"قلنا هنبني وادينا بنينا".. "صوت الأمة" داخل عاصمة الطاقة الشمسية في العالم (معايشة)
الإثنين، 12 مارس 2018 06:30 ممحمد الزيني
وكأن أسوان قدرها أن تكون عاصمة للمشروعات القومية، فالسد العالي مازال محفوراً في عقول وقلوب المصريين كأول مشروع قومي انتقل بمصر من الجفاف للرخاء، وكان من أهم عوامل الدعم للثورة صناعية، والتي كان لها أثرها في كافة المجالات وأولها الكهرباء.
المشروع القومي الذي سيحفر في قلوب وعقول المصريين بعد اكتماله وسيقف التاريخ أمامه طويلاً، هو عاصمة الطاقة الشمسية في العالم والذي سيكون أكبر تجمع للطاقة الشمسية في العالم باستثمارات تصل لـ80 مليار جنيه من خلال اشتراك تحالفات مصرية وعربية وأجنبية لـ32 شركة من كبرى الشركات سيقومون بإنشاء 40 محطة للطاقة الشمسية، ستقوم بتشغيل 20 ألف عامل من بنبان فأسوان فما حولها طبقا لما اتفق عليه محافظ أسوان مع الشركات المشاركة.
غدا يفتتح وزير الكهرباء والطاقة المتجددة الدكتور محمد شاكر أول محطة شمسية كبيرة من إجمالي 40 محطة، سيتم افتتاحها في منطقة بنبان بأسوان
وكانت صوت الأمة قد استبقت تلك الزيارة بجولة داخل بنبان بأسوان للتعرف على آخر ماتم إنجازه والسبب في تأخر الشركات عن البدء في محطاتها.
مسئول الأمن والسلامة مهندس عمر ابراهيم والمسئول عن الصحة والسلامة المهنية، قال إنه لا يسمح لأي زائر من خارج الموقع بزيارة المكان إلا بعد أن يستمع لمحاضرة بسيطة لاتتجاوز ثلث الساعة عن مبادئ السلامة بالموقع وهي أنه لابد للزائر أن يلتزم بمهمات الوقاية الشخصية وهي ما يطلق عليها "زنارة" وهي الحذاء اﻻمن والخوزة وزي السلامة ويسمى السترة وهو زي عاكس للضوء.
وكشف أن من أهم المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها الزائرون هي ضربة الشمس والحماية منها تكون بالتزام الزائر بالخوزة، كما أنه لابد أن يلتزم بالمجال المحدد للمحول الموجود داخل المحطة فهذا المحول قدرته 22 ألف فولت وله مجال مغناطيسي ومن عوامل الأمن أن هذا المحول حوله سور إذا حاول أي شخص اختراق هذا السور يختفي أو بمعنى أدق تسحبه القوى المعناطيسية للمحول.
بعد أن انتهينا من محاضرة مبادئ السلامة، اصطحبنا المهندس حسام في أنحاء المحطة وشرح لنا كيفية انتاج الكهرباء عن طريق"االبانلز " وهي خلايا الطاقة الشمسية يتم تحويل الطاقة الشمسية لطاقة كهربائية، وهنا نواجه نوعين من الطاقة الكهربائية الطاقة الكهربائية المستمرة والطاقة الكهربائية المترددة فالنوع الأول المستمر يتم تحويله من خلال محول "انفيرتر" من مستمر الى متردد ليتم بعد ذلك مروره على محول لرفع الجهد من 380 إلى 22 ألف فولت وهو ما تقوم به شبكة التقل و من خلالها للشبكة القومية.
وبعدها عرض علينا الطرابيزات الشمسية وشرح أنها على توعين ثابتة ومتحركة فالمتحركة تعمل عن طريق "سونسيرات" حساسات تتحرك تبعا لارتفاع درجة الحرارة وقوة سطوع الشمسي فعن طريق تلك الحساسات تبدأ الطربيزات تتجه في بداية اليوم وتدور معاها نحو الغروب في اخر اليوم .
وبعد ذلك انطلقت "صوت الأمة" إلى محطة الفنار التي لم نجد لديها غير لافتة مكتوب عليها شركة الفنار، وأكد لنا أكثر من مصدر أنها ستنسحب من المرحلة الأولى.
أما شركة فاس فعندما توجهت اليها "صوت الأمة" لم تجد سوى سور ولافتة مكتوب عليها شركة فاس ومجموعة من الشباب الذين يحرسون المكان وبعد سؤالهم قالوا إن هناك مهندسا يسمى وليد وخرج الينا بعد فترة قائلا إن التصوير ممنوع واللقاءات الصحفية ممنوعة وعن استعداتهم قال اننا في انتظار بعض مهمات الشحن التي تم وصزلها فعلا للمظار وفي انتظار خروجها.
وعن سبب تأخر تلك الشركات عن العمل صرح أحد المهندسين الذين يعملون في موقع بنبان أن جميع الشركات ينتظرون ما ستسفر عنه شركة انفينيتي فان نجحت فسيسلكون طريقها وان فشلت يكونون قد حموا شركاتهم من خسائر فادحة.
وتواصلت "صوت الأمة" مع المهندس إيهاب إسماعيل، رئيس الشئون الفنية بهئية الطاقة الجديدة والمتجددة الذي نفى أن تكون شركة الفنار ضمن المرحلة اﻻولى أما شركة فاس فهي شركة خاصة ولها زمن محدد لتوفيق أوضاعها فالعقد ينص على عام واحد من يوم توقيع العقد وإذا لم تلتزم فسيتم توقيع الشرط الجزائي عليها.
يذكر أن هشام الجمل مدير شركة انفينيتي، قال في تصريحات سابقة لـ"صوت الأمة" إن الشركة الوحيدة التي بدأت في تنفيذ المشروعات المتفق عليها مع وزارة الكهرباء ممثلة في هيئة الطاقة المتجددة في متطقة بنبان هي شركة إنفينتي وذلك لإنتاج 50 ميجاوات كمرحلة أولى وتستهدف الشركة إنتاج 200 ميجاوات خلال نهاية 2018.
وعن تكلفة المحطة قال "الجمل" إن المحطة تم تقديرها بأكثر من 140 مليون دولار وبطريقة التمويل التي يتم احتسابها وفقا لشروط وزارة الكهرباء بأن يكون تمويل المشروع 85 % أجنبي و15% تمويل محلي لمدة 25 عاما.
وفيما يخص طريقة حصول الشركة أو المحطة على القيمة المالية لبيع الكهرباء بعد الإنتاج، أشار مدير شركة إنفينتي إلى أن الشركة ستحصل على 85% من الفاتورة بقيمة 7.15 قرش للدولار بينما سيتم سداد الـ15% بالجنيه المصري بما يعادلها من سعر الصرف للدولار بتاريخ يوم السداد وذلك طوال فترة المشروع المقدرة ب25 عاماً.
أما عن العمالة التي تعمل بالمحطة قال "الجمل" إن الشريك الألماني أطلق على هذه المنطقة، يقصد بمبان، عاصمة الطاقة الشمسية في العالم، ويعمل حاليا في المحطة عمالة تتراوح ما بين 600 و700 عامل في مرحلة الإنشاء معظمهم من أبناء بميان، وفقا لما تم الاتفاق عليه مع المحافظ، وحينما يتم تأهل الـ33 شركة المتفق عليها ستحتاج المحطات ما لا يقل عن 20 ألف عامل يتم استقدامهم من محافظة أسون، وهو ما سيوفر فرص عمل كبيرة لأبناء المحافظة.
يذكر أن الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة سيفتتح في 13 مارس الجاري والذي يوافق العيد القومي لمحافظة أشوان أول محطة طاقة شمسية بقدرة 50 ميجا وات بمنطقة بنبان بمحافظة أسوان، والتى تم التشغيل التجاري لها من خمسة عشر يوما.