خطايا مطاريد الأهلي ارتكبها السعيد في أسبوع (تقرير)
الأربعاء، 14 مارس 2018 11:21 ص
لم يتعلم من تجارب الماضي رغم التحذيرات، صانع ألعاب الأهلي المخضرم سقط في خطايا عديدة في أسبوع واحد فقط كان كافياً لانهيار أسطورة عبد الله السعيد بين جماهير القلعة الحمراء التي دائماً ما تغنت بإسمه، وخروجه من حسابات الجهاز الفني للفريق الأول للنادي الأهلي.
عبد الله السعيد كان أكبر الخاسرين في معركة التجديد رغم مكاسبه المادية، خسر اللاعب المخضرم شعبية جارفة سواء تلك التي آزرته طويلاً داخل النادي الأهلي، أو تلك التي كانت تتأهب لاستقباله استقبال الفاتحين في نادي الزمالك.
راوغ عبد الله السعيد جماهير ومجالس إدارة القطبين طوال الفترة الماضية، قبل الاستقرار على أي فريق سيوقع له نجم الفراعنة، وبعد أن قرر بشكل رسمي التوقيع للأهلي لموسمين وبعد توثيق عقده، كشف اللاعب عن توقيعه لزمالك أيضاً قطب الكرة المصرية الثاني، وتقاضيه مقدماً بلغ 40 مليون جنية، ليخرج مجلس إدارة القلعة الحمراء بقرار عرض اللاعب للبيع أو الإعارة .
عبد الله السعيد يواجه شبح الإيقاف بسبب توقيعه لناديين في وقت واحد، وذلك قبل المشاركة في بطولة كأس العالم التي يشارك فيها منتخب الفراعنة في روسيا يونيو المقبل بعد غياب 28 عاماً .
نجوم كثر سقطوا في بئر الخطايا ولم يدركوا خطورة الموقف إلا بعد فوات الآوان، ورغم تحذيرهم للسعيد لم يلتفت صانع ألعاب الأهلي إلى حديثهم ومضى قدماً على نفس الطريق، صوت الأمة يرصد تجاربه في السطور التالية.
ـ إيقاف 16 لاعباً
الحكاية بدأت في عام 1985، حيث استقال المدرب المصري الأشهر محمود الجوهري، من تدريب الأهلي، قبل 10 أيام من مباراة النادي أمام الزمالك في دور الـ8 من بطولة كأس مصر، معلنًا ذلك من خلال وسائل الإعلام.
الجوهري ترك الأهلي وقتها بسبب خلافات بينه وبين مجلس الإدارة بقيادة صالح سليم، ولعدم رضائه عن إسناد مسئولية الإشراف على الكرة لحسن حمدي.
16 لاعبًا في الأهلي تضامنوا وقتها مع الجوهري ورفضوا التدريب، منهم حسام البدري، فما كان من الإدارة إلا أن قبلت استقالة الجوهري وأوقفت اللاعبين المتمردين شهرًا، وأصدرت بيانًا جاء فيه: «إن آخر ما كان يتوقعه مجلس إدارة النادي الأهلي أن يتقدم الكابتن محمود الجوهري باستقالته في هذا التوقيت الحساس والحرج وبهذه الصورة التي تتنافى مع قيم وتقاليد النادي الأهلي الذي نشأ بين أحضانه لاعبًا ومدربًا».
وخاض الشياطين الحمر مباراة الزمالك باللاعبين الشباب، وتمكنوا من الفوز بأعجوبة على الأبيض 3/2.
ـ التوأم
تعود الواقعة إلي عام 1994 عندما كان حسام حسن يلعب برفقة أخيه إبراهيم حسن في الأهلي، وكان المارد الأحمر يستعد لمباراة مع المصري في بطولة الدوري الممتاز علي ملعب المقاولون العرب.
شارك حسام في اللقاء في حالة نفسية سيئة بعد صدور قرار بإيقاف توأمه لمدة عام ، وحرمانه من اللعب برفقة المنتخب الوطني والأهلي علي الصعيد القاري وحدثت كرة مشتركة بين حسام حسن وناصر التليس ليقرر الحكم طرد حسام الذي انفعل بشدة، وامتد الأمر إلي حد قيام حسام بخلع الفانلة، وإلقائها أرضا.
وقرر صالح سليم إيقاف حسام حسن لمدة 6 شهور، وعلى إثر ذلك قرر اللواء حرب الدهشوري رئيس الاتحاد المصري إيقافه عن الانضمام لصفوف المنتخب.
بعد قرار الإيقاف لم يحرز الأهلي سوى هدفين في شهرين فطلب عادل هيكل من صالح سليم مشاركة حسام حسن فكان رد صالح: «لو اتغلبنا 100 مرة لن يلعب حسام ولابد من عقابه».
