هل البنوك الإلكترونية تهدد عرش المصارف العادية؟.. خبراء مصرفيون: لها القدرة على الوصول لأكبر عدد ممكن من العملاء

الثلاثاء، 13 مارس 2018 08:00 ص
هل البنوك الإلكترونية تهدد عرش المصارف العادية؟.. خبراء مصرفيون: لها القدرة على الوصول لأكبر عدد ممكن من العملاء
البنك المركزى
أسماء أمين

ظهر فى منتصف التسعينات أول بنك إلكتروني في الولايات المتحدة الأمريكية يميّز بين نوعين من البنوك كلاهما يستخدم تقنية الصيرفة الإلكترونية.

وأكد الخبراء أن البنوك الرقمية بدأت تنتشر فى العديد من الدول نظرا لما تقدمه من القدرة على الوصول إلى قاعدة عريضة من العملاء دون التقيد بمكان أو زمان معين، كما تتيح لهم إمكانية طلب الخدمة في أي وقت وعلى طول أيام الأسبوع، وهو ما يوفر الراحة للعميل، إضافة إلى أن سرية المعاملات التي تميز هذه البنوك تزيد من ثقة العملاء فيها.

وأوضح أنه من ضمن مميزات البنوك الرقمية أن مصاريف تشغيلها منخفضة بـ حوالى 30% أو أكثر عن الخدمات المقدمة من البنوك العادية .

 

ما هو البنك الإلكتروني؟

 

البنوك الإلكترونية بمعناها الواسع ليست مجرد فرع لبنك قائم يقدم خدمات مالية فحسب، بل موقعًا ماليًا تجاريًا، وإداريًا، واستشاريًا شاملاً، له وجود مستقل على الخط يتم التعاقد معه للقيام بخدمات، أو تسوية المعاملات، أو إتمام الصفقات على مواقع إلكترونية، وهو ما يمثل أهم تحدٍ في ميدان البنوك الإلكترونية، وتظهر المنافسة قوية بين البنوك التجارية والمؤسسات المالية، وبين المؤسسات الكبيرة والصغيرة، ووفقًا لذلك سيقوم العملاء بالمقارنة ين خدمة البنوك واختيار الأنسب منها.

وأكد الدكتور محمد الشيمى الخبير المصرفى ، أن البنوك الرقمية بدأت تنتشر فى العديد من الدول لما لها القدرة على الوصول إلى قاعدة عريضة من العملاء دون التقيد بمكان أو زمان معين، كما تتيح لهم إمكانية طلب الخدمة في أي وقت وعلى طول أيام الأسبوع، وهو ما يوفر الراحة للعميل، إضافة إلى أن سرية المعاملات التي تميز هذه البنوك تزيد من ثقة العملاء فيها.

وأوضح أنه من ضمن مميزات البنوك الرقمية أن مصاريف تشغيلها منخفضة بـ حوالى 30% أو أكثر عن الخدمات المقدمة من البنوك العادية .

وما يدعم المصداقية في المصارف الرقمية كون كل المنخرطين في تأسيسها هم من مدراء أقسام الإبداع في مصارف تقليدية سابقة، أي أنهم نقلوا خبراتهم الإبداعية الطويلة وخبراتهم المصرفية في البنوك التقليدية إلى عالم الحياة الرقمية.

 

والبنوك الإلكترونية هي مؤسسات بنكية تتيح لعملاءها إدارة حساباتهم، وإنجاز أعمالهم المتعلقة بحساباتهم عن طريق الاتصال بشبكة الإنترنت من أي مكان وفي أي وقت.

 

ويتحكم عميل البنك الإلكتروني في حساباته، من خلال تزويد الخادم الإلكتروني بخدمات الإنترنت والتقنية البرمجية التابعة للبنك الإلكتروني، والحصول على إسم مستخدم وكلمة مرور سرية، يستطيع عميل البنك الإلكتروني الدخول إلى حسابه من خلال إسم المستخدم وكلمة السر الخاصة به.

 

وتكشف الدراسات المصرفية عن وجود 3 أنماط للبنوك الإلكترونية.. هي:

1-    الموقع المعلوماتي Informational: وهو يمثل المتسوى الأساسي والحد الأدنى للنشاط الإلكتروني المصرفي، ويسمح هذا الموقع للبنك بتقديم معلومات حول برامجه ومنتجاته وخدماته المصرفية.

 

2-    الموقع الاتصالي communicative: يتيح هذا الموقع عملية التبادل الاتصالي بين البنك والعملاء مثل البريد الإلكتروني، تعبئة الطلبات، تعديل معلومات القيود والحسابات، الاستفسارات.

 

3-    الموقع التبادلي Transactional: ومكن من خلاله أن يمارس البنك نشاطاته في بيئة إلكترونية.. كما يمكن للعميل القيام بمعظم معاملاته إلكترونيا من سداد قيمة الفواتير، وإدارة التدفقات النقدية وإجراء كافة الخدمات الاستعلامية سواء داخل البنك أو خارجه.

 

مزايا البنوك الإلكترونية:

تنفرد البنوك الإلكترونية في تقديم خدمات متميزة عن غيرها من البنوك المنافسة، وفيما يلي توضيح لمجالات تميز البنوك الإلكترونية:

 

تتميز البنوك الإلكترونية بقدرتها على الوصول إلى قاعدة عريضة من العملاء دون التقيد بمكان أو زمان معين، كما تتيح لهم إمكانية طلب الخدمة في أي وقت وعلى طول أيام الأسبوع، وهو ما يوفر الراحة للعميل، إضافة إلى أن سرية المعاملات التي تميز هذه البنوك تزيد من ثقة العملاء فيها.

 

تقدم البنوك الإلكترونية كافة الخدمات المصرفية التقليدية، وإلى جانبها خدمات أكثر تطورا عبر الإنترنت تميزها عن الأداء التقليدي مثل:

 

شكل بسيط من النشرات الإلكترونية  عن الخدمات المصرفية.

إمداد العملاء بطريقة التأكد من أرصدتهم لدى المصرف.

تقديم طريقة دفع العملاء للكمبيالات المسحوبة عليهم إلكترونيا.

كيفية إدارة المحافظ المالية (من أسهم وسندات) للعملاء.

طريقة تحويل الأموال بين حسابات العملاء المختلفة.

 

من أهم ما يميز البنوك الإلكترونية أن تكاليف تقديم الخدمة منخفضة مقارنة بالبنوك العادية، ومن ثم فإن تقليل التكلفة وتحسين جودتها هي من عوامل جذب العميل، ففي دراسة تقديرية خاصة بتكلفة الخدمات المقدمة عبر قنوات مختلفة تبين أن تكلفة تقدين خدمة عبر فرع البنك تصل إلى 295 وحدة، في حين تقل عنها فيما لو قدمت من خلال شبكة الانترنت بتكلفة 4 وحدات، وتصل إلى تكلفة وحدة واحدة من خلال الصرافات الإكترونية.

 

وتتيح البنوك الإلكترونية خيارات أوسع للمتعاملين بها وحرية أكثر في اختيار الخدمات ونوعيتها، إلا أن التحدي الأكبر يتمحور حول مدى فعالية هذه الصيرفة في كسب ثقة العملاء فيها، وهو ما يتطلب من المصرف توفير قاعدة من البيانات لتأدية الخدمات بكفاءة عالية.

هدت الساحة المصرفية خلال الفترة الأخيرة توسعًا كبيرًا في التكنولوجيا البنكية من أبرز مظاهرها انتشار البنوك الإلكترونية التي تعد اتجاهًا حديثًا ومختلفًا عن البنوك التقليدية لما تحققه من مزايا عديدة.

 

مع تزايد عمليات التجارة الإلكترونية أصبح الاحتياج كبيرًا لنوعية جديدة من البنوك غير التقليدية تتجاوز نمط الأداء الاعتيادي ولا تتقيد بمكان معين أو وقت محدد، وكنتيجة للنمو المتسارع لتكنولوجيا الإعلام والاتصال جاءت البنوك الإلكترونية التي ساهمت وبشكل فعال في تقديم خدمات متنوعة، وبتكاليف منخفضة مختصرة الوقت والمكان.

 

 

فالمقصود إذن بالصيرفة الإلكترونية هو إجراء العمليات المصرفية بشكل إلكتروني والذي يُعد الإنترنت من أهم أشكالها، وبذلك فهي بنوك افتراضية تنشئ لها مواقع إلكترونية على الإنترنت لتقديم نفس خدمات موقع البنك من سحب ودفع وتحويل دون انتقال العميل إليها.

 

وتعود نشأة الصيرفة الإلكترونية إلى بداية الثمانينات تزامنًا مع ظهور النقد الإلكتروني، أما استخدام البطاقات كان مع بداية القرن الماضي في فرنسا على شكل بطاقات كرتونية تستخدم في الهاتف العمومي، وبطاقات معدنية تستعمل على مستوى البريد في الولايات المتحدة الأمريكية.

 

وفي عام 1958 أصدرت American Express أول بطاقة بلاستيكية لتنتشر على نطاق واسع، ثم قامت بعدها ثمانية بنوك بإصدار بطاقة ""Bank Americard عام 1968 لتتحول إلى شبكة Visa العالمية، كما تم إصدار في نفس العام البطاقة الزرقاء Carte Bleue"" من طرف ستة بنوك فرنسية.

 

وفي عام 1986 قامت اتصالات فرنسا France Telecom بتزويد الهواتف العمومية بأجهزة قارئة للبطاقات الذاكرة Cartes à mémoire لتصبح عام 1992 كل البطاقات المصرفية بطاقات برغوثية Cartes à puce تحمل بيانات شخصية لحاملها.

 

وخلال منتصف التسعينات ظهر أول بنك إلكتروني في الولايات المتحدة الأمريكية يميّز بين نوعين من البنوك كلاهما يستخدم تقنية الصيرفة الإلكترونية.

 

وهما البنوك الافتراضية "بنوك الإنترنت" التي تحقق أرباحًا تصل إلى ستة أضعاف البنك العادي، و البنوك الأرضية وهي البنوك التي تمارس الخدمات التقليدية وخدمات الصيرفة الإلكترونية.

 

وفي العام الماضي، سمحت السلطات المالية المصرفية في بريطانيا لأول مصرف رقمي بممارسة أعماله تحت اسم "أوتم بنك"، الذي أسسه أنتوني توماس، المساهم السابق في تأسيس آخر مصارف بريطانيا التقليدية تحت اسم ميترو، كي يمارس أعماله عبر الهواتف الذكية.

 

وتؤكد هيئة المصرفيين البريطانية أن مستخدمي المصارف عبر أجهزة الهاتف أكبر بكثير من مستخدمي المصارف عبر زيارة فروعها، فالإنترنت أصبح أقصر الطرق إلى المصارف.

 

والجدير بالذكر أن أغلب المصارف التقليدية واجهت صعوبة في الانتقال إلى العالم الرقمي نظرًا لضخامة حجمها وصعوبة توقيف معاملاتها الكبيرة من أجل إعطاء فرصة لتطوير شبكاتها لتتناسب مع البنوك الرقمية، فهي أمام مشكلة التأخر أكثر في مواجهة المصارف الرقمية، التي اغتنمت الفرصة وتحركت برشاقة وسرعة أكبر وإبداع أكثر.

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة