الانتحار فى حضرة أبو الهول.. هل عرف الفراعنة القفز من فوق الأهرام؟
الأحد، 18 مارس 2018 05:12 مأحمد سامي
في حضرة التاريخ، قرر مواطن أن ينهي حياته لتشهد حضارة الآلاف السنين على قصته ويسجل الهرم الأكبر واقعة انتحاره ويبكي عليه أبو الهول لسنوات قادمة، محاولًا تكرار واقعة حدثت قبل آلاف السنين، بعد محاولة مواطن مصري يدعى "إيبور" الإنتحار، بعد أن عمت الفوضى والمجاعة في عصر الانتقال الأول أو "الضعف الأول"، ورغم اختلاف المشهد ومحاولة الشاب لفت الأنظار حوله، نظرا للتواجد الأمني المكثف بالمنطقة السياحية، إلا أنه أثار تساؤلات هامة، هل عرف الفراعنة الانتحار؟ وهل شهد تاريخهم قيام شخص باعتلاء الهرم والتفكير في إلقاء نفسه من أعلاه للحصول على عفو من فرعون الأمر الذي نحاول رصده من خلال هذا التقرير ومعرفة أول حالة انتحار في التاريخ الفرعوني.
تاريخ الفراعنة لم يكن يشتمل على حوادث مأساوية عاصفة كما الوضع الآن فقد كانت الأمور تتم في أطار يأخذ شكل الطابع الفلسفي وكانت أول محاولات الانتحار من خلال قصيدة شعرية كتبها فلاح مصري قديم في أيام الفراعنة حول الانتحار واليأس والأمل.
وتروي القصيدة أفكارا بليغة لفلاح مصري، مشبعة بالشجون واليأس والعجز، وهي تماثل الأفكار السوداوية لشخص يعتزم الانتحار، إذ أنها تعبر عن مزاج محبط، إلا أن الفلاح الفصيح يعبر في قصيدته مع ذلك، عن الأمل بحل مشاكله، بالعودة للتعلق بالحياة.
ولأن الفراعنة يقدسون الحياة فكانت وقائع الانتحار ضئيلة لا تذكر ولكن في العصر الحديث سجل تاريخ الانتحار الكثير من الوقائع ولكن أبرزها من قرروا أن يشهد التاريخ عليهم والانتحار من خلال تسلق قمة الهرم.
فقد شهدت منطقة الأهرامات قيام شخص بتسلق الهرم الأكبر، ففي البداية تعامل رواد المكان على أنها محاولة من شخص في مسابقة أو شيء من هذا القبيل ولكن بعد عدة دقائق انقلب الوضع تمامًا وبدأت قوة الشرطة في التجمهر، فهذا الشخص يريد الانتحار من أعلي قمة الهرم فهو يعاني من أزمة نفسية أفقدته السيطرة على تفكيره.
توافد رجال الأمن على المكان وقوات الإنقاذ البري وتعالت الأصوات عبر مكبرات الصوت في محاولة لإقناعه بالنزول ومساعدته في حل مشاكله، مرت الساعات وهذا الشخص يعتلي الهرم رافضا الانصياع لمحادثات الأمن للنزول والتحدث معه وبعد معرفة هويته قامت قوات الأمن باستدعاء أسرته حيث أكد والده أنه يمر بأزمة نفسية بعد النصب عليه، وتردده على قسم الشرطة دون الحصول على حقه.
وبعد محاولات الأمن وأسرته اقتنع محمود نبيل محمود وتراجع عن الانتحار ليبدأ في سرد معاناته أنه تعرض للسرقة على يد مجهولين اقتحموا شقته في عام 2015، واستولوا منه على مبلغ 64 ألف جنيه، كما أنه تعرض لعده مواقف أشعرته بالضعف أنه لا يستطيع الحصول على حقه في الدنيا فقرر إنهاء حياته
ومنذ ما يقرب من عام شهدت منطقة الأهرامات أيضا واقعة مثيرة لاندهاش فقد تسلق شاب قمة هرم خوفو معلنا عن رغبته في الانتحار دون إبداء أي أسباب ورفض التحدث أو التجاوب مع أحد، وقام بإلقاء الحجارة على شرطة السياحة.
فوجئ زوار الأهرامات من المصريين والأجانب بشخص يرتدي تي شيرت وبنطلون أصفر، يتسلق الهرم رفضا الامتثال لطلبات رجال الأمن بعد الاستمرار في محاولته ولكنه رفض التحدث مع أحد، وهدد بإلقاء نفسه من أعلى قمة الهرم، وبعد عدة محاولات معه قرر النزول من أعلى الهرم بشرط الحصول على وجبة بطاطس مقلية، محاولات تقليد فيلم الإرهاب والكباب بطولة عادل إمام عندما طلب وجبة كباب مقابل عدم تفجير مبني مجمع التحرير لتقرر قوات الأمن بالامتثال لرغبته وإحضار وجبة البطاطس حتى يهبط للأرض مرة أخرى.