سيناء فى حماية الجيش.. حصار برى وبحرى للعناصر الإرهابية
السبت، 17 مارس 2018 07:00 صمحمد الحر
حققت قوات إنفاذ القانون- وما زالت- نجاحات غير مسبوقة على الأرض، خلال عملية المجابهة الشاملة «سيناء 2018» التى بدأت فى التاسع من فبراير الماضى، بمشاركة كافة الأسلحة والتشكيلات العسكرية وبالتعاون مع الشرطة المدنية، واستهدفت مقار الإرهابيين ودمرت أوكارهم ومخازن الذخيرة والسلاح الخاصة بهم، وفرضت القوات السيطرة الكاملة على كافة المحاور والاتجاهات بشمال وشرق ووسط سيناء.
نجحت القوات فى تحقيق أقصى درجات الأمن والأمان بالمناطق التى تم تطهيرها من براثن الإرهاب، خاصة بجنوب وشرق العريش والقرى الساحلية شرق مدينة الشيخ زويد ورفح، وفرضت كردونات أمنية على تلك المناطق بالتعاون مع أبناء القبائل الذين باتوا ينامون ليلهم دون خوف أو رعب من هجمات العناصر الإرهابية التى كانت تثير الذعر والهلع بين المواطنين من أهالى شمال سيناء.
وأسهمت المعلومات التى قدمها أبناء القبائل وعناصر المخابرات العسكرية فى تحديد مواقع العناصر الإرهابية بدقة وعناية، والتأكد الكامل من المعلومات، وأماكن الاختباء ومواقع تخزين السلاح، وبالفعل يوميًا يتم استهداف تلك المواقع، بواسطة سلاح المدفعية الذى يعمل طبقًا لإحداثيات تحدد أهدافها بدقة فائقة.
فيما تواصل القوات الجوية يوميًا تنفيذ طلعاتها وتقصف الأهداف بدقة متناهية، وهى مواقع تخزين الأسلحة، وتقدم الغطاء الجوى لعناصر المشاه التى تعمل على الأرض خلال عمليات التمشيط، ما يحقق أقل خسائر ممكنة بين العناصر البرية.
وحسب آخر إحصائية رسمية، وصلت أعداد المقتولين من التنظيمات الإرهابية إلى 109 إرهابيين، حيث تعمل القوات المسلحة وتنفذ عملياتها العسكرية بشكل احترافى لاصطياد تلك العناصر بعيدًا عن الكتل السكانية، دون وقوع أى خسائر فى الأرواح بين الأهالى بكافة المناطق التى تشهد تنفيذ العمليات.
وحسب مصادر خاصة، أن قوات إنفاذ القانون نجحت فى محاصرة العناصر الإرهابية وقطع الدعم اللوجيستى عنها بالكامل، ما جعل فلول تلك العناصر تلجأ إلى الاختفاء تمامًا وعدم القدرة على مواجهة القوات فى أى موقع على الأرض، خاصة بالمناطق التى كانت تنشط فيها تلك العناصر.
كما تمكنت القوات من ضبط كميات ضخمة من المخدرات، لقطع كافة أشكال التعاون الوثيق بين تجارة المخدرات والعمليات الإرهابية من خلال التمويل، بفضل التنسيق بين قوات إنفاذ القانون وأبناء عائلات وقبائل شمال ووسط سيناء.
وأكدت المصادر أن القوات البحرية تواصل تنفيذ المهام التى كلفت بها، لردع أى قوة تسعى إلى تهديد الأمن القومى، أو العمل على تقديم الدعم للعناصر الإرهابية المحاصرة، عن طريق السواحل المصرية، مع مواصلتها حماية المنشآت الاقتصادية بالمتوسط، والمجرى الملاحى لقناة السويس.
وحسب المصادر أن القوات المسلحة تنتشر على كل الاتجاهات الاستراتيجية المختلفة، بناء على خطة شاملة، حيث إن أسلوب عمل القوات بمناطق النشاط الإرهابى على الاتجاه الإستراتيجى الشمالى الشرقى، يتم بتقسيم مناطق عمل القوات بدايةً من الضفة الغربية لقناة السويس وحتى خط الحدود الدولية بداية من المجرى الملاح لقناة السويس، حيث تقوم قوات التأمين بالتعاون مع قوات حرس الحدود بتأمين حركة الملاحة بقناة السويس، وتواصل القوات تشديد إجراءات التفتيش على المعابر والمعديات المؤدية إلى شبه جزيرة سيناء لمنع تسلل أو انضمام أى عناصر قادمة من محافظات الوادى والدلتا لدعم الإرهاب فى سيناء، وكذا منع انتقال العناصر الإرهابية من سيناء إلى مناطق أخرى بعمق الدولة.
أما فى نطاق الجيش الثانى الميدانى بشمال سيناء بالمنطقة المتاخمة للضفة الشرقية لقناة السويس وحتى مناطق العمليات، تنتشر بها القوات لتمشيط كل الطرق والدروب والمدقات، وضبط أى عناصر إرهابية أو متعاونة معها ومنع أى تسلل للعناصر الإرهابية من مناطق الاشتباكات ومنعها من إعادة تمركزها بتلك المنطقة.
فيما تشهد المنطقة الواقعة بعد المنطقة المتاخمة للضفة الشرقية لقناة السويس وحتى خط الحدود الدولية، قوات قائمة على تمشيط وتفتيش الأرض والزراعات والمناطق السكنية بشمال سيناء، وتدمير كل ما يمثل بنية تحتية للعناصر التكفيرية سواء ملاجئ أو خنادق أو مخازن للأسلحة والذخائر والمتفجرات والمعدات الفنية.
وقد تمكنت القوات من اكتشاف العديد من الملاجئ تحت الأرض بها كميات من الأسلحة والذخائر والعديد من الخنادق بالمناطق السكنية، وكذا فحص الأفراد للتأكد من سلامة موقفهم وتحويل المشتبه بهم إلى الجهات الأمنية المختصة، وتنفذ القوات ذلك وهى مترجلة «سيرًا على الأقدام» خاصة فى المناطق السكنية، والمنطقة التى يتم تفتيشها تفرض الشرطة المدنية السيطرة وإعادة الحياة بها إلى طبيعتها.
وتواصل القوات المشتركة من الجيش والشرطة، مهاجمة البؤر الإرهابية المرصودة بناء على معلومات مخابراتية، مؤكدة بشأن تواجد العناصر الإرهابية بها، حيث يتم التعامل مع البؤر الإرهابية بتطويقها ثم مداهمتها بواسطة القوات البرية وتعاون أعمال قتالها القوات الجوية طبقاً للموقف، وبتنفيذ هجمات جوية وقصفات مدفعية ضد البؤر الإرهابية الواقعة خارج التجمعات السكنية.
بينما تواصل قوات التأمين المكلفة بتنفيذ الارتكازات الأمنية أعمالها على الطرق والمحاور الرئيسية بمناطق العمليات بشمال سيناء، مع قيام عناصر المهندسين العسكريين بتأمين القوات ضد العبوات الناسفة، واكتشاف وتدمير الأنفاق المتواجدة على الشريط الحدودى بشمال سيناء بالتعاون مع قوات حرس الحدود.
وتأتى أعمال القوات بنطاق الجيش الثالث الميدانى بوسط سيناء، وذلك بالمنطقة الأولى المتاخمة للضفة الشرقية لقناة السويس وحتى مناطق العمليات، وتنتشر بها القوات لتمشيط كل الطرق والدروب والمدقات والمناطق الجبلية لضبط أى عناصر إرهابية أو العناصر المتعاونة معها أو الفارة من مناطق الاشتباكات ومنعها من إعادة تمركزها بتلك المنطقة مع غلق كل الدروب والمدقات المؤدية إلى جنوب سيناء.
أما المنطقة الثانية والتى تمتد حتى خط الحدود الدولية، توجد بها قوات قائمة على تمشيط المناطق الجبلية بوسط سيناء وتدمير كل ما يمثل بنية تحتية للعناصر التكفيرية خاصة داخل المناطق الجبلية، فضلاً عن فحص الأفراد بالقرى والمدن السكنية للتأكد من سلامة موقفهم وتحويل المشتبه بهم إلى الجهات الأمنية المختصة.
وتهاجم القوات البؤر الإرهابية المرصودة، بناءً على معلومات مخابراتية مؤكدة بشأن تواجد العناصر الإرهابية بها، خلال تطويق البؤر لمنع أى تسلل للإرهابيين من وإلى مناطق تواجدها، ثم مداهمتها بواسطة القوات البرية وتعاون أعمال قتالها القوات الجوية طبقاً للموقف وتأمين كل طرق الاقتراب من وإلى المناطق الجبلية، فضلاً عن تواجد قوات التأمين المكلفة بتنفيذ الدوريات والكمائن المدبرة وغير المدبرة على الطرق والمحاور الرئيسية بوسط بسيناء.
وتفرض القوات البحرية خلال مراحل العملية الشاملة سيناء 2018، السيطرة البحرية الكاملة على سواحل البحرين الأبيض والأحمر، ومنع أى تسلل للعناصر الإرهابية ووصول الدعم اللوجيستى عبر الساحل البحرى، بالإضافة إلى حماية الثروات المعدنية والنفطية داخل المياه الإقليمية والاقتصادية، مع تكثيف قوات الصاعقة البحرية أعمالها على الساحل وخاصة فى مناطق العمليات من رفح إلى العريش، والقيام بأعمال المداهمات للبؤر الإرهابية المطلة على الساحل.
يأتى ذلك فى ظل الاهتمام الكامل من القوات المسلحة بأهالى سيناء فى جميع المواقع، والاهتمام بهم وتوزيع معونات غذائية عليهم يوميًا، وتوزيع منشورات تناشدهم بالابتعاد عن أى عمليات عسكرية حفاظًا على سلامتهم.