عائلة الحلو والاسود..سنوات الحب والغدر

السبت، 24 مارس 2018 03:00 م
عائلة الحلو والاسود..سنوات الحب والغدر
ولاء جمال تكتب:

لم اكن اتخيل ان تعود فاتن الحلو بكل هذه القوة وسط اسودها ونمورها فاتن الان جدة لاحفادها اولاد دهب وكاميليا وحدث لها عدة حوادث من اسودها وكل مرة تعود اقوي من المرة السابقة فحقيقي تدهشني هذه المراة القوية
 
عندما كنت تشاهد الاسد مندي منذ عامين في احد عروض السيرك ومدي ضعفه وانصياعه لاوامر فاتن الحلو لاتتخيل ابدا انه يمكن ان يؤذيها بسوء لكنه في هذا الحادث اذهل الجميع بانقضاضه عليها ليقترسها كادت فاتن وقتها ينكسر عنقها فقط لمجرد هجمة الاسد مندي عليها وطرحا ارضا حيث يزن مندي 350 كيلوجراما حدث ذلك اثناء العرض الذي كانت تقدمه في طنطا وسرعة قوة اصطدام الاسد بما يعادل سرعة قطار لكن الله سلم ولم تصب في راسها كانت فاتن الحلو تحيي جمهورها وترقص معه علي اغنية "بشرة خير"داخل السيرك وفجاة قفز نحوها الاسد واسقطها ارضا وقبل ان يسارع ايهاب عزت المساعد الخاص بها لانقاذها من بين انياب الاسد "مندي" كانت هي تركل الاسد بعد سقوطها بقدميها بينما هو يحاول الامساك برقبتها وما ساعدها علي المقاومة ذلك الجاكت الذي كانت ترتديه وشعرها الطويل الذي التف حول اسنان الاسد وكانت الافلات منه في حالة ذهول لم تتخيلها علي الاطلاق لانها كانت تعطيه ظهرها في اللحظة التي هاجمها فيها الاسد الذي كان يغار منها وهي تداعب انثي الاسد التي كانت تتواجد معه في نفس القفص خاصة انه كان وقت هذا الحادث موسم تزاوج الاسود وهو ماحذرها منه الكثيرون بعدم وجود انثي وذكر الاسد في مكان واحد خاصة تلك الايام
 
كانت نتيجة هذه الهجمة ان اصيبت وقتها فاتن الحلو بشرخ في الحوض اجبرها علي ملازمة الفراش حتي ياذن الاطباء بالتحرك وعضات في الكتف الايسر وكدمات بسبب احتضان الاسد لها والقائها علي الارض استعدادا للانقضاض علي عنقها
 
كانت اول ماقالته فاتن بعد الحادث "لا احد يصيب الاسد مندي بسوء اويعاقبه"تعجبت وقتها من هذا الحب بعد هذا الغدر بالتاكيد مندي يعتبر ابن من ابناء فاتن الحلو منذ ولادته فهي علاقه عجيبة
 
ولم تكن هذه المرة الاولي التي تتعرض فاتن الحلو للموت بل تعرضت من قبل 10 مرات وقد دفع 3 مدربين حياتهم ثمنا لفنهم اثناء العرض
 
سيرك الحلو يعتبر اقدم سيرك حيث بدا في الخمسينات علي يد عائلة الحلو التي توارثت هذه المهنة ابا عن جد وقدمت عروضا في مصر والعديد من الدول العربية والاجنبية ورغم مرور هذه العائلة بحادث ماساوي يذكره الكثيرون عندما هاجم اسد غاضب عام 1972عميد العائلة محمد الحلو وتسبب في مقتله مازالت العائلة متمسكة بمهنتها ولازالت تتوارث جيلا بعد جيل فبعد ان مات مؤسس السيرك محمد محمد الحلو في الحادث الاليم خلال فقرة الاسود بعد ان باغته اسد وهاجمه من الخلف في واقعة تشبه تماما واقعة فاتن التي حدثت لها منذ عامين فقد واصل العمل من بعده ابنه ابراهيم الحلو رحمه الله وهو زوج فاتن وابن عمها وكذلك واصل محمد الحلو اخوه وواصلت فاتن الحلو العمل بعدهم
 
وكانت بداية فاتن في تدريب الحيوانات المفترسة عندما نشات قصة حب قوية بينها وبين ابن عمها ابراهيم الحلو الذي صار زوجها فيما بعد وكان رحمه الله من اهم مدربي الوحوش المفترسة وكانت مبهورة بقدراته الفائقة وكثيرا ما كانت تلح عليه ليوافق علي ان تشاركه تدريب وعروض فقرات الوحوش المفترسة ولكنه كان يرفض خوفا عليها حتي جاء الوقت الذي وافق فيه وبدات تشارك معه وتتعلم منه كل فنون التدريب كان ذلك في اواخر السبعينيات في القرن الماضي ولما توفي زوجها واستاذها انتقلت الي حيواناته المفترسة وواصلت تدريبها وتقديم العروض بها ثم بدات في تدريب اجيال جديدة من الحيوانات بعد ذلك  فاتن الحلو ايضا تعتمد علي بناتها كامليا ودهب في ادارة السيرك واسعد لحظات حياتها تقضيها مع احفادها واللعب معهم
 
بعد خبرة فاتن الحلو التي اكتسبتها خلال الثلاثين عاما الماضية اصبحت تعرف متي يغضب الاسد ومتي يفرح ومتي يحزن ومتي يكون صاحب مزاج لدرجة انها تعرف عندما يكون في عينيه الغدر ولكنها بالطبع في اخر حادث لها لم تشعر لانها كانت تعطيه ظهرها
 
ويحدث هذا عندما يكون بعيدا عن زوجته اويغارعليها او في حالة جوع او عندما يتم اهماله والاهمال لايكون من فاتن ولكن من زوجته والتي احيانا تهمل زوجها عندما تمر بظروف وضع او مرض او انها تعاني من حالة نفسية سيئة
 
واحيانا تتازم العلاقة بين الاسد وزوجته لان كلا منهما له مشاعر ويبدا الكره عندما تحس اللبؤة بالانانية وجفاف المشاعر بمعني ان زوجها يهملها فلا يحنو عليها اوياكل معها ويشتد الخصام عندما يبخل عليها بنظرة اوابتسامة او يكون اسد "عينه زايغة"
 
الغدر في طباع الاسود في اي لحظة ممكن ان يهاجم واكثر فترات حياتها غدرا وشراسة هي لحظات التزاوج بين الاسد والانثي واذا تم منعمها بقوة يقوم الاسد بالمهاجمة وفي احدي المرات كانت فاتن الحلو تضع الطعام في فم الاسد وتعطيه اللحم فصفعها بحوافره علي عينيها وافقدها الوعي بضع دقائق وفي احدي مرات التدريب هجم الاسد علي عنقها وحاول افتراسها وكانت ثابتة ونطقت الشهادة ونظرت الي وجهه بحدة واكدت له انها لاتخاف منه ولاتهاب الموت وهو حاول غرس انيابه في عنقها الي ان تدخل الحارس وانقذها
حقيقة الاسد غدار في اي لحظة يمكن ان يهاجم ومع هذا فاتن تصر علي استكمال الطريق حتي اخريوم

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق