظل الرقص مجرد حالة للتعبير عن المشاعر ، يريد الإخوان منعها ، لا لشىء إلا لأنهم نصبوا من أنفسهم أوصياء على الناس.

يظل الرقص حالة عند المصريين كما عند شعوب كثيرة ، فالأتراك مثلا من المعرف أنهم يرقصون فى الميادين العامة حتى بدون مناسبة ، وتنتشر العيد من الفيديوهات على مواقع التواصل الإجتماعى لذلك.

العديد من الشعوب لها طقوس غريبة في التعبير عن الفرح والاحتفالات ولم نسمع أن أحد منهم انتقدها فعلى الرغم من تقدم اليابان الخرافى  إلا انه يجتمع الرجال في أحد الأيام أن ويلفوا حول خاصرتهم منشفة باستثناء رجل عار تماماً يجب البحث عنه؛ حيث يعتقد اليابانيون أنه« يجلب الحظ والسعادة لمن يلمسه» !

كما يحرص 30 ألف سائح سنويا على حضور يوم معين يجتمع فيه الآلاف ليتحاربوا بالطماطم لمدة ساعة متواصلة، ويسمونه عيد «توماتينا» !

هناك مثل شعبى يقول «علمني الخيابة والنبي يابا قاله تعالى في الهايفة» ، وهو ما طبقه أعضاء الإخوان حرفيا فى هذه الانتخابات ، فقد حفلت صفحاتهم على مواقع التواصل الإجتماعى بالعيد من الفيديوهات لمصريين يرقصون أمام اللجان ، مع التعليق بكلمات يعف اللسان عن ذكرها ، وتحمل كالعادة إهانة للشعب المصري «عادتهم ولا يشتروها».

في صعيد مصر تنتشر لعبة التحطيب التي تصاحبها موسيقى ، وهى رقصة تنتشر في غالبية أفراح المواطنين هناك ، ولم نسمع عن أحد ينتقد هذا الفلكلور.

وفى اسكتلندا مثلا وتخليدا لذكرى « الفايكنج» فإنهم  يحرقون سفينة بارتفاع 32 قدماً ، ويسمون هذا اليوم عيد «أب هيلي»، ويشترط الاسكتلنديون في السفينة التي سيحرقونها أن تكون  شبيهة بسفن «الفايكنج».

لن نسمع أحد فى اسكتلندا خرج ليسب الشعب لأنه مختلف معهم سياسيا ، بل على العكس فالكل يشارك فى هذا اليوم الفلكلوري ربما لانهم بالفعل يعتقدون أن مجرد طقس ، لكن في مصر فهناك أناس ينظرون إلى الأمور بمعايير تجاوزها الزمن والمنطق.

في النواحي الطبية أيضا، يظل الرقص حاضرا وبقوة بعد أن كشف أحد المواقع الطبية العالمية أنه  يخفف متاعب الحياة النفسية كما أنه مهم ومفيد لصحتهم العامة.

البروفسور «مايكل دنكان » بجامعة كوفنتري، أعد دراسة اثبت فيها أن «جلسة واحدة من رقص السالسا تعزز فهم الناس للمعلومات الجديدة بنسبة 8%، والتركيز بنسبة 13%، والذكريات بنسبة 18%.» ، فهذه الرقصة – السالسا-  تمثل تحديا خاصا لمعالجة المخ لأن الأسلوب الكوبي للرقص يجبر الناس على تعلم وتذكر خطوات جديدة لأنماط مختلفة من الموسيقى طبقا للدارسة.

إذن الرقص حالة عالمية ، والاحتفالات أيضا لها طقوس يؤديها الملايين فى  دنيا الله الواسعة، لكن هذا العالم ليس به «إخوان» ، حتى «ينكدوا علينا عليهم عيشتهم». 

 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق