هذا ما يسعى له "أردوغان" في العراق
الأحد، 25 مارس 2018 11:21 م
أدخلت التدخلات التركية في العراق، بغداد في أزمة كبيرة قبل إجراء الانتخابات البرلمانية المقرر لها في 12 مايو المقبل، في الوقت الذي يسعى في الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لتحقيق مطامعه في الغزو مثلما فعل في مدينة عفرين السورية.
في هذا السياق، أكدت صحيفة "العرب" اللندنية، أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان بإعلانه عن بدء عمليات عسكرية لملاحقة عناصر حزب العمّال الكردستاني في قضاء سنجار بشمال العراق، أدخل عامل توتّر جديدا على الساحة العراقية التي لم تجد بعد توازنها السياسي والأمني بعد حرب داعش وفي ظل الصراعات الداخلية.
وأوضحت الصحيفة، أن هذا الإعلان يشير إلى 3 أبعاد متشابكة، أبرزها انتهاك السيادة العراقية واستباحة أمن مكوّن عراقي صميم يتمثّل بالأكراد، وثانيها تأثيرات الخطوة التركية على الوضع السياسي في البلاد بما تمثّله من إحراج لرئيس الوزراء العراقي أمام خصومه السياسيين وكبار منافسيه في الانتخابات القادمة والذين يتصيّدون عثراته، لإسقاط الصورة التي نحتها لنفسه كقائد منتصر في الحرب على تنظيم داعش، فيما سيكون عجزه عن مواجهة الانتهاك التركي لحرمة الأراضي العراقية أكبر دعاية مضادّة له، وثالثها، هو أنه يكتسي طابعا إقليميا ودوليا متصلا بصراع النفوذ في العراق، حيث لا يمكن فصل تدخل تركيا عسكريا في العراق عن محاولات كسر المحور الجغرافي الذي عملت إيران على إنشائه ويمتد عبر الأراضي العراقية إلى سوريا فلبنان.
وأشارت الصحيفة، إلى أن إعلان أردوغان بالتدخل العسكري في العراق يحمل إحراج لحكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي، حيث سارعت الخارجية العراقية إلى استدعاء السفير التركي في بغداد للاستيضاح بشأن ما ورد على لسان أردوغان، وفيما يتعلق بكبار قادة الأحزاب والميليشيات الشيعية في العراق، فإنّ تدخّل تركيا عسكريا بالشمال العراقي يعني منافسة داعمتهم الأساسية إيران التي تمكّنت بفعل الحرب ضدّ تنظيم داعش من ترجمة نفوذها السياسي في البلاد إلى تواجد عسكري حقيقي من خلال ميليشيات الحشد الشعبي التي هي في توصيف الكثيرين بمثابة جيش إيراني رديف للقوات العراقية.
وأشارت الصحيفة، إلى أن ذلك التدخّل ورقة سياسية بيد هؤلاء القادة لمواجهة رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي الذي امتلك قدرا من الشعبية قد يساعده في كسب ولاية ثانية على رأس الحكومة من خلال الانتخابات المقرّرة لشهر مايو المقبل.