النايلون يقتل صناعة "الشنط الورق".. واللب والبهارات يتدخلان لإسعافها
الثلاثاء، 20 مارس 2018 12:00 صرامى سعيد
لم يكن يعلم الحاج "عطية" وهو يرث مهنته عن أبيه الذي ورثه عن جده أن زمن مجد صناعة الورق سينحدر به الحال يومًا ويتلاشى ليصبح ذكرى منسية، مهددة بين آن وآخر بالانقراض التام.
لم يكن يعلم بأن منافس قوى (النايلون)، سيخطف أعيون الزبائن وأصحاب الصناعات الأخرى التى تستخدم هذا الورق في أعمال التغليف، وسيفضلون عليه أكياس النايلون.
وطبقا لاحصائية صادرة عن وزارة التجارة والصناعة حول حجم الصادرات والواردات نهاية 2017 بلغ اجمالي حجم الواردات المصرية من الورق بما قيمته مليار دولار ( 17 مليار جنيه) .
الحاج عطية صحاب ورشة تصنيع الورق بحي الحسين يرجع سبب بقائه حتى اللحظة الراهنة منذ ظهور خصم المهنة الشرس إلى وجود عطارين بالحي العتيق مازالوا يستعينون بالورق فى تغليف بضاعتهم، مشيرًا إلى أن النايلون قضى على الصناعة بشكل كامل فعدد ورش تصنيع الورق فى القاهرة الآن لا يتجاوز عددها من 3- 4 ورش بعد أن كانت صناعة الورق هى المتصدرة فى الماضي قبل ظهوره.
ويضيف عطية لـ" صوت الأمة " سببا آخر وراء انهيار صناعة الورق هو ارتفاع سعر المواد الخام لتلك الصناعة فكيلو الورق مادة خامة بدون تصنيعه 25 جنيها، والمحلي الضعيف يقف 17 جنيها للكيلو، موضحًا أن المكسب فى تلك الحالة على الكيلو الواحد لا يتجاوز الثلاث جنيهات، الأمر الذى دفع عدد كبير من أصحاب تلك الصناعة لتركها.
ويشير عطية إلى أن يعتمد على عوادم شكاير الاسمنت لإعادة تدويرها مرة أخرى للاستخدام، لافتًا إلى أن خامات تلك الشكاير جيده للغاية كماده خام، وتحدد لها هامش ربح جيد أفضل من شراء المنتج المحلى أو المستورد.
ودعا عطية الدولة بالوقوف بجانب الصناعات المهددة بالانقراض، مشيرًا إلى أن تلك الصناعة مازالت لها رواج فى عدد من الصناعات مثل مقالي التسلية اللاب والسوداني الذى تستخدم فيها الاكياس الورقة مختلفة الاحجام ربع ونصف وكيلو، إضافة إلى العطارة.
وتجدر الإشارة إلى أن السنوات الماضية قد شهدت جدلا واسعة حول النايلون وأضراره الصحية حيث قيل أن احد مسببات الأمراض السرطانية فى العالم لاحتوائه على كمية عالية من الرصاص المصنعة من المواد النفطية وهي أيضا غير قابلة للتحلل العضوي فعند رميها تحت أشعة الشمس تخرج غازات ضارة جدا ، فبالتالي الطريقة الوحيدة للتخلص منها هي حرقها المسببة ايضا في تلوث الهواء و المياه.