أراجوزات الإعلام في قطر
الجمعة، 16 مارس 2018 03:23 م
( والله إني أعلم أنك خير أرض الله وأحبها إلى الله، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجتُ ) وفي رواية أخرى(ما أطيبَك من بلدٍ! وما أحبَّك إليَّ!، ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنْتُ غيرك)، هكذا كانت مشاعر النبي صلى الله عليه وسلم وآخر كلماته في ليلة من أعظم ليالي التاريخ الإسلامي حيث الهجرة النبوية المباركة من مكة إلى المدينة، فيقف النبي صلى الله عليه وسلم على مشارف مكة ليودع وطنه في لحظة اختلط فيها حنين المواقف والذكريات مع دموع الألم والحزن، في دلالة واضحة على حب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الشديد لبلده ووطنه مكة، وشدةِ حزنِه كونه مضطر أن يفارقها.
هكذا لنتعلم أن حب الأوطان دين، وأن الموت في سبيل الدفاع عنه شهاده، وأن هذا الحب فطرة غرسها الله تبارك وتعالى داخل الإنسان، تجري في دمه وتسكن سويداء قلبه، لا تتغير ولا تتبدل أبدا، حتى لو تعرض في وطنه للظلم والأذى والإبتلاء، وإن قدر الله له أن يغادر وطنَه مضطرا، يبقى داخله حنين وشوق لا يفارق قلبه ووجدانِه، كيف لا وهو المكان الذي وُلِدَ فيه وتربى وترعرع في خيراته، وفيه ذكريات العمر كله، التي لا يمكن أن تُنسى أبدا، وفيه الأبناء والآباء والأجداد، والأهل والأحباب والأصحاب، ولا يسيء لوطنه ولا يعين عليه إلا كل خائن مجرم عميل، لا يكمن في قلبه مثقال ذرة من إيمان.
وكم رأينا وتأذينا من هؤلاء الخونة "الأراجوزات" القابعون في تركيا وقطر وبلاد أخرى، لا تكن لبلادنا إلا الحسد والعداوة، وتسعى دائما إلى تخريبها وتدميرها، وترى لهؤلاء إزدواجية عجيبة وتطرفا رهيبا في أفكارهم ومواقفهم، ففي الوقت الذي يغضون الطرف فيه عن أسيادهم في البلاد القابعون فيها رغم كبر جرمهم وشدة ظلمهم ويبالغون في الثناء والمدح عليهم، ويلتمسون الأعذار لهم، تراهم يتصيدون الأخطاء والزلات ويفتعلون المواقف والأزمات في بلادهم لإرضاء سادتهم وكبرائهم، نسأل الله أن يقطع ألسنتهم المسنونة على بلادهم جزاءا وبالا لما يقترفونه في حق بلادهم وأوطانهم، ولا أرى مواقفهم وسبهم وتخوينهم وهجومهم وتعديهم على بلادنا مصر إلا خيانة ومخالفة لمنهج الإسلام القويم والفطرة الإنسانية السليمة.
إن هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- بالرغم من صعوبتها عليه وعلى أصحابه -رضوان الله عليهم-، وبالرغم مما أصابهم من بلاء وعذاب، لمفارقتهم مضطرين لوطنهم الذي وُلِدُوا وتربوا فيه، وعاشوا على أرضه، إلا أننا لم نسمع يوما سبا أوقذفا أو هجوما وتخوينا لصناديد الكفر في قريش، ولا انتقاصا وهجوما ومحاولة تدمير بلدهم، ولا استعانة بدول أخرى من أجل غزوها وتخريبها.
عذرا أيها الخونة فإنها مصر يا أراجوزات الجزيرة ومكملين وأمثالهما يا سفهاء وعبيد الدولار، وبالرغم من ظروف بلادنا ومعاناتنا ملتزمون بديننا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم، وشعارنا كما قال الشاعر:) بِلاَدِي وَإِنْ جَارَتْ عَلَيَّ عزيزة ** وَأَهْلِي وَإِنْ ضَنُّوا عَلَيَّ كِرَامُ)، نسأل الله أن يحفظ مصر رئيسا وجيشا وشعبا وأرضا، وأن يعجل بالرخاء والنعيم، وأن يديم علينا نعمة الأمن