ووقتها سأل «صالح سليـم» مدرب النادي الأهلي آلان هاريس، عما إذا كان حسام حسن هو أهم لاعـب في الفريق؟ فأجابه «هاريس» بنعم
فسأله صالح سليم: هل يمــكن أن نخسـر الــدوري لو ابتعــد حسام حسن؟ فأجابه بنعم.. فقال صالح: إذن سيتم إيقاف حسام حتى لو كان الثمن بطوله الدوري».
طلب حسام الرحيل إلى تركيا للاحتراف، وصالح سليم رئيس الأهلي وافق على ذلك ، بينما لم يشعر حسام بالراحة في تجربة احترافه و قرر العودة للأهلى! رفض صالح سليم ومعه ثابت البطل مدير الكرة وقتها بالفريق تجديد عقد التوأم، وقررا رحيلهما عن صفوف النادي الأهلي.
وأراد صالح سليم التجديد لحسام حسن فقط ، لكنه رفض الاستمرار دون توأمه، ورحلا معا.
وأكد صالح سليم، أن النادي الأهلي لن يتأثر برحيل حسام حسن خاصة أن هناك مهاجم صاعد في ذلك الوقت وهو أحمد بلال، في 2002 حقق الأهلي انتصارا تاريخيا على الزمالك عندما هزمه بـ 6 أهداف مقابل هدف واحد بمشاركه التوأم مع الفريق الابيض، وقتها خرج حسام حسن رافعا حذاءه في وجه جماهير الأهلي وأشار شقيقه إبراهيم بإشارات بذيئة خارجة وهاجما جماهير الأهلي ردا على هجوم الأهلي عليهما، وخرج حسام حسن بعدها في حوار تليفزيوني يهاجم صالح سليم الذي توفي قبل المباراة بأيام قليلة، قائلا:«الجماهير اللي بتشتمني أنا جيبتلهم بطولات أكتر من صالح سليم اللي مات ده».
وكانت هذه النقطة الفاصلة في علاقة جماهير الأهلي بالتوأم.
التوأم حاولوا بشتى السبل في الفترة الأخيرة إصلاح علاقتهم بجماهير القلعة الحمراء، حتى أن حسام حسن حذر السعيد من سلك نفس طريقه السابق وأن البقاء في الأهلي لا يقدر بثمن، لكن صانع ألعاب القلعة الحمراء لم يستمع لنصيحة العميد.
ـ إبراهيم سعيد
البداية كانت جميلة مثل كل البدايات فتى تداعبه أحلام الشهرة والمجد وفوق كل ذلك يحلم باليوم الذي يرتدي فيه فانلة الفريق الأول للنادي الأهلي لينضم الى نجوم الكرة في مصر وافريقيا ويقترب الحلم من التحقيق في 21 يوليو 98 عندما يترك النادي سمير كمونة ليشق طريقه من أجل الاحتراف وتجد الجماهير أن تسوبيل يجرب في هذا المركز كل من ابراهيم سعيد الناشيء الصاعد لتبدأ الحكاية.
إبراهيم سعيد أيضًا هرب من الأهلي في شهر فبراير من عام 2001 خلال استعداد الفريق للقاء القمة، وسافر إلى بلجيكا للانضمام إلى نادي جنت البلجيكي لمدة 3 شهور مقابل 100 ألف دولار، على أن ينتقل إلى صفوف باريس سان جرمان الفرنسي بعد ذلك، وهو الاتفاق الذي تم بين اللاعب والنادي البلجيكي، باعتبار الأخير مرحلة انتقال.
إدارة الأهلي بقيادة صالح سليم أعلنت وقتها في مؤتمر صحفي، إيقاف ابراهيم سعيد لأجل غير مسمي بسبب تصرفه غير الأخلاقي، قبل أن يخرج صالح سليم بنفسه في 16 مارس 2001، ويقول في مؤتمر صحفي بعد تعقد الموقف القانوني للاعب، إن إبراهيم سعيد تخلى عن الأهلي وجماهير، مضيفًا «أريد فقط أن نرسي المباديء الصحيحة ونتجنب الخطأ، أما أن يقال إن اللاعب اعترف بخطئه وعفا الله عما سلف، فمثل هذا الكلام هو الذي ضيعنا».
ـ عصام الحضري
في فبراير 2008، وعقب تألقه في كأس الأمم الأفريقية بغانا التي حصدتها مصر، هرب عصام الحضري، حارس الأهلي حينها، سرًا إلى سويسرا، للانضمام لنادي سيون، ثامن الدوري السويسري، دون علم أو موافقة ناديه.
منذ 2008 إلى الآن، حاول الحضري العودة للأهلي مرات عديدة وفشل، رغم اعتذاره وبكائه أكثر من مرة، والمبرر كان دائمًا أن مبادئ الأهلي تمنع رجوعه مرة أخرى بعد هروبه.