سلمتها المدرسة للأب ملفوفة بالمناديل: «عقلة إصبع» تكشف عورات تعليم الجيزة
الإثنين، 19 مارس 2018 03:36 مإبراهيم الديب
لم يخطر على باله أن يبدأ يومه بكارثة كبرى تلم به ليرى واحدا من أبشع المشاهد التي يمكن أن تمر على أب طوال حياته.. «عمرو السيد» بدأ يومه برنين هاتفه ليخبره من على الطرف لأخر من المكالمة: «ابنك متعور وتعالى بسرعة».. هرول مسرعا للاطمئنان على فلذة كبده، إلا أن القدر حال دون لحوقه به مبكرا.. أكثر من ساعة قطعها عمرو في طريقه ليرى نجله وحيدا تنهشه مظاهر الفساد.
على بعد خطوات من مدخل مدرسة «يوسف جاد الله التجريبية» التابعة لإدارة العمرانية التعليمية، في الجيزة، وقف الطفل «إياد» المبتورة عقلة يده، نازفا الدماء على الأرض، ولا أحد يحرك ساكنا، قطعة قماش بيضاء هي كل ما تمكنت إدارة المدرسة من توفيره للطفل، منتظرا أباه ليسعفه، وفي غضون لحظات استمع إلى بعض المعلومات عن الواقعة، ثم حمله وخرج مسرعا محاولا إنقاذ إبنه من مصير مشؤوم.
دار «عمرو السيد» على عددا من المستشفيات القريبة لإعادة عقلة إصبع إبنه، التي سلمتها له إدارة المدرسة «ملفوفة في منديل»، وإيقاف نزيف الدم المتناثر من عدة جروح في كف يده، إلا أن الأطباء أخبروه بأنه لافائده من استغاثاته، وأنه لن يمكن إعادة العقلة إلى مكانها بسبب مرور نحو ساعتين عليها دون إجراء الإسعافات الأولية، وهو ما تسبب في جفاف العقلة المبتورة.
وكشف والد الضحية، تفاصيل ماتعرض له نجله داخل حرم المدرسة، التي بدأت بدخوله إلى الفناء لحضور طابور الصباح، ومحاولة صعوده إلى الفصل لوضع حقيبته، وفي تلك الأثناء حاول 3 أطفال لم يتجاوزوا العشرة أعوام، من الشرطة المدرسية، منعه من الصعود، وحينما حاول تجاوزهم قاموا بدفعه أرضا وسحله من قدميه على السلالم، وأثناء ذلك علقت يداه بسور من السلك الشائك وضعته المدرسة بديلا عن «الترابزون»، فانفصلت عقلة يده عن كفه، وتناثرت الدماء منها.
وقال «السيد»، إن إدارة المدرسة وضعت العقلة المنفصلة في «منديل ورقي»، وأجلسته جانبا دون تقديم الإسعافات الأولية، أو محاولة نقله إلى أقرب مستشفى لإنقاذه من فقد عقلة إصبعه، وظل ينزف لأكثر من ساعة، حتى جفت العقلة المنفصلة، وحضر والده لاصطحابه إلى أقرب مستشفى.
وأضاف والد الضحية، أنه على الفور حصل على تقريرا طبيا بالواقعة، وحرر المحضر رقم 3410 جنح قسم الطالبية، لمحاسبة المسؤولين عن الحادث.