4 محاولات فنية لإنصاف الكرسى الخشب وإنقاذه من التهميش (صور)
السبت، 17 مارس 2018 02:00 ص
يُنظر إلى الكرسي الخشبى المحلي بازدراء دائمًا، فهو بمظهره الرث، وهيئته وتكوينه وقعدته النحيله الخالية من أي وسائد وتبدو غير مريحه على الاطلاق بامتعاض شديد، إذا ما قورن بالكرسى الأخري المريحية المبطنة بالقطن قاعدتًا وظهرًا.
وعلى طول تاريخيه بدا مظلومًا مهملا، لا يستخدم إلا فى المقاهي والأفراح الشعبية والمعازي، مُعانيًا الأمريين من الاهانات والمشاجرات التى يتم خلالها الاستعانة به والاعتماد عليه كسلاح اساسى فى تلك المعارك، مهددًا طوال الوقت خلال تلك الحروب بالتفكك والتهشم.
ومن بين المحاولات المنصفه للكرسى فصلا خصصه الكاتب الساخر والسيناريست يوسف معاطى فى كتابه "كرسى" الذى استهلته بالتطرق إلى الجلوس بصفته الطقس الإنساني الوحيد الذى يتفرد به الإنسان عن سائر الكائنات، فالإنسان حيوان يجلس..
ويرفع "معاطي" مظلمه الكرسى بصوره أدبيه على لسانه، " أنا كرسى عادى بل أقل من العادي نشأت فى إمبابة بمصنع الكراسى، ولم أكلفهم شيئًا أربع رجلين من أردأ أنواع الخشب ثم قاعدة .. حتى الظهر مجرد قطعة خشبية مستطيلة سمرت على عصاتين تربطان القاعدة بالظهر، لم يلمعني استورجي ولم تصنفرني صنفره .. تركوني على حالي .. بطبيعتي .. لذا يطلق البعض الخشب المستخدم فى صناعتي .. خشب غشيم .. وهي تسميه تضايقني أحيانًا لا أنكر .. فأنا لم أفعل شيئًا يستحق أن أوصف بالغشم"
1
ويضيف معاطي على لسان كرسيه: معظمنا فى النهاية بعد أن يصنعونا يشحنوننا على سيارات نقل إلى الأرياف والصعيد .. حيث الفلاحين البسطاء الذين لايهمهم فى الكراسى سوى أن يحملهم طوال جلستهم الطويلة على المقهي، فالبطالة كما تعلمون جعلت الجلوس على المقاهي طقسًا مصريًا أصيلا.
1
عرفت ذلك من بعض الكراسى القديمة التى جاءت إلى المصنع بعد نهاية الخدمة، كانت منهارة ومرهقة ومفككة .. ونحن إذا ما تهشمنا أو تكسرنا .. لايهتم أحد بإصلاحنا .. فنحن لا نساوى حتى ثمن الإصلاح .. يا راجل أرمي .. وأعمل كرسى جديد.
وجاءت محاولات أخرى من بعض مهندسى الديكور بطلاء الكراسى بألوان مبهرة فبدت أكثر قبولا للذوق العام وزينت بها بعض المنازل الحديثة.