لماذا نشارك في الانتخابات الرئاسية؟
الجمعة، 16 مارس 2018 02:11 م
بدأ التصويت في الانتخابات الرئاسية للمصريين في الخارج اليوم وأتمنى أن تحظى باهتمامهم مثل الانتخابات السابقة في 2012 و 2014 وأيضا الاستفتاء على الدستور 2012 و 2014. من وجهة نظري أن أهم مكاسب ثورة 25 يناير 2011 هو حرص المصريين على المشاركة السياسية وشعور المواطن أن له قيمة وصوته الانتخابي مؤثر وأن المرشحين سواء في الرئاسة أو البرلمان كانوا يسعون إلى كسب أصوات الناخبين في كل مكان وكنا نسمع ونشاهد بعض المواطنين تخطت أعمارهم السبعين عاما يدلون بأصواتهم ولأول مرة في حياتهم ويقفون أمام اللجان الانتخابية ساعات كثيرة وهم سعداء.
كما كنا نشاهد مواطنين على كراسي متحركة وذوى احتياجات خاصه وشباب صغير وأسرة مصرية بالكامل الكل كان سعيدا وحريصا على التصويت وكأنه عُرس وحفل زفاف وهو فعلا كان كذلك ولكنه عُرس الديمقراطية التي كانت تعيشه مصر لأول مرة في تاريخها الطويل.
الاستحقاقات السياسية التي أجريت بعد يناير 2011 سواء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية أو الاستفتاءات على الدستور كانت نزيهة وبصرف النظر عن توجيه الناخبين واستغلال الدبن في التصويت إلا أنها حققت أعلى نسبة مشاركة اقتربت من النسبة العالمية في أقدم الدول الديمقراطية هذا الحماس والحرص على المشاركة السياسية والإقبال على الانتخابات كان من أهم مكاسب ثورة مصر في 25 يناير وأتمنى أن يستمر في الانتخابات الرئاسية بعد عشرة أيام من الآن وان يحرص المواطنون على التصويت والمشاركة ولا يعودوا للسلبية مرة أخرى والى الأيام السوداء التي كان يتم فيها تزوير الانتخابات وتسويد بطاقات التصويت
فعدم المشاركة هو الذي يعطى الفرصة للآخرين للتزوير والتصويت بالنيابة عنا.. الرئيس السيسي خلال زيارته لوزارة الداخلية طالب المصريين بالنزول والمشاركة من اجل تحسين صورة مصر أمام العالم وتعهد بإجراء انتخابات نزيهة وأكد أن الأصوات هي التي سوف تحسم المعركة الانتخابية وطالب أيضا التصويت بكثافة ورغم أنه مرشح فكان من الطبيعي أن يطالب المواطنين بانتخابه ولكنه لم يفعل بل طالبهم بالنزول وكل مواطن حر في صوته يوجهه إلى من يشاء فالمشاركة هي الأهم.
البعض يرى أن الانتخابات محسومة وأن صوته لن يؤثر وكان يفضل أن إجراء استفتاء على مرشح واحد وهو الرئيس السيسي بدلا من الانتخابات بل وصل الأمر الى المطالبة بإلغاء الانتخابات وتوفير الأموال التي سوف تنفق عليها وهذا الكلام خطير لان معناه عودة إلى السلبية مرة أخرى وضياع أهم مكاسب لثورة سالت فيها الدماء وسقط مئات الشهداء بل كادت الدولة نفسها أن تسقط.
مؤكد أن الانتخابات أفضل من الاستفتاء ومؤكد أن المشاركة أفضل من السلبية ومؤكد أننا مازلنا في بداية الطريق وان الديمقراطية تصحح نفسها بنفسها والعالم سوف يحترمنا إذا كانت نسبة المشاركة كبيرة كما أن دعوات المقاطعة هي عمل سلبي وتسهم في إشاعة روح اليأس والإحباط انزل وشارك واصطحب معك اولادك حتى يتعلموا المشاركة وآنت حر في صوتك وهو شهادة وأمانة يحاسبك عليها المولى تبارك وتعالى.
معدن المواطن المصري يظهر وقت الأزمات والشدائد وهو لا يتأخر أبدا عن الاستجابة لنداء الواجب والوطن في لحظة يحتاج فيها لأصوات أبنائه وكما أن لدينا شهداء ماتوا حتى نحيا فعلى الاقل يجب علينا رد الجميل بالمشاركة في الانتخابات الرئاسية وعدم إعطاء الفرصة للغرب للإساءة إلى بلدنا الذي لا قيمة لنا بدونه ولا نملك سواه ولا نحمل إلا جنسيته.
أنا سوف أشارك في الانتخابات الرئاسية ولن أعود مرة أخرى إلى السلبية(الكنبة) ولن أفرط في صوتي وهو لمن يستحقه.. وسوف تحيا مصر بالإخلاص والعمل الجاد.