حسن فتحي.. مهندس النسق الحضاري (بروفايل)

الجمعة، 25 مايو 2018 09:00 ص
حسن فتحي.. مهندس النسق الحضاري (بروفايل)
حسن فتحي- أرشيفية
محمد أبو ليلة:

قبل (118 عاما) وُلد المعماري المصري حسن فتحي بمحافظة الإسكندرية، مصر، لأسرة مصرية ثرية، لم يتوقع أحد منذ بداية مولده أن يصبح «حسن» أحد أهم معماريي القرن العشرين على طول تاريخه لما وضعه من أسس لمدرسة معمارية فريدة اتمد مصادرها من العمارة الريفية النوبية المبنية بالطوب اللبن ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعثماني.

احتفال جوجل به
العام  الماضي احتفلت شركة جوجل بذكرى ميلاد المعماري الشهير حسن فتحي الـ«117»، ذلك من خلال شعار احتفالي خاص ظهر على موقعها المخصص للبحث في الدول العربية والعديد من الدول الأوروبية ودول أمريكا الجنوبية واليابان وكوريا الجنوبية.
 
وقالت جوجل أن حسن فتحي كان مهتما ببناء المجتمعات أكثر من تشييد المباني، وأن الراحل كان رائدا في تقديم نماذج لمباني تحترم تقاليد الأماكن وتراعي جميع مناحي الحي.
 

قرية القرنة
وتعد القرنة التي بناها حسن فتحي لتقطنها 3200 أسرة جزءا من تاريخ البناء الشعبي الذي أسسه بما يعرف عمارة الفقراء، تلك القرية المتواجدة بغرب مدينة الأقصر، بدأ فتحي  في بناءها عام 1946م.
 
وكانت لقرية القرنة شهرة عالمية بسبب كتاب عمارة الفقراء، الذي يسرد فيه قصة بنائها، وأنشئت القرية لاستيعاب المهجرين من مناطق المقابر الفرعونية بالبر الغربي لإنقاذها من السرقات والتعديات عليها، وخصوصًا بعد أن اكتشف المختصين وعلماء الآثار سرقة نقش صخري بالكامل من أحد القبور الملكية، فصدر قرار بتهجيرهم من المقابر، وإقامة مساكن بديلة لهم.
 
وخصّصت الدولة ميزانية قدرها مليون جنيه لبناء القرية الجديدة، وتم اختيار الموقع ليكون بعيدًا عن المناطق الأثرية وقريبًا من السكك الحديدية والأراضي الزراعية.

حياته
انتقل حسن فتحي  في الثامنة من عمره مع أسرته للإقامة بحلوان جنوب القاهرة، وعاش طول حياته في منزل بدرب اللبانة بحي القلعة بمدينة القاهرة، منذ صغهره غلبت عليه موهبته الفنية التي ترك من أجلها العمل بالقضاء، وحصل فتحي على دبلوم العمارة من المهندس خانة والتي عفرفت بـ كلية الهندسة  جامعة القاهرة وذلك في عام 1926.
 
بدأ فتحي أولى خطواته المعمارية عام 1928 وكان أول مشروع له هو مدرسة طلخا الابتدائية التي غلب عليها الطابع الكلاسيكي الذي درسه بكلية الفنون الجميلة. وتضم أعمالة الأولي الفترة ما بين عامي 1928 و1945.
 
وعمل بعد تخرجه مهندسًا بالإدارة العامة للمدارس بالمجالس البلدية، وكان أول أعماله مدرسة طلخا الابتدائية بريف مصر ومنها أتى اهتمامه بالعمارة الريفيه أو كما كان يسميها عمارة الفقراء، ثم كُلف بتصميم دار للمسنين بمحافظة المنيا بجنوب مصر، وأمره رئيسه بأن يكون التصميم كلاسيكيًا، فلم يقبل فتحي تدخله واستقال من العمل في عام 1930. 
 
أفكاره
بعدها عاد فتحي إلى القاهرة وقابل ناظر مدرسة الفنون الجميلة الذي كان فرنسي الجنسية فقبله كأول عضو مصري في هيئة التدريس، ولم يقم بتدريس العمارة الريفية طوال فترة تدريسة نظرًا لانتشار العمارة الكلاسيكية في هذا الوقت حتى عام 1946، ثم كُلف بوضع تصميم لمشروع قرية القرنة بالأقصر، عام 194.
 
بعدها عُّن رئيس إدارة المباني المدرسية بوزارة المعارف في الفترة من عام 1949 حتى 1952، وفي أثناء هذه الفترة عمل كخبير لدى منظمة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين. ثم عاد للعمل بمدرسة الفنون الجميلة من عام 1935 إلى غاية عام 1957 الذي تزوج فيه من السيدة عزيزة حسنين شقيقة أحمد حسنين باشا الرحالة والمستكشف المصري.
 
غادر فتحي مصر عام 1959 للعمل لدى مؤسسة دوكسياريس للتصميم والإنشاء بأثينا، اليونان، لمدة عامين ثم عاد لمصر مرة أخرى، وكان سبب تركه لمصر روتين النظام الحكومي وفشله في إقامة العديد من المشروعات، وترأسفي الفترة الممتدة ما بين عامي 1963 و1965 مشروعًا تجريبيًا لإسكان الشباب تابع لوزارة البحث العلمي المصرية. 
 
وفي 1966 عمل كخبير لدى منظمة الأمم المتحدة في مشروعات التنمية بالمملكة العربية السعودية. عمل كخبير بمعهد أدلاي أستفسون بجامعة شيكاغو بين عامي 1975 و1977، وتوفي حسن فتحي وهو في 89 من عمره في 30 نوفمبر 1989.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق