تظاهره عنوانها الحنين للوطن
الإثنين، 19 مارس 2018 10:12 م
لأول مرة منذ ما يقرب من أربع سنوات فترة تواجدي بالكويت أرى بعيني طابورا كالذي نعتاد على رؤيته في مصر ، رأيت هذا المشهد أثناء توجهي نحو السفارة المصرية في الكويت للإدلاء بصوتي في الانتخابات الرئاسية المصرية ، والمفاجاة أن الطابور هو الأخر مصري بامتياز حيث اصطف المصريون العاملون في الكويت في مناخ ملبد بالغيوم والأتربة مُصرين على المشاركة في الانتخابات .
توغلت بين الصفوف ولسان حالي يقول " إنني معكم أسمع وأرى فهيا قولوا قولا ملهما علني أفهم ما جرى ، فسمعت رجلا يملأ صوته الحنين يقول: (أنا أول مرة أجي الانتخابات بس المرة دي غير حاسس أن بلدنا راجعه وأننا كمان راجعين مهو أكيد أحنا مش مبسوطين وأحنا طول العمر بعيد ) لمست حينها في كلماته الشوق والحنين لبلاده والأهم من ذلك ملاحظته أن هناك في السلطة من يسمع صوته ويعمل جاهدا من أجل عودة مصر إلى سابق عهدها ومجدها عزيزة في الأمم .
تقدمت بين الصفوف بعد أن لاحظت أمرة مقعدة ذكرتني بجدتي اتجهت أليها مسرعا ( تاعبة نفسك لية يا أمي ؟ ) أحرجتني بأجابتها حين أكدت لي أن مستقبل أحفادها رهين لتلك الدقائق التي تمضيها في انتظار الإدلاء بصوتها في الانتخابات معتبرة أن هذه المرحلة في عمر الوطن هي مرحلة حاسمة وتحتاج منا ليس لدقائق وحسب بل لجد وعمل يُقوم به الاعوجاج وتستقيم مسيرة الوطن نحو مستقبل أفضل للجميع فالتنمية الحالية في مصر لم توجه كما كانت من قبل إلى فئة محددة بل تدعو لتعظيم استفادة الطبقات الكادحة والتي عانت لسنوات وسنوات عبر عقود من التجاهل والنكران ، فقديما لم يفكر أحد في تنمية المناطق العشوائية أو إيصال الدعم لمستحقيه أو علاج عدد كبير من حاملي مرض قاتل كفيرس إلتهاب الكبد الوبائي .
قالت المرأة هذه الكلمات وعيناها مغرورقتان بالدموع ، تركتها متوجها لما اتيت من أجله ، إلا أنها لم تتركني حيث ظلت كلماتها إلى الآن تجد في نفسي صدى وأستلهم منها حب الوطن .