رحلة داليا التهامى من منصات المؤتمرات إلى بلاط صاحبة الجلالة

السبت، 17 مارس 2018 06:00 ص
رحلة داليا التهامى من منصات المؤتمرات إلى بلاط صاحبة الجلالة
داليا التهامي
السعيد حامد

ظاهرة انتحال صفة المسئولين كبارًا كانوا أم صغارًا، ليست جديدة على بلد مثل مصر، فطوال فترة طويلة تبرز نشرات الأخبار وعناوين صفحات الحوادث، مئات القصص لنصابين تمكنوا من خداع الجميع ولفترات طويلة، لكن إشكالية القبض على داليا التهامى، تستدعى الاهتمام، فكيف لسيدة تقول إنها من عائلة الفريق حسن التهامى، نائب الرئيس الأسبق أنور السادات، أن تنصب باسم الرئاسة فى وضح النهار وأمام الكاميرات؟ بل وتعقب على بيان متحدث المؤسسة التى تدعى أنها تعمل بها، المكذب لكل ما قالته، بثقة أذهلت الجميع: أنتظر بيان الرئيس للرد على تصريحات المتحدث.
 
لا أحد يستطيع أن يقدم معلومات مؤكدة عن ماضى السيدة داليا التهامى، ولا كيف بدأت رحلتها إلى منصات المؤتمرات والندوات والشاشات وصفحات الجرائد؟ لكن ربما تجيب كل البيانات والأخبار التى تناولت قصتها وملابسات القبض عليها ومن ثم حبسها رسميا، عن بعض المحطات المهمة والمعلومات المؤكدة عن المندوبة المزيفة، وآخرها بالطبع سقوطها من على المنصات فى قبضة الأجهزة الأمنية.
 
القصة بدأت العام الماضى، بشكوى رسمية إلى مديرية أمن الغربية قدمها محافظ الإقليم، يقول فيها إن هناك سيدة تُدعى داليا محمود التهامى، مقيمة فى مدينة الغردقة، ادعت خلال حضورها لديوان عام المحافظة أنها موجودة بشكل رسمى وبتكليف من مؤسسة الرئاسة لفحص إجراءات طلب إقامة وحدة محلية بإحدى القرى بمحافظة الغربية، بالإضافة إلى عملها بمكتب الشكاوى برئاسة الجمهورية فى عابدين.
 
ويكمل المحافظ، إنه ارتاب فى أمر المندوبة المزيفة، التى قدمت كارنيه سفيرة نوايا حسنة باسمها، وجواز سفر دبلوماسى منتهى العمل به منذ عام 1989، عند طلب التحقق من هويتها. 
 
نيابة الغربية بدورها قررت فحص الواقعة وحبسها 4 أيام على ذمة التحقيق، قبل أن تُعيد عرضها على قاضى المعارضات، لكن لا توجد معلومات متوفرة عن نهاية التحقيقات وكيف جرى الأمر مع داليا وقتها، قبل أن تختار بنفسها الظهور مجددا عبر أحد المؤتمرات الجماهيرية.
 
وبعد عام من واقعة الغربية، عادت داليا مجددا للادعاء بأنها مندوبة عن رئاسة الجمهورية فى مؤتمر جماهيرى نظمه نقيب الفلاحين بأشمون فى قرية شطانوف بالمنوفية، لكن هذه المرة لم تكن نهايتها سعيدة على ما يبدو مثل سابقتها، بعد أن أصدر متحدث الرئاسة بيانا نفى فيه وجود أى علاقة بين مؤسسة الرئاسة وتلك السيدة، ما انتهى الأمر إلى تحرير محضر بالواقعة، وبالأخير أصدرت النيابة العامة قرارا بضبطها.
 
عقب صدور قرار النيابة بضبط داليا التهامى، ألقت الأجهزة الأمنية القبض عليها من داخل المنزل الذى تقيم فيه فى حى النزهة بالقاهرة، لتضع حدا لمسيرتها، لكن السيدة بتحدٍ كبير أبت أن تغادر إلى مكان حبسها فى صمت، وقالت إنها تنتظر رد الرئيس شخصيا على هذا الأمر.
 
وفى شهر سقوطها فى قبضة الأجهزة الأمنية، ظهرت مرة أخرى بنفس الصفة والوظيفة خلال ندوة ثقافية، داخل كلية دار علوم بجامعة القاهرة، ضمن مهرجان «مصر كما تحب أن تراها»، لتعلن بغرابة تعيينها مندوبا لرئاسة الجمهورية رسميا، قبل أسبوعين، لتضيف إلى ألقابها لقبا جديدا ظل يحمل اسم مؤسسة الرئاسة.
 
داليا التهامى قالت خلال ندوة كلية دار العلوم، إن منصبها الذى تدعى أنها تمارسه بشكل رسمى منذ نحو أسبوعين، يحتاج الخبرة والثقافة والتعليم، وبالطبع إدارة حل مشكلات مصر بالقضاء على الرشاوى والمحسوبية والواسطة.
 
كل هذا ظل يحدث بأريحية ويسر ودون مشكلات حتى جاء بيان متحدث الرئاسة لينسف كل القصص وكل مغامرات «داليا التهامى»، ويؤكد أنها لا تنتمى من قريب ولا بعيد للرئاسة، موضحا أنه تم تقديم بلاغ رسمى للجهات الأمنية ضدها، والتحقيقات تجرى الآن معها، وأن مؤسسة الرئاسة لاحظت وجود أخبار لها فى صدر الصحف مدعية علاقتها برئاسة الجمهورية.
 
ورغم تصريحات متحدث الرئاسة الواضحة، كان للسيدة داليا رأى آخر، إذ كتبت تقول عبر صفحتها على موقع «فيس بوك» أنه سيتم الرد على السفير بسام راضى من قبل الرئاسة، الذى قالت أيضا عنه فى معرض ردها على تعليقات متابعيها بشأن بيان الرئاسة إن راضى ينتمى لأسرة عريقة، لكن لم يتحر الدقة فى إصدار هذا البيان.
 
لم تكتف سيدة الرئاسة المزعومة بتلك الكلمات للرد على التساؤلات لكنها أظهرت صورا حديثة من مؤتمر حملة «مواطن» لدعم الرئيس، فى أشمون ودنشواى وشبين القناطر، لتترك كل متابعيها فى حيرة من أمرهم، ينتظرون ما تسفر عنه التحقيقات.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق