جدل حول "التجارب السريرية".. الأطباء "محدش بياخد رأينا".. وكريمة: مخالفة للشريعة

 

 

في الوقت الذي تناقش فيه لجنة الشئون الصحية بمجلس النواب قانون التجارب السريرية الجديد الذي عرضته الحكومة على البرلمان أوائل العام الحالي، أوضح محمود فؤاد رئيس المركز المصرى للحق فى الدواء، إن مشروع التجارب السريرية، من المشاريع المهمة للمرضى وللطب، وصناعة الأدوية، خاصة وأن تلك التجارب تحدث بالفعل وتتم ممارستها في مصر بشكل مخالف للقانون وغير أخلاقى.

 

لكن حالة من الجدل لا تزال مستمرة إزاء محاولة البرلمان تمرير مثل هذا التشريع، حيث أوضح فؤاد في تصريحات صحفية أن الحكومة تقدمت بمشروع القانون وكان به الكثير من السلبيات، حيث إن أطفال الشوارع من الحالات التى كانت تخضع للتجربة، بالإضافة إلى الأمهات الحوامل وهو ما تم رفضه، خاصة أن النماذج المعمول بها فى العالم يكون فيها الحالة التى تخضع للتجربة متطوعة، وهو ما اقتنعت به الحكومة.

 

كما أضاف أن القانون خطير ويحتاج مناقشة موسعة، وتم تشكيل لجنة يشارك بها عدد من الشركات الأجنبية، للاستفادة من خبرتها في هذا الملف.

الأطباء: "محدش بياخد رأينا"
من جانبه أوضح الدكتور أحمد شوشة عضو مجلس نقابة الأطباء في تصريحات خاصة لـ صوت الأمة أنه لا أحد يأخذ رأي نقابة الأطباء في أي شيئ ولا حتى أخذت الحكومة رأي النقابة في مشروع قانون التجارب السريرية، قائلاً: "لا يأخذون منا رأي أو شهادة".

 

وأضاف أنه محرم ومجرم إجراء أي تجارب على جسم المريض وفقاً لقاعدة معصومية الجسد، حتى صاحب الجسد نفسه لا يملك الموافقة على اجراء تجارب عليه.

 

وبسؤاله أن ذلك يعتبر إجراء متعارف عليه في دولة أوربية كثيرة، قال أن هناك ضمانات حقيقة على المريض لكن هنا في مصر لا توجد أية ضمانات وإذا حدث وافيات أو نسب عجز لن يتحرك أحد تجاه المرضى، لكن في الخارج هناك تعويضات تصرف للمرضى.

أحمد كريمة: مخالف للشريعة 
في السياق ذاته قال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، إن مشروع قانون التجارب السريرية والأبحاث الإكلينيكية مخالف للشريعة الإسلامية والدستور لأنه من وجهة نظر كريمة يجعل الغلابة عبارة عن حقل تجارب.

 

وأكد كريمة في تصريحات تلفزيونية أن هذا القانون يجعل الإنسان محل التجارب، وهو مخالف لقول الله تعالى ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة، مضيفًا: هذا يصل إلى درجة الانتحار، والهيئة الطبية المنفذة ستكون ملزمة بالقصاص، وهناك بدائل كثيرة غير ذلك.

 

قائلا: هل نقل الأعضاء خدم الفقراء أم الطائفة المسرفة فقط، سنظل محل تجارب واكسسوار ، الشعب المصري له حرية وكرامة، قائلاً انه كان من الواجب عرضه على اللجنة الدينية بمجلس النواب واستطلاع هيئة كبار العلماء في هذا الأمر.

البرلمان:  التجارب السريرية توفر مليارات
من جانبه أوضح الدكتور جمال شيحة، رئيس لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب، أن التجارب الاكلينيكية في الكثير من الدول المتقدمة والناهضة هي أحد أهم مصادر الدخل القومي، وأنها تُدر مليارات الدولارات في الأردن البعض.

 

وأضاف أن البعض يظن أن الأبحاث الإكلينيكية والتجارب السريرية تعنى تحويل المرضى من المواطنين لفئران تجارب لكن هذا الاعتقاد غير صحيح حسب حديث شيحة في تصريحات صحفية سابقة.

 

وقال رئيس لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب، إن إجراء الأبحاث الإكلينيكية والتجارب السريرية ثقافة جديدة على المصريين، لافتاً إلى أن الخطوة الأولى فى هذا الطريق هي إنشاء هيئة سلامة الدواء المصرية.