هذا ما تتمناه روسيا بعد إقالة "تيلرسون".. فهل تتحقق أمنية موسكو؟

تسعى موسكو، للاستفادة من قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بإقالة وزير الخارجية ريكس تيلرسون، من خلال دعوة واشنطن بأن تبنى علاقات جديدة مع روسيا في ظل إدارة مايك بومبيو حقيقة الخارجية الأمريكية.

صحيفة "العرب" اللندنية، أكدت أن روسيا تبدي أملها في بناء علاقات جديدة وبناءة مع الولايات المتحدة بعد قرار إقالة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوزير الخارجية ريكس تيلرسون وتعيين مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية مايك بومبيو خلفا له، فوفقا لتصريحات ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، فإنه قال أن موسكو تأمل في بدء نهج بناء ومتزن للعلاقات بين روسيا والولايات المتحدة في أعقاب رحيل تيلرسون عن وزارة الخارجية الأمريكية.

ولكن يبدو أن تصريحات المتحدث باسم الكرملين، لن تتحقق خاصة أن مايك بومبيو لديه مواقف معادية لروسيا، خاصة أنه كان ينتقد السياسة الروسية التي تتبعها في سوريا، عندما كان يتولى رئاسة وكالة الاستخبارات الأمريكية.

وذكرت الصحيفة، أن العلاقات بين واشنطن وموسكو تشهد توترا على خلفية تباين وجهات النظر بين البلدين في قضايا إقليمية شائكة كملف الأزمة السورية وما تشكله تحركات إيران من خطر على أمن المنطقة، إضافة إلى اتهام موسكو بالتدخل في انتخابات الرئاسة الأمريكية، فلم يكن قرار دونالد ترامب بإقالة وزير خارجيته ريكس تيلرسون مفاجئا في ضوء الانتقادات التي واجهتها الدبلوماسية الأميركية تحت قيادته إلى حدّ وصفها بكونها استمرارا لاستراتيجية الرئيس السابق باراك أوباما المهادنة لروسيا وإيران وكوريا الشمالية، والتي تتهم أوساطا أميركية نافذة بأنها فتحت الطريق لتراجع دور واشنطن في القضايا الكبرى وتحويلها إلى فاعل ثانوي.

وأوضحت الصحيفة، أن ريكس تيلرسون عمل على مدى عشرين عاما بتعاون وثيق مع روسيا في إطار مهامه كرئيس مجلس إدارة شركة النفط "اكسون موبيل" وكان يلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بانتظام.

وكانت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، قالت إن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإقالة وزير خارجيته ريكس تيلرسون وتعيين مدير وكالة الـ"CIA" مايك بومبيو بدلًا منه لم يكن مفاجئا، مشيرة إلى أن ترامب نجح في تقويض مصداقية تيلرسون عبر معارضته، علانية بسبب كوريا الشمالية والمواجهة الدبلوماسية المحتدمة في الخليج العربي، كما استاء ترامب من دعم تيلرسون للاتفاقيات الدولية مثل الاتفاق النووي مع إيران واتفاقيات باريس المناخية، وهو ما كان سببا في إقالته بحسب تقارير إعلامية.