بعد 5 أعوام.. أين وصل قطار تطوير كتب التراث بالأزهر الشريف؟
الإثنين، 19 مارس 2018 03:00 م
منذ أن ظهرت التيارات الإرهابية المتطرفة، والجماعات الإرهابية بأفكارها المتشددة، تتعرض كتب التراث الإسلامي لهجمة حادة، ومطالبات عديدة بضرورة تطويرها، خاصة وأن الأزهر الشريف، هو المعني بتجديد وتطوير كتب التراث الإسلامي، وتحديدا تلك الكتب التي يتم تدريسها بالمعاهد الأزهرية.
وشرع الأزهر الشريف منذ العام 2013، في تجديد وتطوير كتب التراث الإسلامي بشكل عام، فبدأ بكتب التراث الإسلامي التي يتم تدريسها بالمعاهد الأزهرية، في الفقه وأصول الدين من عقيدة وحديث وتفسير، وكذلك كتب اللغة العربية، من بلاغة ونحو وصرف وبلاغة وفلسفة ومنطق.
وتبرز أهمية تدريس كتب التراث من خلال اعتباره جزء لايتجزء من الهوية العربية والإسلامية، خاصة وأن كتب التراث الإسلامي هي الميراث الذي به عرفت أخبار الأولين، والأحكام الفقهية والشرعية، ولكنها اجتهادات جاءت في أزمنة مختلفة، وانطلاقا من هذه السنة كان لزاما أن يقوم الأزهر بالتجديد في كتب التراث.
ولذا كانت محاولات التيارات الفكرية المتطرفة بطمس ومحو هويه التراث الإسلامي سواء التراث الفكري أوالحضاري أو الإنساني، بداية مما فعله التتار مع التراث الفكرى الإسلامي كأحد الوصمات فى تاريخ الإنسانية، وصولا لما يفعله الآن تنظيم داعش الإرهابى.
والسؤال الآن.. أين وصل قطار التجديد في كتب التراث الإسلامي الذي انطلق من الأزهر الشريف؟
الشيخ صالح عباس رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، أوضح أن الأزهر الشريف قطع شوطا كبيرا في مبادرة التجديد والتطوير التي يقوم بها في كتب التراث التي يدرسها لطلابه بالمعاهد الأزهرية، حيث تم الإنتهاء من تطوير منظومة كتب التراث حتى الآن بنسبة 95% خاصة تلك الكتب حول العقيدة والفقه والتفسير والحديث وكتب اللغة العربية وكتب التاريخ الإسلامي.
وأشار رئيس قطاع المعاهد الأزهرية إلى أنه تم الإنتهاء من تنقيح كتب التراث الخاصة بالفقه على المذاهب الأربعة، وتم وضع أبواب محددة في الفقه، وحذف أبواب معينة، حيث تم حذف أبواب بعض المسائل التي لاتتعلق بالعصر الحالي، كما تم حذف باب الجهاد، والإبقاء على الأبواب الفقهية الخاصة بالمعاملات كالزواج والبيع والهبة والشراء، والعبادات كالوضوء والصلاة والصيام.
وحول كتب التراث الخاصة بالعقيدة فقد أكد رئيس القطاع أنه تم إقرار أبواب معينه في مادة الحديث الشريف، تتصل بالواقع، كما تم دمج بعض المواد مع بعضها كمواد الحديث والتفسير والتوحيد والسيرة، والتى كان لكل مادة منها كتاب مستقل، وقد تم دمجها في كتاب واحد وهو كتاب أصول الدين، كما تم إقرار تدريس مادة تعني بالثقافة الإسلامية وتلك المادة وضعها فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، كما تم تنقية جميع كتب التراث الأزهرية بالكامل من كل مايشوبها.
الدكتور عبد الفتاح العواري عميد كلية اصول الدين بجامعة الأزهر، قال إن كتب التراث الإسلامي في حاجة للتطوير والتنقيح خاصة وأن الأزهر الشريف أخذ على عاتقه تجديد الخطاب الديني، وكتب التراث جزء لايتجزء من الخطاب الديني، ولهذا شرع الأزهر بتطوير وتنقيح كتب التراث الغسلامي سواء تلك التي يتم تدريسها او تلك التي يحتفظ بها في مكتبته، وهذا دور كلية أصول الدين بأساتذتها وعلمائها في علوم أصول الدين المختلفة.
وأوضح عميد كلية اصول الدين بأن التراث هو عمل بشري يحمل الصحيح والخطأ وليس بالضرورة أن يكون ما يرد به صحيح، ولذلك فإن تجديده وتنقيحه بما يتماشى مع العصر وقضاياه هي ضرورة وسنة كونية، إذ أنه ليس كل ما ورد فى كتب التراث مقدسات إسلامية، ونحن الآن بصدد التنقيح والتطوير لكتب التراث، والازهر الشريف مستمر على هذا العمل.