تحذيرات عالمية من عودة "الذئاب المنفردة" بعد انهيار "داعش"

يسيطر قلق عالمي من عودة ظاهرة "الذئاب المنفردة" مرة أخرى،  حيث حذرت هيئات أمنية ومراكز ابحاث فكرية عالمية، من عودة تلك الظاهرة، في ثوب جديد أكثر رعبا من ذي قبل.

 ويعتبر داعش أن "الذئاب المنفردة" تكتيك خاص به، حيث يدعو التنظيم الإرهابي كافة عناصره ومبايعته، إلى القيام بعمليات إرهابية تستهدف التجمعات، كالأسواق والأندية، بالإضافة إلى شن هجمات على المدارس والجامعات وحتى رياض الأطفال ومستشفيات الأطفال، خاصة في دول الغرب.، انتقاما منها لمشاركتها في الحرب ضده.

و"الذئب المنفرد" هو شخص لا تربطه علاقة تنظيمية بأي جماعة إرهابية لكنه تشبع بالفكر المتطرف والارهابي لجماعة معينة عن طريق النت والدعايا المتطرفة، واعتناق هذا الفكر، واصبح ينفذ عمليات إرهابية باسم التنظيم.

واعتبر الباحثون في الشأن السياسي أنه من الطبيعي أن يدعو تنظيم "داعش" لمثل هذه الهجمات، خصوصًا بعد الخسائر الإقليمية التي لحقته في العراق وسوريا، وبعد الضربات المتلاحقة التي تعرض لها التنظيم من القوات المتحالفة في حربها ضد الإرهاب، ولذا أصبح بحاجة كبيرة إلى الهجمات الفردية من خلال "الذئاب المنفردة" لإثبات استمرار وجود قوته الضاربة، خاصة وأن مثل هذه العمليات الفردية يصعب التنبؤ بها أمنيا وتكون خسائرها كبيرة.

ويقول الخبير في شأن الإسلام السياسي الدكتور أحمد بان، إن لجوء تنظيم داعش الإرهابي لتلك العمليات يعود لأمرين الأول وهو أن التنظيم في مرحلته الأخيرة، ويسعى بأي شكل من الأشكال للظهور مرة أخرى، ليقول العالم بأن داعش لازال موجود، وهو في الحقيقة على حافة الإنهيار بالكامل.

وتابع الخبير في الشأن السياسي، أن الأمر الثاني فهو أن التنظيم الإرهابي، يستخدم هذه العمليات للوصول إلى أهداف بعيدة عنه، بهدف الإنتقام من القوات الغربية التي شاركت في الحرب ضده بالعراق وسوريا، وألحقت به خسائر فادحة أضعفت منه.

فيما يؤكد الباحث في شأن الحركات الدينية هشام النجار، أن "الذئاب المنفردة" هي صنيعة إرهابية داعشية، تستهدف بها الوصول إلى المناطق البعيدة عنها، والتي لاتستطيع الوصول إليها بسبب وقوعها في دول بعيدة عن سيطرة التنظيم، وتلجأ لها التنظيمات الإرهابية بهدف إثبات وجودها، حيث يقوم الذئب المنفرد بالعملية الإرهابية ثم يخرج التنظيم ليعلن عن مسؤوليته لتلك العملية الإرهابية.

وأوضح الباحث في شأن الحركات الدينية، بأن التنظيمات الإرهابية تطور كثيرا في تكتيك استخدام "الذئاب المنفردة" بشكل أو بآخر، بحيث طورت عمليات "الذئاب النفردة"، وبدأ يستخدم تقنيات جديدة في جذب عناصر له تقوم بتلك العمليات، خاصة في الغرب.

ومن ناحيته حذر مرصد الأزهر الشريف لمكافحة التطرف، من تنامي ظاهرة الذئاب المنفردة معتبرا أنها خطرا كبرا يهدد المجتمعات خاصة بعد هزيمة تنظيم داعش بسوريا والعراق، وبدء مغادرة مقاتليه لمناطق أخرى بحثا عن استعادة نفوذه مرة اخرى.

وقال المرصد، إن توجيه داعش لأتباعه من أجل القيام بعمليات إرهابية على رياض ومستشفيات الأطفال هو تغير نوعي في أسلوب التنظيم، وأنه قد بلغ درجة قصوى من خطاب الكراهية واليأس خصوصا بعد الهزائم العسكرية التي مني بها في سوريا والعراق، محذرا بشدة من مثل هذه الهجمات، موصيا بأخذ هذه التحذيرات في الاعتبار.