حين يكون الوسيط شريكا بالجريمة.. تفاصيل مقتل طالب هندسة شبرا عن طريق "أوليكس"
الإثنين، 12 مارس 2018 05:30 مرامى سعيد
بداية شهر مارس، عثر محمد عبد العزيز طالب في كلية الهندسة على ضالته في إعلان منشور على موقع «أوليكس» -وهو بالضبط ما كان يريده- لاب توب بمواصفات متطورة وبسعر أقل من سعره بالسوق، لٌقطة كما يقولون فأخبر والديه، على الفور ودون تفكير، ليوفران له المبلغ المطلوب بشق الأنفس بعد ذلك.
عبد العزيز لم يهدر وقتاً، أو يدخر جهدًا للحصول على اللاب توب فأجرى اتصالاَ بالمعلن على موقع أوليكس، الذي حدد له موعدًا بدوره في مكان هادئ، وحين ذهب هجم عليه اثنان مسلحان ووجهوا إليه طعنات بسكين وسرقوا منه المبلغ حين قاوم ومتعلقاته الشخصية.
وبطبيعة الحال تقدمت أسرة المجني عليه ببلاغ لقسم شرطة النزهة تفيد بتغيب طالب بكلية الهندسة يدعى محمد عبدالعزيز، عن منزله منذ الأربعاء الماضي، ومع التحريات الأمنية عثرت عثر رجال المباحث على جثة الشاب بمنطقة مهجورة بالنزهة، وتم تحرير محضر بالواقعة، وباشرت النيابة التحقيق، وخلال 48 ساعة تمكنت مباحث القاهرة أيضًا من ضبط الجناة.
وخلال التحقيقات اعترفا المتهمان أن ضائقة مالية دفعتهما لارتكاب جريمتهما، لكونهما عاطلان عن العمل وأرادا توفير النقود لشراء الحشيش، فهداهما تفكيرهما في بادئ الأمر إلى اصطياد أحد الأشخاص من على أحد مواقع بيع الأجهزة الإلكترونية على الإنترنت وسرقته.
وقال إنهما بالفعل قاما بعمل حساب على موقع أوليكس لاصطياد زبائنهما وبدآ في الدخول عليه، وإيهام الأشخاص بأنهما يقومان ببيع أجهزة لاب توب مستعملة بأسعار بسيطة، حتى ساق الحظ السيئ القتيل لأن يقرأ إعلانهما أثناء بحثه عن جهاز لاب توب سعره في متناول يده.
وأضافا أنهما اتفقا مع المهندس الشاب على بيع لاب توب صغير الحجم بـ 1500 جنيه، واتفقوا على اللقاء في منطقة مساكن الشيراتون، وبالفعل توجه المهندس محمد إلى المتهمين لشراء اللاب توب، وما إن رأياه وتأكدا من هويته، حتى قاما بسرقة متعلقاته وهاتفه المحمول ومحفظته تحت تهديد السلاح، وعندما قاومهما قال لهما إنه تعرف عليهما وسيتجه فورا للإبلاغ عنهما، فقاما بطعنه عدة طعنات في البطن والصدر فأسقطاه قتيلا وفرا هاربين.
كما استمعت النيابة أيضا لوالد الضحية الذي كشف في التحقيقات أن ابنه محمد كان يبحث عن «لاب توب مستعمل»، وشاهد إعلانا على «أوليكس» عن لاب توب بالأوصاف التي يريدها.
وقال والد الضحية أن ابنه توجه لشراء اللاب توب، ولم يعد إلى المنزل مرة ثانية، فقام بتحرير محضر بتغيبه، ثم تلقى خبرا من قسم الشرطة بعثورهم على جثة ابنه مقتولا في منطقة مساكن الشيراتون بالنزهة، وأشارت التحريات إلى أن الجناة قتلوه واستولوا على ثمن اللاب توب وهاتفه المحمول.
فيما قال أيضًا عدد من أصدقاء المجني عليه إنه كان يقتطع من مصاريفه من أجل شراء اللاب توب الذي سيسهل عليه إدارة قناته على اليوتيوب، بالإضافة إلى مساعدته في دراسته.
اللافت فى جريمة القتل طبقًا للمعلومات المتداولة، هو سهولة إنشاء حسب على موقع أوليكس، دون توفير أى ضمانات وفق لشهادة الجناة فى التحقيقات، فقد تمكن الجاني من انشاء حساب دون أن يوفر أى بيانات شخصية مفيده للموقع، أو حتى ضمانات تفيد بامتلاكهم السلعة المعروضة على الموقع.
ثانيًا: لم تعلق «أوليكس» على الحادث اللهم الا بيان غير رسمى تم تداولة فى بعض وسائل الاعلام لم يحمل لوجوا الشركة، وقد جاء فيه: إنهم تتابعون الحادث متابعة دقيقة، خصوصاً عندما يستغل فيها بعض الأشخاص من متجاوزي الحدود الأخلاقية والقانونية، ثقة المنصة بمئات الآلاف من مستخدميها ويقومون بأعمال لا تتطابق والثقة المشتركة بين المستخدمين والحرية الممنوحة على المنصة.
وأوضحت أنها مستعدة دائماً للتعاون مع من يتعرض لأي إساءة على موقعنا، أو حتى لمحاولة خرق الحدود الأخلاقية والقانونية. وعليه نتعاون مع كل الجهات المعنية من أفراد، وهيئات رسمية لحماية مستخدمينا وعملنا كشركة عالمية يثق بها ملايين المستخدمين.
وشددت الشركة على أنها تسعى جاهدة الى ترويج استخدام منصتها بشكل آمن من خلال التثقيف المستمر لمستخدميها وتوفير ممارسات آمنة خلال عمليات التداول، كما ويتم تحديث الموقع الإلكتروني والتطبيق الإلكتروني بصورة منتظمة لتقديم الإرشاد للمستخدمين، بهدف خلق فرص لا محدودة، ومساعدة المستخدمين على توفير المال والوقت وإيجاد ما هم بحاجة إليه من وظائف وأغراض.
«صوت الأمة» بدورها أجرت اتصالا مع الشركة لمعرفة آخر التطورات وإتاحة فرصه حق الرد، وقد وعدت بالرد علينا خلال 48 ساعة، لكنها لم ترد.