شفاه أسماء ..

الأربعاء، 14 مارس 2018 09:32 م
شفاه أسماء ..
محمود الجمل يكتب:

مفتتح :

مبهجة أنت كالفراشة

عفية كسنديانه قاومت الريح

شهيه كتفاحه نبتت شجرتها تحت عرش الكون

هل يمكن اختزال أمراه في مجرد شفتين لا ينقصهم بعض الامتلاء , شفتين يخفيان صفين من الأسنان المنتظمة , وحنجرة تصدر غالبا صوتا مبحوحا بفعل البرد وعشق النيكوتين , فتبدو كل العبارات الصادرة شجيه وموحية لاتنقصها بعض الاثاره غير المقصودة . بالتأكيد يبدو هذا الاختزال ظالما , خاصة لو إن ملامح التميز لاتقف عند تخوم هذه الشفاه الطازجة , بل تتعداها لعينين تضجان بالدفء والذكاء , وشعر اسود منسدل يؤكد إن صاحبته تعشق الحرية . هل يمكن لرجل إن يقع في هوي امراه فقط لمجرد امتلاكها لملامح جميلة , أم إن أسباب الانهيار أو محاولة الانصهار تبدو بحاجة لأسباب أخري . ثم لماذا هذا الرجل بالتحديد الذي يراهن علي إمكانية الاقتراب من قلب أوصدته صاحبته منذ زمن وباتت تعلن بأنها غير راغبة في الرجال . هل يمكن التعامل مع مثل هذا الإعلان علي سبيل الجد ام إن تجربة صاحبته الفاشلة دعتها لإعلان هذا القرار . صحيح إن الأمر ليس معلنا , بقدر ماكان تصريحا خاصا لي , لم اخذه على محمل الجد , خاصة وقد بت مأخوذا تدفعني قوه خفيه بداخلي لمحاولة تخطي حصون هذه التي فتنتني منذ أول مكالمة والسعي من اجل قتل كل الشياطين التي تحرس أبواب قلعتها . هل يمكن وسط كل هذا العالم المتشابك ومع صراعات العمل اليومية واحباطات الواقع وتراجع معدلات تحقيق الأحلام , إن تأتي أمراه دقيقة الحجم , جميلة الملامح , خلقت لكي تعشق , كما عشق الأولون . تحبها دن اشتهاء , وتشتهي أنت إن تحبك هي . هل يمكن وسط كل التشابكات إن يختزل شخص كل أحلامه في شخص صاحبة الشفاه الموحية والصوت الموشي بالبرد وبالحنين , يعيدان معا تشكيل ملامح حياه جديدة , متجاوزين بعض فروق الجغرافيا والعمر , في محاوله لتشكيل حياه جديدة بلا شروط مسبقة اومعجزة . حياه لاتدرك ولو من بعيد حرية واحد من الطرفين , فقط هي لحظة الامتزاج والاغتسال من تفاصيل الوجع اليومي وترهات الزملاء و تفاهات بعض الأصدقاء , وبالخروج إلي عالم يتم صناعته بهدوء , ليس لأن لبدنك عليك حق , بل فقط محاوله لاستدعاء كل طيور الدهشة والدخول في حالة استشفاء تعيد للجسد المجهد وللروح المتعبة بعض السكينة . هل يمكن إعادة صياغة عالم جديد مشترك , عالم بلا قيود وبلا شروط , يدرك كل طرف إن رفيقه في المعادلة له عالم قديم مشتبكة فيه مئات التفاصيل وان غابته أشجارها تسكنها مئات الطيور , وان فشل تجربه لاتدفعنا لحرق كل الأشجار بالغابة . نحن في حاجه وسط هذا العالم الذي يضج بالتفاصيل المزعجة للحظة اختيار , يتم فيها أعادة تشكيل الروح وإرضاء بعض احتياجات الجسد . فقط مطلوب بعض المراجعة نعيد فيها قدرة القلب علي إن يدق بلاوهن , وان نمنح أعيننا القدرة علي الإبصار فيما وراء النظر , وان نصنع عالمنا الجديد علي مهل , تمتزج أدخنة البخور برائحة التبغ المحترق , فتهرب كل الشياطين من فتحات النوافذ الموصدة , نقترب , ثم نمارس كل إشكال الاعتراف , نمتزج , ثم نقسم بعد إن نجتاز عتبة الانتشاء إلا نفترق .

مختتم :

قادرة أنت علي صنع الدهشة وتبديد الوحشة

أنت الموسومة بالأحلام

وما أنا سوي طيف يعشق التحليق بالقرب من أهدابك

 

تعليقات (2)
مقال عاطفي غير متوقع من كاتب تعودنا منه كتابه السياسية الرصينة .
بواسطة: Sherif eissa
بتاريخ: الخميس، 15 مارس 2018 01:58 م

مقال عاطفي غير متوقع من كاتب تعودنا منه كتابه المقالات السياسية الرصينة . أسماء تبدو محظوظه لأن محمود الجمل وقع في هواها

مجرد بدايه
بواسطة: محمود الجمل
بتاريخ: السبت، 31 مارس 2018 07:17 م

باقي المقالات في الطريق .

اضف تعليق


الأكثر قراءة