ألقت السلطات الفرنسية اليوم الثلاثاء القبض على الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، بسبب شبهات فساد، من بينها قضية التمويل الليبي لحملته الانتخابية لعام 2007، تلك القضية التي بدأ التحقيق فيها في إبريل من عام 2013، بعد خسارة ساركوزي لصالح فرانسوا هولاند.
ومن المنتظر أن يمكث ساركوزي رهن الاعتقال في مركز شرطة باريس نحو 48 ساعة تبدأ من صباح اليوم، وبحسب الشبهات فإن ساركوزي حصل على مليوني يورو من القذافي، حيث قالت صحيفة لوموند الفرنسية أن التطورات في التحقيق جاءت على خلفية شهادات جديدة قدمها مسؤولون ليبيون سابقون.
لكن شبهات الفساد التي لاحقت ساركوزي ليست الأولى ولن تكون الأخيرة في عالم فساد رجال السياسة في أوروبا.
فساد بيرلسكوني
رئيس وزراء إيطاليا السابق سلفيو بيرلسكوني هو الأخر طالته تُهم فساد سياسي، من بينها تقديم رشوة مالية إلى العضو السابق في مجلس الشيوخ، سيرجيو دي غريغوريو، في عام 2006، لتغيير موقفه السياسي لصالح حزب رئيس الوزراء السابق، ومهد تخلي دي غريغوريو عن دعم حكومة يسار الوسط، برئاسة رومانو برودي، الطريق أمام برلسكوني للفوز برئاسة الحكومة الإيطالية للمرة الثالثة في عام 2008.
هذه الاتهامات جعلت محكمة إيطالية تصدر حكمها على بيرلسكوني في يوليو من عام 2015، بالسجن لمدة ثلاث سنوات، وجاء حكم المحكمة بعد خضوع السيناتور الإيطالي دي غريغوريو للتحقيق واعترافه بتغيير موقفه السياسي بعد تلقي مليوني يورو من حزب يمين الوسط، الذي يتزعمه برلسكوني.
نتنياهو فاسد
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتياهو هو الأخر اتُهم بالفساد خلال ثلاثة عقود من العمل السياسي الرسمي، حيث لاحقته اتهامات بقبول هدايا لتسهيل مصالح، ودفع مبالغ طائلة من أموال الدولة من أجل شراء الآيس كريم، وصولاً لدفع عشرات الآلاف من الدولارات لتخصيص سرير مريح يستلقي عليه أثناء رحلة لا تزيد مدتها عن خمس ساعات إلى لندن.
نتياهو تمكن من الهرب من تلك الملاحقات القضائية، لكن الفضيحة الأخيرة التي يواجهها يمكن وصفها بالأخطر في مسيرته مع الفساد، حيث أصدرت الشرطة الإسرائيلية فبراير الماضي بيان قالت فيه إنها جمعت أدلة كافية ضد نتنياهو تثبت تورطه في الحصول على رشوة والاحتيال وإساءة الأمانة، وجاء هذا البيان بعد تحقيقات استمرت معه لـ 14 شهر.
جاك شيراك
واتهم رئيس فرنسا السابق جاك شيراك هو الأخر بقضايا فساد مالي وشراء الذمم أثناء أداء وظيفته كعمدة لباريس على مدى 20 سنة، وظلت هذه التهم تلاحقه وكان يتفاداها معتمدا على حصانته كرئيس للدولة، لكنه حينما غادر الحياة السياسية عام 2007، عاد إلى الواجهة القضائية كمتهم، حيث كان يواجه عقوبة بالسجن 10 سنوات وغرامة مالية تقدر بـ 150 ألف يورو، إلا أن المحكمة حكمت عليه في النهاية بشهرين موقوفي التنفيذ.
جوليو أندريوتي
يعتبر جوليو أندريوتي وجه بارز في الحياة السياسية الإيطالية في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية وكان وزيرا في 33 حكومة منها 7 مرات كرئيس للوزراء، حيث كشفت كشفت الصحافة الإيطالية علاقته بزعماء المافيا الإيطالية، الأمر الذي أدى إلى اغتيال الصحفي مينو بيكوريللي عام 1979 على يد المافيا بتحريض من أندريوتي نفسه، وبحسب ما أثبتته المحكمة الإيطالية في عام 2002 قضت المحكمة بسجن أندريوتي 24 سنة، إلا أن محكمة الاستئناف خففت الحكم إلى سنة.