طاحونة أبو شاهين برشيد.. شاهد علي تاريخ البحيرة (صور)

من أقدم الطواحين فى القرن الثالث عشر هجريًا، بناها عثمان أغا الطوبجى وقد خصصت لطحن الغلال وكانت تدار بواسطة الدواب، هي طاحونة "أبو شاهين" الأثرية التي تقع في شارع الأمصيلي، مدينة رشيد فى محافظة البحيرة. 

تجول محرر صوت الامة داخل مبنى طاحونة أبو شاهين، ليلتقي بمهندسة ترميم برشيد آثار تدعى "يمنى عينو" لشرح وتفاصيل عمل الطاحونة، حيث قالت إنها كانت تدار بواسطة الدواب، مؤكدة أن مثل هذا النوع من الطاوحين كان منتشر في مدينة رشيد في القرن قبل الماضي، وكانت طواحين الأغنياء تعمل بواسطة الحيوانات، أما طواحين الفقراء فقد كانت تعمل بواسطة سواعد الرجال ومن هذه الطواحين مثل طاحونة الرحيان أو الطواحين ذات الأذرع.

وأضافت أن من بين هذه الطواحين التي مازالت باقية بمدينة رشيد حتى الان طاحونة أبو شاهين، مؤكده أنه كان هناك بعض الطواحين المرفقة بالمنازل التي كانت منفردة لا يجانبها أي طواحين أحرى.

يقول المهندس محمد التهامى مدير عام منطقة الآثار الإسلامى بالبحيرة، إنه تم إصدار قرار تسجيل طاحونة أو شاهين برقم 10357 لسنة 1951 وتم قرار الحرم بموافقة اللجنة الدائمة بالآثار الإسلامى، والقبطية بلجنتها فى 19 مايو 2003.

وبينت الطاحونة باستخدام الطوب المنجور المشهور به مدينة رشيد فى ذلك العصر، الذي كان يحرق بدرجة معينة ليأخذ اللونين الأسود والأحمر، ما تم استخدام الميد الخشبية بالجدران لوقف أي تصدع أو شروخ على مر الزمن واستخدام الصوارى الخشبية بالأسقف.

وتطل طاحونة" أبو شاهين " على الواجهة الرئيسية على شارع الأمصيلي ويغلق عليها باب خشبي يعلوه منور من المصبعات الحديدية، ويؤدي مدخل الطاحونة إلى دركاة بها مسطحان لوضع الحبوب وذلك لتجفيفها قبل عملية الطحن، ويعلو المسطاح الغربي حجرة لإقامة الطحان يتم الصعود إليها عن طريق سلم صاعد من المدار الغربي.

كما يوجد سلم صاعد أيضًا في المدار الشرقي يؤدي إلى سطح الطاحونة، ويتم الدخول بعد ذلك إلى المدارين المزودين بطاحونين كاملتي العدة والآلة.

واضاف " التهامى " أنه  يوجد مدارين بالطاحونة أحدهما شرقي والآخر غربي، وكل مدار مكون من حجر مستديرة به فتحة في وسطه أسفل قاعدة ثابتة ذات حافة بارزة لحجز الحجر المستدير وفتحة لصب الدقيق والحجر العلوي مثبت من أسفله بعجلة صغيرة تتصل بدورها بعجلة كبيرة عبارة عن ترس من الخشب وهذه العجلة مثبتة في قائم خشبي رأسي الوضع مربع الشكل موضوع بمحور ترس كبير.

أما عن الخشبة المستعرضة بالطاحونة يقول "التهامى" هي كمرة خشبية تحمل أجزاء الطاحونة تتصل بالهرميس توضع على رقبة الثور أو الحصان لتحريك الهرميس لتدور الطاحونة، ومن الملاحظ أن تنفيذ فتحتين معقودين بالمدارين يرتكز عقد كل منهما على عمودين رخامين، وكانتا مخصصتين لجلوس السايس الذي يشرف على التشغيل.

أما المرحلة الثالثة عبارة عن استراحة للطحان من عناء العمل، ومكان ايضًا لراحة البغال، الأمر الذي يتيح فرصة لعامل الصيانة ليقوم بعمله في تفريغ أحجار الطاحونة وتخليصها من الطحين والحبوب العالقة بها، مستخدمًا قطعة من الحديد مستطيلة الشكل يتم جلي الأحجار بها لتنظيفها.

وأشار "التهامى" أنه خلال شهر مارس القادم سيجرى عمل ترميمات داخل الطاحونة للحفاظ على التراث القديم بما يتوافق بالمظهر الحضارى لما تمتلكه من مكانة أثرية قديمة تجعلها محط أنظار واهتمام لدى الجميع.